واثقُ الخطوةِ يمشي ملكا
بقلم / عبدالمنان السنبلي
أتسآل و أنا أستمع لخطاب السيد حسن نصرالله من أين يستمد هذا الرجل قوته و ثقته بنفسه، ثم أنظر و أحاول تحليل هذه الحالة لعلني أجد جواباً شافياً أجده في كل مرةٍ هو هو و أظنه لو خرج عن ذلك لأحترق كما يحترق الشجر في أوج العواصف و الرياح !!
الرجل بالطبع لا يستمد قوته من كونه شيعياً وُجِدَ في حاضنةٍ شعبيةٍ شيعيةٍ و إلا لخطف الاضواء غيره ممن يمتلكون حاضناتٍ شعبيةٍ مؤدلجةٍ أكبر و أموالاً و إمكانياتٍ ماديةٍ و عسكريةٍ أكثر سواءً في لبنان أو غير لبنان، فإمكانيات حسن نصر الله المادية لا تساوي شيئاً أمام نظائرها و التي يمتلكها مثلاً حكام و أمراء الخليج !!
هو كذلك لا يستمدها من كونه هاشمياً من نسل الإمامين علي بن أبي طالب و الحسين، و إلا لبرز عليه الكثيرون ممن يقولون أنهم هاشميون من نفس النسل و الذرية و بأيديهم دولٌ و جيوشٌ و إعلامٌ و يتمتعون بقبول إقليمي و عالمي و خاصةً من أمريكا و إسرائيل !!
و هو أيضاً لا يستمدها من كونه عالماً و خطيباً مُفّوهاً، و إلا لكان أقوى منه من هو أكثر علماً و أجزل لساناً، أو من كونه حليفاً لقوةٍ إقليميةٍ عظمى – إيران و إلا لبدى ضعيفاً أمام من هم حلفاءٌ للدولة الأقوى على مستوى العالم – أمريكا ..
الرجل لا يستمدها أيضاً من كونه يمتلك قواتاً مدربةً أو ترسانة صواريخٍ متواضعة إذا ما قارناها بما يمتلكه الكثيرون من خصومة من أحدث ما إبتكرته يد الأنسان من منظومات الأسلحة الجوية و البرية و البحرية !!
الرجل ببساطة شديدة يمتلك قوته بعد إعتماده على الله من رصيده الضخم من المبادئ و القيم التي تعكس نبض الشارع العام العربي و آمالة العريضة و التي أصبح يفتقر إليها اليوم و فرطوا و تاجروا بها منذ أمدٍ بعيد أصحاب الجلالة و السمو و الفخامة …
لم يساوم يوم ساوم الناس على قضايا الأمة العادلة كقضية فلسطين و لم يبيع يوم باعوا، لولا مقاومته لما تحرر جنوب لبنان و الذي فرط به يوماً من يطعن اليوم في وطنية و ولاء حسن نصر الله للبنان و الأمة العربية، و لولا مقاومته أيضاً لما كُبِحَ جماح و طموحات الصهاينة في التوسع و ضم المزيد من أراضي العرب…
تعيبون على حسن نصرالله و مقاومته إمتلاكهم الصواريخ و التي لم نرَ سواها منذ مطلع القرن الحالي تساقطت على حيفا و ما بعد حيفا و تل أبيب و ما بعد تل أبيب بينما صواريخكم و طائراتكم لم تتجرأ على مجرد الإقتراب من مضائق تيران على البحر الأحمر و لم نراها تتساقط إلا على رؤوس المدنيين و الأبرياء من أبناء اليمن !!
أي معاييرٍ و مقاييسٍ تلك التي تقيسون بها تجعلكم تظنون أنفسكم و أنتم المنبطحون منذ عرفناكم و عهدناكم سائرين في الإتجاه الصحيح و من سواكم من المقاومين و المدافعين عن كرامة الأمة و حقوقها إنما يسيرون في الإتجاه الخطأ ؟!! إلا أن تكون إرادات و خيارات ساداتكم في بلاد ما وراء البحار من أبناء العم سام، فهنيئاً لكم طاعتكم و ولاءكم لهم !!
#معركة_القواصم