السعودية والتهجير والهجرة الدولية
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
تغرق مملكة العهر والعمالة والإجرام والتوحش والحقد والكراهية ، في ممارساتها القذرة التي لم يسبقها إليها سابق ، وسنقف اليوم أمام واحدة من أقذع الممارسات السادية اللاإنسانية التي تمارسها مملكة المنشار ، وهي جريمة التهجير التي يمارسها الزهايمري سلمان ونجله المهفوف محمد بن سلمان في حق الكثير من السعوديين والمغتربين المقيمين على الأراضي السعودية، بطريقة وحشية استفزازية مهينة ومذلة .
حيث مارس آل سعود سياسة التمييز العنصري والمذهبي في أوساط الشعب السعودي، فظلوا ينظرون نظرة دونية إلى أبناء المحافظات الجنوبية السعودية في جيزان ونجران وعسير ، والذين يتعاملون معهم كمواطنين من الدرجة الثانية والدرجة الثالثة، وفرضوا على السواد الأعظم من أبناء هذه المناطق الالتحاق بالقوات المسلحة والأمن، وحرموهم من الوظائف العليا في الحكومة، وظلت مناطقهم متأخرة كثيرا في مختلف جوانب البناء والتنمية .
كما عملوا على فرض سياسة التمييز المذهبي، وفرضوا القيود الصارمة على أبناء الطائفة الشيعية من السعوديين في القطيف والمناطق المجاورة لها والتي يتواجد فيها السعوديون الشيعة الذين يمارسون شعائرهم وطقوسهم الدينية وفق ما هو مسموح لهم من قبل السلطات السعودية التي تأبى إلا دعشنة السعودية وفرض الفكر الوهابي على سكانها والعمل على تصديره للمنطقة والعالم على أنه الفكر الإسلامي، وسعت بكل الوسائل لقتل واعتقال وقمع الشيعة وتهجير بعضهم وسحب الجنسية السعودية منهم، وما تشهده مدينة القطيف من عمليات قتل وتنكيل واعتقال وتعذيب وتقييد للحقوق والحريات وحصار مطبق للأهالي وحرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة خير شاهد على العنصرية السعودية .
وشاهدنا عمليات الترحيل والتهجير القسري الذي تمارسه مملكة داعش في حق المغتربين اليمنيين المقيمين على أراضيها ، والتضييق على من تبقى منهم بفرض الإتاوات المجحفة في حقهم بغرض تطفيشهم، وقيامها باعتقال عناصر المقاومة الفلسطينية المقيمة على أراضيها وتوجيه التهم الملفقة لهم، وقيامها بتهجير وترحيل المهاجرين الأفارقة من خلال نقلهم بالطائرات إلى جيبوتي، أو نقلهم على متن حافلات كبيرة إلى المناطق الحدودية مع بلادنا وإدخالهم للأراضي اليمنية في هذا التوقيت الخطير وفي هذه المرحلة الحرجة دون القيام بإخضاعهم للحجر الصحي للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا المستجد، غير مكترثة بمصير هؤلاء المهجرين، ولا بالخطر الذي قد يتسببون فيه لليمن واليمنيين خصوصاً والعالم يواجه جائحة كورونا، واليمن يواجه كورونا عدوان آل سعود وحصارهم وإجرامهم ووحشيتهم.
كل ذلك ومنظمة الهجرة الدولية تلزم الصمت ولا تحرك ساكنا تجاه هذه الممارسات اللا إنسانية المخالفة لكافة القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية والإنسانية، لا تجرؤ على إدانة السعودية وتوجيه اللوم والعتب لها جراء هذه الممارسات العبثية والهمجية ، ويبدو أن الدعم السعودي الذي تتلقاه منظمة الهجرة الدولية هو ما يحول دون قيام هذه المنظمة بمسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية قبل الدولية تجاه المهجرين والمسرحين قسريا على يد النظام السعودي .
بالمختصر المفيد، سياسة التمييز العنصري القائمة على اعتماد مستويات للمواطنة، بناء على المذهب والانتماء المناطقي، وسياسة التهجير والتسريح القسري ومصادرة الحقوق والحريات التي تمارسها السعودية في حق أبناء الشعب السعودي والمغتربين المقيمين على أراضيها، تعد جرائم حرب ضد الإنسانية ، وكان من المفترض أن يقف العالم بأسره ضد السعودية وترفع ضدها الدعاوى أمام المحاكم الدولية، لا أن يبتلع العالم ألسنته تجاهها طمعا في المال السعودي المدنس .
صوما مقبولا وذنبا مغفوراً وعملاً متقبلاً وإفطاراً شهياً وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.