اليمن والحسم المنتظر
موقع أنصار الله || مقالات || رشدي عبدالرحمن
المشاهدُ النوعيةُ لسير المعارك في مختلفِ الجبهات، وَالتي عُرضت مؤخّراً، تُشير بوضوحٍ إلى أن الأمورَ تتجه مجدداً باتّجاه الحسم العسكريّ، في ظل امتناع المرتزِقة في مأرب عن تنفيذ أي اتّفاق للسلام وإنهاء العدوان.
أما في المناطق الأُخرى، فإنَّ الكثيرَ من المرتزِقة والمجموعات المسلحة لم تستجب لمرسوم العفو الذي أصدره الرئيسُ مهدي المشَّاط، بل على العكس لقد كانت هذه الفترة غارقةً بدماء المدنيين، حيث كثّـف العدوانُ الصهيوسعوأمريكي الاعتداءاتِ بالصواريخ على المدارس والجامعات والأسواق والطرقات، موقعين عدداً كبيراً جِـدًّا من الضحايا، كما قام المرتزِقةُ بإطلاقِ النار على الممرات الآمنة لمنع الناس من الخروج وقتل عدد من المغرّر بهم الذين كانوا يريدون العودةَ إلى حضن الوطن، كُـلُّ هذه الأحداث ستسهم في اتّخاذِ القرار بإعادة تفعيل الحسم العسكريّ من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبيّة؛ مِن أجلِ إنقاذ المدنيين وإعادة بسط سيطرة الدولة على المناطق التي كانت قد فقدتها سابقاً.
اليومَ ومع تحريرِ الجيش اليمني واللجان الشعبيّة قسماً كبيراً من الأراضي اليمنية، تسارع الولاياتُ المتحدة الأمريكية للتأكيد على أن ما يسمى بالشرعية يجب أن تكون جزءاً من الحلِّ السياسيّ، وذلك في محاولة مستميتة لشرعنة الإرهاب وجعل الإرهابيين جزءاً من الدولة اليمنية، لإكمال المشروع الصهيوأمريكي في التطبيع مع إسرائيل، والتقسيم الطائفي للمنطقة، وهذا يبين العالم الجديد الذي تريده الولايات المتحدة، والتي تعيش اليوم حالة تجاذب سياسيّ كبير بين خطين: الأول خط الحرب والتوتر الدائم وتأجيج الصراع؛ بهَدفِ خلق جو معقّد يصعب على “ترامب” التراجع عنه، والخط الآخر هو خط الحوار وإنهاء الحرب وضرب الإرهاب والذي يقبل فكرةَ التعددية القطبية ويستفيد منها، ويعتقد بفكرة أن العلاقات بين الدول يمكن أن تكون على أُسس منظمة وتشاركية، وهذا التجاذب بين الخطين له انعكاسُه على ساحة المعركة في اليمن.
كما نلاحظ أَيْـضاً بين الفترة والأُخرى، التحريك الكبير للمؤسّسات الدولية من مجلس الأمن والاتّحاد الأوروبي؛ بهَدفِ الضغط على اليمن؛ مِن أجلِ فرض الحلِّ الذي لم يتمكنوا من فرضِه عسكريّاً ويحاولون الآن أن يفرضوه قسراً بذريعة تطبيق القانون الدولي، مدعين أن الأزمةَ هي أزمة إنسانية مسؤول عنها الدولة اليمنية.
مع العلم أنهم كانوا وما زالوا مسببيها ومؤججيها، كلُّ ذلك؛ بهَدفِ إعطاء الدعم للمرتزِقة في اليمن، حتى أننا رأينا مبعوثَ الأمم المتحدة إلى اليمن “مارتن غريفيث” في أكثر من جلسة يدافع عن حَــلّ يرفع الشرعيةَ إلى مستوى الشركاء في إدارة البلاد، من خلالِ محاولة إيجاد موقع لهم في الفترة الانتقالية كشركاء في الدولة اليمنية.