اليمن | ورقة الوقود مجدّداً: السعودية تشدّد الحصار
|| صحافة ||
مرّة جديدة، تستخدم دول التحالف السعودي ـــ الأميركي ضد اليمن ورقة المشتقات النفطية. فقد منع التحالف وصول السفن المحمّلة بالوقود والمواد الغذائية من الرسو في ميناء الحديدة. أزمة مفتعلة، تكرّرت في الأشهر الماضية، من ضمن وسائل الضغط على صنعاء، بعد تعثّر الخيار العسكري
تصطفّ طوابير من السيارات، منذ أوّل من أمس، أمام محطات الوقود في العاصمة اليمنية صنعاء. وبينما اضطر عدد من محطات الوقود إلى إغلاق أبوابها، تشهد محطات أخرى ازدحاماً كبيراً. شركة النفط التابعة لحكومة صنعاء أرجعت الأزمة الحاصلة حالياً إلى القرصنة المعادية للسفن النفطية، منبهة إلى أن القطاع الصحّي هو الأكثر تضرّراً جراء احتجاز السفن، وخصوصاً في ظل تفشي فيروس «كورونا». وأفادت مصادر عدة في صنعاء بأن قوات التحالف تحتجز 18 ناقلة نفط محمّلة بالوقود والغاز المنزلي، رغم أن تلك الناقلات خضعت للتفتيش وحازت على تراخيص من قبل الأمم المتحدة.
وزارة النفط والمعادن في صنعاء، أكدت أنها خاطبت الجهات الدولية المعنيّة وناشدتها التدخّل لوقف الاحتجاز التعسفي، كاشفة عن أن غرامة التأخير الناجمة عن احتجاز سفن المشتقات النفطية وصلت إلى 66 مليوناً و185 ألف دولار.
وابتداءً من الأربعاء الماضي، عمدت شركة النفط في صنعاء إلى تطبيق نظام الترقيم في المحطات، حرصاً على تلبية احتياجات السوق المحلية، والحفاظ على مستويات الاستقرار التمويني. ودعت المواطنين إلى ضرورة الالتزام الكامل بكلّ الاحتياطات الوقائية من «كورونا». وأصدر عمّال وموظفو شركة النفط في الحديدة بياناً اعتبروا فيه أن احتجاز السفن، رغم حصولها على تصاريح الأمم المتحدة، يشكّل «جريمة إبادة جماعية ويُعد الإصرار عليه خرقاً واضحاً لاتفاق السويد» بشأن الحديدة. واستنكر البيان صمت الأمم المتحدة ومنظّماتها وتغطيتها على جريمة الحصار، وطالبها بتحمّل مسؤولياتها، وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بالتحرّك العاجل لوقف «القرصنة البحرية العدوانية» التي تعرّض أمن البحر الأحمر والممرّات الدولية للخطر.
وتأتي عملية احتجاز السفن المحمّلة بالنفط في البحر في ظل انتشار وباء «كورنا» على نطاق واسع في مختلف المحافظات اليمنية، حيث تعيش البلاد أوضاعاً صحّية حرجة بسبب اهتراء الجهاز الطبّي وتوقّف كثير من المستشفيات والمرافق الصحّية ومراكز الحجر الصحّي، فضلاً عن توقّف حركة المواصلات في تلك المناطق، نظراً إلى انعدام مادّة الديزل وانقطاع التيار الكهربائي. وقالت رئيسة بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» إلى اليمن كلير هادونغ: «لم يرغب الناس في تقبّل إمكانية وصوله إلى بلادهم، ومن ثم إنه قد وصل بالفعل وبدأ بالانتشار… لسوء الحظ، بات واضحاً وضوح الشمس أن الفيروس ينتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن، حيث امتلأت معظم الوقت طوال الأسابيع الأربعة الماضية وحدة العناية المركزة في صنعاء، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية 15 سريراً، وحيث شهد الفريق معدّل وفيات مرتفعاً». وأوضحت أن فرقها الطبية عالجت مئات المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية في مراكز علاج «كوفيد-19» التابعة للمنظّمة في صنعاء وعدن. وقد استقبلت المنظمة في مراكز أخرى تديرها أو تدعمها في شمال اليمن المرضى أيضاً، إنما بأعداد أقل، من بينها مراكز في حجة وخمر وإب وحيدان والحديدة. في غضون ذلك، جدّد برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، أمس، مطالبته بتقديم الدعم الغذائي إلى الأطفال والأمهات في اليمن، مشيراً إلى أن «أكثر من مليونَي طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحادّ».
الاخبار اللبنانية