مأساة أَطْفَال الـيَـمَـن، في ملامحِ طفلٍ من صَعدة.. حين يدوسُ تمثالَ الحُرية الأمريكي زهورَ السعيدة

موقع أنصار الله || أنس القاضي / صدى المسيرة


 

قُبيل الغروب يخرجُ أَطْفَال صَعدةَ من ملاجئهم، ليودّعوا الشمسَ التي غيَّبها عنهم الطيرانُ طوالَ النهار، يتسللون إلَى الحياة في الضوء بألعابهم اليدوية الصُّنع في أيديهم كِسر الخُبز وفي بسماتهم ومضاتٌ إلهيةٌ تطفئها نار الحرب، ويعودون إذ سمعوا أزيز الطائرات، تلك طائرةٌ أمريكية لا تجيدُ القتالَ في خطوط النار، وتسيل لعابَ صواريخها لصيد العصافير الصغيرة، إذا زارهم غريبٌ يحملون إليه شظايا الصواريخ بعفوية وهو يسمعون الكبارَ يتحدثون عن الحرب، ويُدهشونه بما يُلاقون من العذاب!.

كُلُّ حربٍ تندلع بين دول وأحلاف تُلقي بثِقلها على أضعف شرائح المجتمع الأَطْفَال والنساء، فكيف بحربٍ عدوانية شُنت من طرفٍ واحدٍ لا تكافؤ فيها، تتحالف فيها أكثر من 15 دولةً بقيادة أمريكا وبريطانيا تسليحاً وتقنية وبني سعود وعيال زايد تمويلاً وتحشيداً على بلد وحيد، هذهِ الحرب جثمت بثقلها الوحشي على أَطْفَال الـيَـمَـن في عموم محافظات، وهم أشد ضحاياها مأساويةً، ولأَطْفَال صعدة وضعٌ خاصٌّ في ظل حرب الإبادة الممنهجةِ التي تتعرض لها المحافظة الحدودية، فهم الحلقة الأضعف بين المدنيين من السكان، والتي يتعاملُ معها العدو كمنطقة عسكرية، وكما صرّحَ بذلك غطرسةً وتحدياً للمواثيق الدولية والأعراف الإنْسَـانية.

صمت الهيئات الدولية مشاركة، واليونسيف تُجمل الموت بمسابقة عن صور الطفال!
يستمرُّ بكل وقاحةٍ صمتُ الأمم المتحدة عن جرائم الحرب بحق الطفولةٍ الـيَـمَـنية، ولو ظهروا ببيان مخاتل يقولُ على أَطْـرَاف الحرب أن تجنب الأَطْفَال آثار الحرب فليسَ أكثرَ من إسقاط واجب نظري حفاظاً على سمعة الهيئات الأممية أداة الضغط والاستعمار على بلدان العالم الثالث، فيما على الواقع الفعلي هذه الأمم المتحدة لم تتخذ موقفاً عملياً واحداً يُلزم حلف العدوان بكف يده عن الأَطْفَال، أما اليونسيف الهيئة الأممية المسئولة والمختصة بشئون الطفولية فتجمل صورة هذهِ الحرب وتعلن عن فتح مسابقة لأجمل صورة لطفل من بين رُكام الحرب! أشلاء أَطْفَالنا مواضيع فنية ومسابقات، لإنْسَـانية حضارة غربية زائفة لم تنصر أَطْفَال فلسطين والعراق وسوريا وليبيا، وجعلت منهم بيانات وتقارير ارقام في أرشيف إجْرَامي هي شريكة في كتابته.

