هيومن رايتس ووتش تجدد إتهامها للعدوان السعودي بإستخدام القنابل العنقودية المحظورة دولياً في اليمن

جددت منظمة (هيومن رايتس ووتش) إتهامها لتحالف العدوان السعودي بإستخدام الذخائر العنقودية المحظورة دولياً والواردة من الولايات المتحدة في قصف العديد من المناطق المدنية في اليمن .. لافتة إلى أن السعودية والولايات المتحدة تضربان بعرض الحائط المعايير الدولية التي تحظر إستخدام هذه الذخائر في أي ظرف من الظروف.
 
وأكدت المنظمة الحقوقية في تقرير نشرته أمس الأحد في موقعها على شبكة الانترنت “أن التحالف بقيادة السعودية يستخدم في اليمن الذخائر العنقودية الواردة من الولايات المتحدة والمحظورة دولياً، رغم أدلة على خسائر في صفوف المدنيين”.
 
وقال التقرير “تُستخدم الذخائر العنقودية المصنوعة في الولايات المتحدة والواردة حديثاً في مناطق مدنية رغم معايير التصدير الأمريكية، وأيضاً على نحو يبدو أنه غير متسق مع معايير الضمانات المطلوبة لتصدير الولايات المتحدة لهذه الذخائر”.
 
وأوضح مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في (هيومن رايتس ووتش) ستيف غوس “إن السعودية وشركاءها في التحالف، فضلاً عن أمريكا التي تورد إليهم الأسلحة، يضربون بعرض الحائط المعايير الدولية التي تقول بضرورة ألا تُستخدم الذخائر العنقودية في أي ظرف من الظروف”.
 
وشدد غوس والذي يرأس تحالف ضد الذخائر العنقودية بان على التحالف بقيادة السعودية الكف عن استخدام هذه الذخائر فوراً.
 
وأوضح تقرير المنظمة مقراً لها ان الابحاث التي اجرتها (هيومن رايتس ووتش) ومنظمة العفو الدولية والأمم المتحدة والمقابلات التي اجريت مع شهود وضحايا اضافة الى الصور ومقاطع الفيديو العديدة أكدت أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية يستخدم الذخائر العنقودية في اليمن.
 
وحملت المنظمة الأمريكية والتي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها تحالف العدوان السعودي مسئولية جميع الهجمات بالقنابل العنقودية على اليمن .
 
وقال التقرير “ترى (هيومن رايتس ووتش) أن تحالف الدول بقيادة السعودية في اليمن يتحمل مسئولية جميع هجمات الذخائر العنقودية هذه أو أغلبها، لأنه الطرف الوحيد الذي لديه طائرات ومنصات صواريخ قادرة على إطلاق 5 من 6 أنواع ذخائر عنقودية استُخدمت في النزاع”.
 
ولفت التقرير الى ان منظمة (هيومن رايتس ووتش) حققت في خمس هجمات على الأقل استُخدم فيها الطراز (سي بي يو-105) ذات مجسات الاستشعار في اربع محافظات باليمن منذ شهر مارس 2015م.
 
واوضح في هذا الصدد ان الذخائر من هذا الطراز ذات مجسات الاستشعار أستخدمت في 12 ديسمبر 2015م في هجوم على مدينة الحديدة الساحلية، ما أدى الى إصابة سيدة وطفلين في بيتهم.
 
واضافت ان هذه الذخائر اصابت مدنيين عند استخدامها قرب قرية العمار بمحافظة صعدة في 27 أبريل 2015م، بشهادة سكان المنطقة وموظفين يعملون في المجال الطبي.
 
وأكدت المنظمة الحقوقية في تقريرها أنها حققت في ما لا يقل عن خمس هجمات استخدم فيها هذا النوع من الذخيرة باليمن .. مشيرة الى وجود صور ومقاطع فيديو وإفادات لشهود عيان على تنفيذ العدوان السعودي هجمات جوية متقطعة بهذه الذخائر على العديد من المناطق اليمنية.
 
وأوضحت ان هذه الأدلة تضمنت افادات لشهود عيان أكدت إستخدام الذخائر العنقودية في هجوم على احدى المنطقة جنوب مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن بدءً من شهر سبتمبر الماضي، وكذا على منطقة حرف سفيان جنوبي صعدة، وفي هجوم على حصن عفاش التاريخي في سنحان بمحافظة صنعاء .
 
واضافت ان مقاطع فيديو في 17 أبريل أكدت استخدام قنابل عنقودية على منطقة العمار بمديرية الصفراء الشعف بمديرية ساقين في الجزء الغربي من محافظة صعدة.
 
كما لفتت المنظمة الحقوقية في تقريرها الى ان القانون في الولايات المتحدة يحظر إستخدام هذه القنابل قائلة “في حين يجب إدانة استخدام أي نوع من أنواع الذخائر العنقودية، فهناك شاغلان إضافيان فيما يخص استخدام الطراز (سي بي يو-105) ذات مجسات الاستشعار في اليمن”.
 
واوضحت في هذا الصدد “أولا يحظر قانون التصدير الأمريكي على مستوردي الذخائر العنقودية استخدامها في مناطق مأهولة، كما يفعل بوضوح التحالف بقيادة السعودية”.
 
واضافت “ثانياً : لا يسمح قانون التصدير الأمريكي بتصدير ذخائر عنقودية سوى تلك التي يقل معدل فشل انفجارها عن واحد في المائة، لكن يبدو أن الذخائر ذات مجسات الاستشعار المستخدمة في اليمن لا تُستخدم بشكل يستوفي معايير الأمان المذكورة”.
 
وفي هذا الصدد قال مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في (هيومن رايتس ووتش) “يصف البعض الأسلحة ذات مجسات الاستشعار بصفتها الذخائر العنقودية الأحدث تقنياً والأعلى أماناً في العالم، لكن لدينا أدلة على أنها لا تعمل بالشكل المفترض في اليمن، وأنها أضرّت بالمدنيين في هجمتين على الأقل”.
 
وأكد ستيف غوس قائلاً “تثير هذه الأدلة تساؤلات جدّية حول الالتزام بسياسات الذخائر العنقودية وقواعد التصدير الأمريكية”.
 
كما اشارت المنظمة الى ان السعودية أقرت باستخدام طراز (سي بي يو-105) ذات مجسات الاستشعار.
 
واوردت في هذا الصدد ما قاله الناطق باسم العدوان العسكري السعودي عسيري في مقابلة على شبكة (سي إن إن) بتاريخ 11 يناير 2016م، وأقر فيها إن التحالف استخدم الطراز (سي بي يو-105) ذات مجسات الاستشعار مرة واحدة في حجة في أبريل 2015م “لكن ليس عشوائياً” حسب زعمه وانها استُخدمت ضد المركبات.
 
وكانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت في 16 يناير إمتلاكها لأدلة تثبت أن تحالف العدوان العسكري السعودي ألقى مجدداً قنابل عنقودية محرمة على العاصمة صنعاء.
 
يذكر ان الذخائر العنقودية تضم عادة كميات كبيرة من القنابل الصغيرة التي لا ينفجر العديد منها بعد سقوطها على الأرض، ما يجعلها أشبه بألغام.
 
وبموجب اتفاقية تعود إلى عام 2008م، يحظر استخدام القنابل العنقودية في النزاعات العسكرية، إلا أن الولايات المتحدة والسعودية ليستا من ضمن الـ 116 دولة التي وقعت هذه الاتفاقية.
 
سبأ
 
قد يعجبك ايضا