تصريحات كيري كشفت تعدد الأهداف الأمريكية من وراء العدوان على اليمن
ماجد الكحلاني / صدى المسيرة
لم يعد خافياً على أحد حقيقة ما تمارسه قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة وانخراط العديد من دول المنطقة في هذا المشروع العدائي والمتنافي مع قيمنا ومبادئنا وقضايانا العربية والإسلامية.
كما بات جلياً الدور الأمريكي في الترتيب والإعداد والتخطيط للعدوان على اليمن ومن ثم المشاركة معه وتقديم الدعم العسكري واللوجيستي والإشراف على غرف عملياته ناهيك عن الدور السياسي المتمثل في إيجاد المبررات وتسويقها والتغطية على كل الجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني .
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخراً لتكشف طبيعة دور الإدارة الأمريكية في تأييد العدوان ودعمه له ومشاركتهم المباشرة فيه، بما لا يدع مجالاً للشك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الأول للعدوان على اليمن.
قد لا يحتاج المرء وأي متابع لمزيد توضيح عن الدور الأمريكي في العدوان على اليمن غير أن ما يمكن توضيحه أكثر هو تعدد الأهداف الأمريكية من وراء العدوان وتصريحات واشنطن المؤكدة لضلوعهم بصورة مباشرة في التخطيط والاشراف والدعم والتنفيذ للعدوان بقيادة النظام السعودي ودول عربية أخرى.
فرغم تقاطع المصالح بين دول العدوان إلا أن الولايات المتحدة أعتبر مراقبون أنها من أكبر المستفيدين تجارياً من العدوان وذلك من خلال صفقات الأسلحة اضافة الى تشغيل الأقمار الصناعية وتقديم الدعم اللوجيستي ناهيك عن المرتزقة والخبراء والاستشاريين العسكريين الذي تمتلئ بهم غرف عمليات ما يسمى التحالف .
ولطالما حاولت واشنطن “التململ” من الاعتراف الصريح في دعم العدوان على الشعب اليمني، إلا أن وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” كشف في ختام لقاءاته مع نظيره البريطاني “فيليب هاموند” والأمريكي “جون كيري” في لندن عن وجود ضباط بريطانيين وأمريكيين ومن دول أخرى في غرفة قيادة العمليات العسكرية في اليمن منذ نحو عشرة اشهر”.
لم ينتظر “كيري” طويلاً لتأكيد مزاعم “الجبير” حيث أقرّ مؤخراً مشاركة بلاده في العدوان على اليمن، واستمرارها في تقديم الدعم والإسناد للسعودية، ما يؤكد أن العدوان على اليمن هو قرار أمريكي-سعودي مشترك.
ومما لا شك فيه أن تلك التصريحات قد اثارت كل اليمنيين وكشفت عن نواياهم في اعتماد الحرب كخيار واحيد متجاهلة الحلول السياسية التي تزعمها، وهاجم رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض خلال لقائه بنظرائه الخليجيين وإعلانه دعم واشنطن للسعودية في حربها على اليمن، مؤكدا انها عدائية وليست جديدة.
محملا الولايات المتحدة تبعات كل ما تقوم به السعودية وغيرها في اليمن من دمار وحصار وانتهاك للقوانين والسيادة ودعم وتسليح أدواتهم من الإرهابيين وغيرهم.
وفي غضون ساعات قريبة من الإجتماع بين “كيري” و”الجبير” في الرياض، والذي أكّد فيه الأول للأخير دعم واشنطن للتحالف العربي بقيادة السعودية في العدوان على اليمن، أصدر البيت الأبيض تعقيب على تصريحات رئيس اللجنة الثورية العليا بياناً أعرب فيه عن شعوره بالقلق العميق بشأن التقارير التي تحدثت عن تضرر المدنيين في اليمن.
اعلان العدوان على اليمن في 26 مارس من واشنطن ، اعقبها تصريحات عده سيما اخرها لجون كيري يجعل الإدارة الأمريكية تتحمل كافة التبعات القانونية والإنسانية والأخلاقية جراء ذلك وتبني المشاركة رسميا في العدوان على اليمن، واعتبارها مسئولة جنائيا عن كل الضحايا والأضرار الناتجة عن أعمال القصف والقتل والحصار وارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق الشعب اليمني طوال نحو عشرة أشهر .
متجاهلا ما تسببت به ومن خلفها السعودية حصيلة ما ارتكبوه على مدى عشرة أشهر وفقاً للأمم المتحدة7500 شهيد و14000 جريح أغلبهم من النساء والأطفال، وفيما يتعلق بالأضرار الناجمة عن المنشآت والبنى التحتية فقد تم تدمير 450 جسراً وطريقاً و 319957 منزلا، و3750 مدرسة، و36 جامعة، و 229 مستشفى ووحدة صحية، و 16 مؤسسة إعلامية و146 شبكة للمياه، و122 محطة كهربائية ومولداً فضلاً عن استهداف 14 مطاراً و10 موانئ وتضرر 140 شبكة إتصالات جراء غارات العدوان.
وبات كل أبناء الشعب اليمني بما فيهم من فضّلوا السكوت والصمت طيلة الفترة الماضي، مدركون تماما ان العدوان على اليمن انما هو عدوان أمريكي بهدف إخضاع اليمن وإعادته إلى حظيرتها وما السعودية ودول التحالف الذي تقوده إلا أداة من أدواتها، غير مستبعدين أن يكون الكيان الإسرائيلي في غرفة قيادة العمليات العسكرية في اليمن.