المتنفسات.. رئة السلام والجَمَال في مرمى قبح العدوان
سكان: العدوان قتل أسرنا ودمر بيوتنا وشردنا وقضى على متنفسات أطفالنا
شهود عيان: قصف مدينة الألعاب “فن سيتي” أحدث إنفجارات كبيرة أرعبت ودلت على الاستهداف المتعمد
مدير عام الحدائق: 50 % من الحدائق قُصَفت واستهداف المتنفسات يعكس حالة الحقد والحقارة التي وصل إليه العدوان
تحقيق/ طارق وهاس
لا مجال لمغالطة العالم، فورود الحدائق ومشاتلها الخضراء وملامح الفرح الطفولي وما تمثله من رمزٍ للمحبة والسلام، صارت هدفاً لمقذوفات العدوان وصواريخ كروز الأمريكية الصهيونية.. ولا جدوى لما يسمى مما يسمى بمجلس الأمن ودوائره الأممية المهتمة بحقوق الإنسان، فالإنسانية تذبح في اليمن، على مسمع ومرأى من الجميع.. ولا جديد باتجاه إيقاف العدوان والحصار على اليمن، فطائرات آل سعود-ومن معها ومن خلفها من الأمريكان وصهيون- بعد أن استهدفت البنية التحتية والاحتياجات اليومية الضرورية، ودمرت المنازل، تكمل جنونها الهستيري بقصف الحدائق الترفيهية والمتنفسات التي تعد شُعَب رئوية يتنفس عبرها سكان العاصمة، لتحكم بهذا الجنون إطباق كل حلقات الحصار على الشعب اليمني، وتجعل ما يقرب الـ 3 مليون نسمة في العاصمة صنعاء، سجناء الخوف في كل مكان.. فماذا يجري للحدائق ..؟ وما الخطر الذي تشكله على جارة السوء..
ينص قانون الحروب على حماية الإنسان والممتلكات العامة والمنشئاَت الحكومية، والتجمعات المأهولة بالسكان والأطفال، والتي من أهمها الحدائق والمتنفسات، كما ينص على الحفاظ على البنية التحتية.. والأهم من هذه القوانين، حدود الأعراف الإنسانية وقيم وأخلاقيات ونبل المحارب في أي مكان وتحت أي ديانة.. هذا مفارقات الواقع القائم والجلي للعالم بعد وصول العدوان السعودي الغاشم إلى استهداف الحدائق والمتنفسات، التي كان آخرها ما شهدته حديقة فن سيتي وحديقة السبعين في العاصمة صنعاء، وقبلها بفترة استهدف العدوان حديقة الحيوان في العاصمة صنعاء، كل ذلك ليصبح المواطنون سجناء الخوف، على أطفالهم فإلى أي حديقة سيذهبون، بعد أن صارت الحديقة هدفاً لغارات آل سعود.. هذا ما لفت إليه عاصم حسن المشرف العام بحديقة فن سيتي (مدينة الألعاب)، مؤكدا أن إغلاقها مثل انتكاسه كبرى للحالة النفسية للأحياء السكنية التي كان يأوي أطفالها إلى هذه الحديقة..
وأضاف حسين: بعد قصف الحديقة بثلاثة صواريخ وضرب صالة البولانق ومخازن الأغذية والمستودع وتحطم السور وتدمير المولدات الكهربائية والانفجار الهائل الذي أدى إلى إغلاق الحديقة حتى انتهاء الحرب وأضاف: الخسائر كبيرة والعمال أصبحوا بغير عمل وهذا يزيد الحالة أكثر انتكاسه.
نار ملتهبة
أما الحاج حمود ناجي الحجاجي يقول بصوت يملؤه القهر الشديد: أن العدوان قتل الأطفال والنساء، واستباح حرمات المسلمين والإسلام ودمّر البلاد واحرق الحرث والنسل، فنحن الآن بلا منزل يؤوينا فقد شردنا من بيتنا وشرد أطفالنا ونسائنا فهل هذه من حقوق الجار على جاره أين حقوق الإنسان التي تتغنى بحقوقه منظمات المجتمع الدولي.
محمد حسين يصف استهداف العدوان الحديقة وتدمير المنازل المجاورة السكنية تجرد من حرمه الإسلام والعقيدة الدينية، وهو الفعل الذي قتل البسمة من وجوه الأطفال الأبرياء وزرع فيهم الكره لهذا العدو.