 

أمريكا لم توقع على اتفاقية حقوق الطفل، ومنظماتها المدنية تهذي!
منظمات المجتمع المدني في الـيَـمَـن الصامتة اليوم عن انتهاك أمريكا للطفولة، والتي تعمل بالمنح المالية الامريكية الأوروبية (المشبوهة) ضجت المجتمع الـيَـمَـني بالندوات والورشات والمؤتمرات والبيانات حول اتفاقية حقوق الطفل وقضية الطفل، فيما سيدتهم الولايات المتحدة الأمريكية نفسها الممولة لهذه المنظمات، لم توقع على هذه الاتفاقية التي مر عليها 27 سنة منذ نوفمبر 1989، وكانت هذه القضية ضمن الحملة الانتخابية لأوباما حيث قال: “إنه من الهام أن تعود الولايات المتحدة إلي وضعها كزعيم ومدافع عن حقوق الإنْسَـان، عالمي ومحترم”. وعدم توقيعها على هذه الاتفاقية غير مُستغرب فهي في الواقع أول منتهك له ولحقوق الإنْسَـان ومعظم ضحايا حروبها هم من الأَطْفَال، لكن المُستغرب هوَ لمن يُصدق زيف هذه الحضارة الغربية ويتغزل بها شامتاً من أمته العربية الإسلامية لعدم تحضرها، وحي نأتي لنبحث عن حقيقة التقدم لنجد أن اعراف القبائل الـيَـمَـنية وممارساتها أكثر حفظاً للطفل واحتراماً لقدره من حضارة الزيف الغربية ومن الضجيج الأمريكي حول الأَطْفَال.

أَطْفَال صَعدة أشد أَطْفَال الـيَـمَـن تضرراً
في ظِل هذهِ المعاناة التي يُلاقيها أَطْفَال الـيَـمَـن جراء الحرب العدوانية، لأَطْفَال صعدة خصوصية فرضها العدوان بأوَار توحشه في استهداف محافظة صعدة، حيث يُستهدف الأَطْفَال في المنازل وفي الأسواق والطُرقات، لم تكن أخرها مجزرة ضحيان، يُحرم من تبقى منهم على قيد الحياة من الماء النظيف من الطعام من الرعاية الصحية، كما يُحرم الرُضع من من صحة امهاتهم، فيما الحقول والطرقات والشوارع والمدرجات الزراعية استهدفت بالقنابل العنقودية، فتصبح فُسحة أمل لطفل يُريد تنفس الهواء النقي او اللعب قليلاً في الخارج موعد مع موتٌ يرقبه من الأرض كما ترقبه طائرات الاستطلاع بمجساتها الحرارية من أعلى، فتأخذ روحه أو تنتزع جزءاً من جسمهِ، الموت مِن كُلّ الجِهات، لكنهم رُغم شهوة الموت التي تُطاردهم، وككل أَطْفَال الـيَـمَـن يحافظون على الابتسامة على روح الطفولة، تراهم نادراً يحملون كسرات الخُبز شظايا الصواريخ عصي وعجلات للعب، يبتسمون للكاميرا.

موقف اتحاد أَطْفَال الـيَـمَـن
مؤخراً أوضحَ رئيسُ الاتحاد العام لأَطْفَال الـيَـمَـن مُصطفى مُنصر بأن التقريرَ الذي قدمهُ المبعوث الأممي الخاص بالـيَـمَـن في جلسة مجلس الأمن تقرير جيد، ونقاط مهمة جداً وعلى جميع الأَطْـرَاف العمل بها والبدء بوقف الحرب على الشعب الـيَـمَـني. وأكد أن العدوان انتهك جميع المواثيق الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف الأربع، وندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية لتطبيقه والتحقيق في الانتهاكات وجرائــم الإبادة الجماعية التي يندل لها جبين الإنْسَـانية. ونؤكد أن العدوانَ هو من يدعم الصراع الداخلي وتفاقم الأزمة الـيَـمَـنية وهو أيضاً من يدعم ويمول الجماعات الإرهابية المتطرفة ونحمل قوى العدوان مسؤوليات ذلك، وإن وجود داعش والقاعدة في الـيَـمَـن هو بدعم وحماية سعودية ودعم هذي الجماعات المتطرفة يهدد الأمن وَالِسلم الدولي.

قد يعجبك ايضا