أضغاثُ أحلامٍ خليجية
|| صحافة ||
بين فينة وأخرى، تخرج الأقلام الخليجية الواهمة لتستفيض بكتابة أحلامها التي تتمنى أن تتحقق على الساحة الإيرانية. لكن الواقع ليس كما يشتهي هؤلاء. عمق أحلامهم وأمانيهم يجرهم إلى كتابة ما هو منافٍ للواقع داخل الجمهورية الإسلامية، فما هي هذه الأحلام؟ وكيف يقوم الكتاب الخليجيون بالتعبير عنها؟
عبارات متشابهة إلى حد التطابق يستخدمها الكتاب الخليجيون عند استثمارهم المفضوح لأي تجمع لبعض الايرانيين المحتجين على قضية ما. ومن هذه العبارات الموجّهة التي يراد ترسيخها أمام الجمهور من خلال إعادة تكرارها بأساليب مختلفة: “حاجز الخوف انكسر لدى الإيرانيين- نظام الجمهورية الإسلامية سينهار نتيجة هذه التجمعات- النظام الإيراني مرتبك من التجمعات- النظام الإيراني يقمع المتظاهرين- أيام معدودة وسيسقط النظام- بركان غضب في إيران- النظام الإيراني يغرق في الوحل- تعيش إيران أيامها الأخيرة- النيران تشتعل في أطراف الثوب الإيراني- “الديكتاتورية الخامنئية” إلى زوال”. بهذه التوجّهات تكتب المقالات والتحليلات وتبنى الأحلام وتعد الأيام لتحقيق الحلم الخليجي المنشود منذ أربعين عامًا، ألا وهو إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكن هذه الأحلام في كل مرة تصطدم بالمد الجارف الذي يخرج مؤيداً لنظام الجمهورية الإسلامية، ولقائده آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
أفشلت الجماهير الايرانية في كل المحافظات من طهران الى الأهواز الى كرمان، جهد أعوام لحكام الخليج وآلتهم الاعلامية. وجّه ملايين الايرانيين في تشييع الشهيد قاسم سليماني صفعة للمشاريع التي أريدت لايران، والتي موّلت ووجهت من وسائل الاعلام، وسعت لاظهار الشعب الايراني بمظهر المبتعد عن قيادته، والرافض لسياساتها، فجاء استشهاد الفريق سليماني، مناسبة ليقول الايرانيون للعالم: ها نحن هنا وهذا هو مشروعنا، هذه هي قضيتنا وقيادتنا التي لا نحيد عنها.
أمّا على مقلب الأبواق الناطقة باسم حكام السعودية، فاستمرّ الترويج الموجّه على قاعدة “اكذب اكذب اكذب حتى يصدّقك الناس”. هذه المرة وبعد خروج تجمعات صغيرة بعد حادثة الطائرة الأوكرانية، عادت الأقلام الخليجية لتكتب أحلامها وأمانيها، وبنفس العبارات التي كانت تستخدمها، فلم يتعظ هؤلاء من التجارب السابقة، ولم يتعلموا من الرسالة التي أطلقتها الحشود المليونية التي شاركت بتشييع الشهيدين القائدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، التي عبرت عن المد الجارف المؤيد للنظام الإيراني وللجمهورية الإسلامية، وكأن بضعة أفراد يتجمعون في ساحاتٍ شتى لا يشكلون حيثية في المجتمع الإيراني يمكن التعويل عليهم في تحقيق هذه الأحلام المستحيلة، فلسنوات طوال روجوا وكتبوا وحرضوا المواطنين في منطقة الأهواز ودفعوا الملايين من الدولارات من أجل زرع العداء لدى هؤلاء للنظام في الجمهورية الإسلامية، لكن المحصلة هي خروج الأهوازيين عن بكرة أبيهم في تشييع القائد سليماني، ليصفعوا المحرضين على الجمهورية الإسلامية.
كما في كل مرة، ستصاب هذه الأبواق بالخيبة تلو الأخرى.
العهد الاخباري/ محمد باقر ياسين