فيما قال حمود مصلح أن الغارة أفزعت جميع سكان الحي خصوصا وإنها كانت في وقت متأخر من الليل والناس نائمون وهلع الأطفال والنساء وزاد الخوف عندهم من استمرار الغارات.
عبد الحميد المقرمي نازح مع أسرته من تعز إلى صنعاء في إحدى البيوت المجاورة للحديقة يقول سمعت صوت الصاروخ بقوه كبيره واعتقدت انه في المنزل ولكن عند الخروج بأسرتي شاهدت المنازل تشتعل بنيران كثيفة سببها العدوان فا سرعت بالمغادرة والنزوح إلى مكان أخر بعيد عن المنطقة
فيما يرى احمد الحياسي صاحب أحد المنازل المتضررة أن استهداف الحدائق يعني إعلان العدو عن إفلاسه العسكري والسياسي الذي لم يكن له أهداف سوى الخراب والدمار الذي أعمى عقولهم عن المشروع والغير مشروع
أما الحارس علوي السلامي فيقول أن شده الضربة أسقطت السقف التابع للغرفة والذي سقط على إحدى الزملاء البالغ من العمر 30 عاما وأصيب بكسور وحروق في ظهره والأخر بجروح في أقدامه
أما هاني شمر حارس مدرسه الديلمي المجاورة للحديقة فيؤكد أن الانفجار افزع الجميع وقد تضررت المدرسة بسبب الانفجار فتكسرت الزجاجات النوافذ وتحطمت الأبواب وتحطمت البوفيه الخاصة بالمدرسة وإضرار كثيرة في الحي
تدمير متعمد للحدائق
لم تكن عملية القصف المعادي لحديقة فن سيتي مجرد صدفة أو خطأ كما يعلن إعلام العدوان في كل مرة يستهدف منشآت أطفال كدار المكفوفين ومعظم المدارس والرعاية الاجتماعية، بل كان عن قصد وتعمُّد، لبث الرعب في نفوس سكان العاصمة من خلال القضاء على كل مقومات حياتهم.
وهذا ما لفت إليه عبد الحميد الحيسة- رئيس نقابه العمال ومدير أدرة الصيانة-بأمانة العاصمة مؤكداً أن دلالة التعمد أن العدوان قصف وسط الحديقة، مدمراً المنازل والسور التابع للحديقة، وأدى ذلك إلى احتراق الأشجار وإلى أضرار كبيرة منها أعمدة الإنارة وشبكه الري وكذا المشاتل وهذا دليل على الهسترية الجنونية الحاقدة على الشعب اليمني الصامد..
الأستاذ حسين الروضي المدير العام للحدائق بأمانة العاصمة أكد أن استهداف الحدائق دليل واضح على الانتقام من 25 مليون مواطن يمني حر بغرض إرعاب الأطفال والنساء من الخروج مع أسرهم إلى المنتزهات حتى يكونوا سجناء للبيوت تحت رحمتهم ولكن العدو لا يدري بان الطفل اليمني جندي محارب منذ الصغر فهو حفيد ذي يزن..
ويواصل الروضي حديثه عن الخسائر التي ألحقها العدوان بالحديقة منها أتلاف المسطحات الخضراء المزروعة وإتلاف شبكه الري الالكترونية والأنابيب الموصولة بخزانات المياه الأرضية..
وقال الروضي:” لقد تجاوز العدوان باستهداف الحدائق كل الخطوط القيمية التي تسير الحروب والصراعات عبر التاريخ، فقد قاد آل سعود عدواناً ممنهجاً عل كل مقومات الحياة العامة في البلد”.. مؤكداً أن الطيران المعادي طال نحو 50%من الحدائق العامة قام الطيران الغاشم بضربها مرارا وتكرارا وليست الفن سيتي والسبعين وحسب بل هناك حدائق أخرى منها حديقة الحيوان وحديقة القيروان وحديقة النهدين..
وأضاف أيضاً: أن الصمود والوقوف في وجه العدوان الذي لم يلتزم بقانون الحرب ولا بالعقيدة الإسلامية ولا حتى حسن الجوار اقل واجب يقدمه المواطن اليمني الحر الذي لا يخاف من عدوه المغتصب الحاقد فنحن صامدون رغم عن أي معتدي.