حملة مقاطعة العدو الاسرائيلي… بين تأييد الشعوب وإدانة الحكومات!
موقع انصار الله || وكالات – تستمر منذ حوالي أسبوع النشاطات وفعاليات الحملة الوطنية والدولية الفلسطينية لمقاطعة كيان العدو الاسرائيلي. حيث شملت النشاطات أكثر من 250 مدينة وجامعة حول العالم. في تأكيد واضح على نجاح هذا الحراك في إيصال صوته إلى العالم، والانتقال إلى مرحلة التأثير الفعلي والفاعل على كيان العدو الاسرائيلي. وتكبيده خسائر اقتصادية تصل إلى عشرات المليارات بالاضافة إلى إيجاد حالة من الوعي لدى شرائح شعبية واسعة في الكثير من الدول وخاصة الشرائح المثقفة والمؤثرة في مجتمعاتها.
فقد تمكن الحراك دوليا من اثبات وجوده على كافة الساحات. ففي بريطانيا وزع نشطاء مؤيدين للقضية الفلسطينية منشورات مناهضة للعدو الإسرائيلي في شوارع لندن ومترو الأنفاق بهدف ايصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من البريطانيين. وقدغصت جدران محطات المترو وبعض الشوارع بملصقات تصف الكيان الاسرائيلي بالدولة العنصرية ودولة المحاكم الميدانية والقتل وغيره من الشعارات التي تدين اسرائيل. كما تتهم بعض الملصقات هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” بالانحياز لكيان العدو الاسرائيلي. وكان قد أدان نشطاء محليين هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” لانحيازها للكيان الاسرائيلي ورفضوا دعوة البرلمان البريطاني رئيس الكنيست لالقاء خطاب فيه.
وفي كندا صوت 900 طالب في جامعة ماجيل العريقة لصالح الانضمام لحركة مقاطعة كيان العدو الاسرائيلي. ويُذكر أن البذرة الأولى للحملة المعروفة عالميا باسم (BDS) أتت بمبادرة من ناشطين كنديين وفلسطينيين وذلك عام 2005 بهدف الاضاءة على واقع كيان العدو الاسرائيلي الغاصب.
أما أمريكيا فقد دعت جمعيات مناصرة للقضية الفلسطينية المشاهير المرشحين لنيل جوائز الأوسكار لرفض الرحلات السياحية التي تقدم لهم لزيارة كيان العدو الاسرائيلي ودعتهم لمقاطعة الكيان الذي يحتل الأراضي الفلسطينية. وقد نشرت الحملة الأمريكية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي ومجموعة أصوات يهودية اعلانا على صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” ولمدة خمسة أيام دعوة تقول “ارفضوا الرحلة، لا تؤيدوا التمييز العنصري الاسرائيلي”.
أمام هذا الواقع من الوعي والتضامن الشعبي العالمي أتت بعض المواقف والاجراءات الغربية لتؤكد سياسة اللامبالاة الرسمية الغربية اتجاه القضية الفلسطينية والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني. فأمريكيا أكد “جوزف دانفورد” رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية وتزامنا مع زيارة نائب الرئيسي الأمريكي “جو بايدن” للكيان الاسرائيلي، أكد على الروابط العسكرية القوية مع كيان العدو الاسرائيلي خلال لقائه مع وزير الحرب الصهيوني.
وفي كندا فقد صوت البرلمان الكندي بأغلبية واسعة لادانة حركة مقاطعة اسرائيل المعروفة بـ BDS رافضا نشاط الحركة في كندا داعيا الحكومة لادانتها أيضا. وجاء بيان البرلمان الكندي ليؤكد على العلاقات التاريخية الجيدة مع كيان العدو الاسرائيلي مؤكدا رفض مقاطعتها ومنع حملة المقاطعة في كندا. وهذا الأمر يؤكد مدى الارتهان لكيان العدو الاسرائيلي والضرب بعرض الحائط بحق التعبير والحقوق المشروعة للفلسطينيين والتي تضمنها القوانين والأعراف الدولية.
وأما أوروبيا فالحال ليست أفضل فقد انتقد بعض الفاعلين في حملة المقاطعة التراجع الخطير في دعم الحملة أوروبيا. ففي فرنسا مثلا منع مجلس بلدية باريس إقامة أي مظاهرات وتجمعات تدعو إلى فرض المقاطعة على المنتجات الاسرائيلية في شوارع المدينة. كما أن القضاء الفرنسي لاحق أفرادا على خلفية دعمهم لحملة المقاطعة في سابقة خطيرة للغاية للمحاكم الفرنسية. وفي بريطانيا فقد علت الكثير من الانتقادات على دعوة رئيس الكنيست الاسرائيلي لالقاء كلمة في البرلمان البريطاني في خطوة تمنح الكيان شرعية لقراراته بتوسيع دائرة الاستيطان ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية خاصة أن رئيس الكنيست المستوطن “يولي ادلشتاين” يدعو إلى اقامة “اسرائيل الكبرى” ويطالب بالسيطرة الكاملة على ما تبقى من أرض فلسطين. اضافة إلى ذلك فقد اتخذت الحكومة البريطانية قرارات تجرم بموجبها المؤسسات الممولة حكوميا في حال مقاطعتها للمنتجات الاسرائيلية. في خطوة مخالفة لأبسط القواعد الديمقراطية وحقوق الانسان.
وهذه الخطوات الغربية إنما تؤكد السعي الاسرائيلي الحثيث دوليا لتعطيل مفاعيل حملة المقاطعة. وبالفعل فقد تمكن كيان العدو الاسرائيلي من تحقيق ما يريد لدى الحكومات المتواطئة معه منذ تشكيل دولته الغاصبة. مقابل فشل ونقمة لدى الشعوب وخاصة النخب المثقفة التي أصبحت تتمتع بوعي غير مسبوق لحقيقة القضية الفلسطينية ومشروعيتها. وقد غدت الحملة صرخة حق لاسماع الصوت الفلسطيني لدى كافة الشرائح الشعبية والنخب في العالم. وتتحدث تقارير اسرائيلية عن اجتماع كبير ضم أكثر من 150 شخصية صهيونية مؤثرة حول العالم لمناقشة الأساليب الممكنة لمواجهة الحملة التي بدأت تقض مضجعهم حول العالم.