بين تآمر أمريكي ونظام خائن … الدفاعات الجوية اليمنية من التدمير الممنهج إلى استعادة القدرات
موقع أأنصار الله || تقارير ||
يوما إثر يوم تتكشف الحقائق تباعا كالشمس في رابعة النهار، وما خفي كان أعظم، ذلك أن ما كشفته المشاهد التي بثها الإعلام الأمني حول التدمير الأمريكي الممنهج للدفاعات الجوية اليمنية خلال الفترة 2007 _ 2014م، ليس سوى جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني.
كما أن تلك المشاهد قد أبرزت جانبا من مقدمات العدوان على اليمن السابقة بعشر سنوات لشنه في 26 مارس 2015م، وبددت الشكوك واللبس حيال الدور الأمريكي باتجاه تأكيد أن العدوان على اليمن أمريكي في الأساس، وأن شواهد ذلك تتجاوز الإعلان عن بدء شنه من العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى التآمر والتخطيط والإشراف والتنفيذ عبر أدواتها في المنطقة من الدول المنضوية في تحالف العدوان، والذي انكب في ساعاته الأولى على تدمير ما تبقى من مقدرات القوات الجوية والدفاع الجوي، والإجهاز عليها.
هناك من تنبه لهذا الخطر
بالتزامن مع هذا الدور التآمري كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، قد تنبه لهذا الخطر مبكرا في العام 2002م، وكشف ما تحيكه أمريكا ضد اليمن مؤكدا أهمية الوعي المجتمعي والتحرك لمناهضته، بالقول: “المفروض أن الناس يكون لهم موقف واحد، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأمريكيون اليمن، وإلى هنا انتهى الموضوع. تحليلات تبريرات كلها لا داعي لها, تخوفات, قلق، [با يغلقوا علينا با يغلى كذا با.. با..] الناس يرجفوا على بعضهم بعض. الموقف الصحيح, والذي يحل حتى كل التساؤلات الأخرى التي تقلقك هو أنه: لماذا دخل الأمريكيون اليمن؟ ويجب على اليمنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟”.
ويشير إلى خطر الأمريكان وأهدافهم، بالقول: “هم يعرفون بأنه من الناحية المادية فيما يتعلق بقدرات عسكرية بأنه لا يوجد توازن ما بين الناس وما بينهم ، يمتلكون أن يضربوا الناس من علوٍ شاهق ومن بعد مئات الأميال صواريخهم ومن أعماق البحار من الغواصات ومع هذا كله مع هذه الإمكانيات ليس لديهم جرأة مواجهة مسلحة هكذا يعتمدون بشكل أساسي على الطرق الأخرى، بحيث أنهم لا يبدون على أمة من الأمم أو شعب من الشعوب إلا وقد ضرب أساساً قد هو منتهي، قد هو منتهي] . ولهذا تجدهم على الرغم من أسلحتهم المتفوقة ما يزال يخاف من البندق هذا السلاح الشخصي، أليسوا يطوفون الأسواق ليروا إذا فيها أسلحة؟ ويجلسون يحاولون كيف يلفقون تلفيقات لسحبها”.
نظام خائن
كما أن تلك المشاهد قد كشفت زيف الشعارات الكاذبة للنظام السابق، وأظهرت خيانته، ودوره التآمري التدميري بحق اليمن ومقدراته الدفاعية طيلة فترة حكم الخائن علي عبد الله صالح وعائلته والذي وضع مقدرات البلاد وقدراتها العسكرية بين يدي الامريكي ليتصرف بها كيف يشاء، وتلاه الخائن هادي وحكومة باسندوه التي كان السفير الأمريكي خلال الأعوام (2011 – 2013) جيرالد فايرستاين، هو الآمر الناهي، والمتحكم بقرار البلد وسيادته، ودوره فيما سمي «إعادة هيكلة الجيش والأمن في اليمن» وتصريحه بأن «الولايات المتحدة الأمريكية تتولى هذه المهمة ضمن جهود رعايتها اتفاق المبادرة الخليجية ودعم العملية الانتقالية» حسب زعمه.
جريمة كارثية
جريمة تدمير الدفاعات الجوية كارثية وخطيرة بما تمثله من أهمية بالغة للدفاع عن أي بلد، والتي بلغت مئات الصواريخ المتنوعة كان بالإمكان استفادة البلاد منها للدفاع عن الشعب ومنع وقوع الخسائر في الأرواح والممتلكات.
ومنذ نجاح ثورة الــ 21 من سبتمبر في تطهير اليمن من الخونة والعملاء وهوامير الفساد وناهبي الثروات، وسعيها لاستعادة سيادة البلد من الوصاية الأجنبية، جن جنون الصهاينة والأمريكان وأدواتهم ومرتزقتهم، وقاموا بشن عدوانهم الهمجي على اليمن الذي سيدخل عامه السادس بعد أيام ، وسعت قوى العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإمارتي إلى استهداف ما تبقى من الدفاعات الجوية اليمنية بكل أسلحة الدمار الشامل.
إنجازات صادمة
بعد أن كانت أجواء اليمن مسرحا لطائرات العدوان تحلق فيه بحرية وتستهدف الأرض والإنسان، تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية والتصنيع العسكري من احراز نقلة نوعية مدهشة بفضل الله سبحانه وتعالى حيث إستعادت قدراتها رغم ظروف العدوان والحصار وعملت على إحداث هذه النقلة منذ نهاية العام الثاني للعدوان، وشهدت تطورا ملحوظا، وتناميا غير مسبوق، وانجازات صادمة لقوى العدوان، تمثلت في اعتراض وإصابة وإسقاط مئات الطائرات المتنوعة ، ونجحت في الحد من غارات طيران العدوان، وعملت على تغيير معادلة الردع الاستراتيجية من الدفاع إلى الهجوم، وأصبحت المنشآت الاقتصادية للسعودية في مرمى الباليستيات والمسيرات اليمنية، وماتزال الانجازات العسكرية اليمنية مستمرة و القادم حافل بالمفآجات العظمى، والفضل بعد الله للقيادة الثورية الحكيمة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، والقيادة السياسية، وجهود أبطال الجيش واللجان الشعبية في كل الأقسام وعلى رأسها قسم التصنيع العسكري والقوة الصاروخية، “وعلى فليتوكل المؤمنون”.
اسقاط طائرة تورنيدو السعودية في الجوف