التحالف والقاعدة في الجنوب.. لعبةٌ مفتوحةٌ رغبةً في البقاء
بقلم / عبدالملك العجري
توسُّعُ القاعدة وداعش في مدن الجنوب.. هل هو حدَثٌ عارضٌ؛ نتيجة للحرب رغم أنف التحالف؟
كيف يمكن أن نفسر تقاسم النفوذ والتعايش القائم بين قوات الاحتلال ومقاتلي القاعدة وداعش؟
وهل قيادة الحلف الأثيم غير قادرة على إخراجهم من مدن الجنوب؟
أين محل داعش والقاعدة في اليمن من الأحلاف الدولية والإقليمية الساخنة لمكافحة الإرهاب التي تنزعهما الولايات المتحدة والعربية السعودية؟
من الاستحمار الاعتقاد أن وجود القاعدة وتوسعها على غير رغبة قوى الاحتلال.
ومن الاستحمار المغلظ أن تتوقع القيادات الجنوبية أن حلف الآثمين سيسلمهم هذه المدن على طبق من ذهب بعد أن يخرجوا منها كُلّ المتطرفين.
اسألوا أنفسكم أولاً: لماذا هم هنا (التحالف)؟
هل تعتقدون أنهم قدموا لأن لديهم فائضاً من المحاربين المتطوعين مهتم القتال من أجل المستضعفين من الرجال وَالنساء والولدان وتحريرهم من الدحابشة المعتدين وبعد أن ينهوا مهمتهم يقفلون راجعين؟ إن كان ثمة من يظن ذلك فدماغه دماغُ حمار في أرذل العمر.
هم هنا من أجل المدخل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية. هم هنا لان من يتحكم في المدخل الجنوبي يمتلك التأثير على الأسواق العالمية للطاقة والاقتصاد العالمي وهذا ما يهم العالم في علاقته باليمن وأهمية اليمن بالنسبة لهم هو موقعه الجغرافي المطل على اهم المنافذ المائية وجواره الجغرافي لدول الخليج النفطية حيث تتركز مصالحهم الحيوية.
هم هنا لان بحر العرب وخليج عدن يمثل امتداداً للمحيط الهندي وقد قيل إن من يملك السيطرة على المحيط الهندي يملك مفاتيح النفوذ في المحيط الهندي يستطيع أن يكون المهيمن على مفاتيح السيطرة على البحار السبعة الرئيسية في العالم (تجاريا وعسكريا).
اليمن دولة صغيرة تقع على طرف النظام الإقليمي الخليجي. وهو ذو موارد ضئيلة،
محدودة التأثير الخارجي، إلا بما يمتلكه من موقع جغرافي يعتبر مصدر التأثير والنفوذ الوحيد الذي يمكن أن يؤثر به اليمن في المجال الخارجي وعلاقتهم يحكمها الهاجس الأمني، على حساب الأبعاد الأُخْــرَى والمهم ألا تؤدي الاضطرابات إلَـى الإضرار بمصالحهم وحتى وإن كان ذلك على حساب اليمن وسيادته واستقراره وأمنه.
ولذلك هم جاؤوا ليبقوا، وما يحدث في الجنوب حرب يردونها مفتوحةً مع القاعدة وداعش تتحرك ضمن خطوط حمراء محكومةً بقواعد اللعبة المستمرة كاستراتيجية تبنّتها الولايات المتحدة ويتبناها الآن تحالفُ العدوان لإبقاء هذه المناطق بؤراً ملتهبة ومتوترة وصراعاً مستمراً لتبرير بقائهم بما يمكّنهم من السيطرة على المدخل الجنوبي للجزيرة.