الصهاينة يسعون لمحو الفلسطينيين عن الخارطة
في بداية مارس 2016 قام مدراء دار “ماك غرو هيل” للنشر في امريكا بجمع احد كتبهم المنشورة تحت عنوان “السياسة العالمية، التورط في عالم معقد” من الاسواق وقاموا باتلاف جميع نسخ ذلك الكتاب ، لكن ما هو هذا الكتاب ولماذا تم اتلاف جميع نسخه؟
يقول هذا الدار للنشر انه اكتشف اخطاء في نص هذا الكتاب بعد نشره وان احد هذه الاخطاء هو صورة لـ 4 خرائط تظهر الاراضي الفلسطينية المغتصبة منذ عام 1946 حتى عام 2000 ، ورغم ان هذه الخرائط لم تكن جديدة وتم نشرها في عدة مواقع غربية وكتب في الغرب لكن الصهاينة قد اعترضوا على نشر هذه الخرائط في هذا الكتاب وربما بسبب وضع هذه الخرائط الى جانب بعضها البعض حسب التسلسل الزمني.
وقد قال المعترضون على هذا الكتاب انه كان ينبغي عد وضع اسم الاراضي الفلسطينية على الخارطة التي تظهر فلسطين قبل عام 1946 ويجب اطلاق اسم الاراضي البريطانية على هذه الاراضي لأن فلسطين كانت تحت الانتداب البريطاني في ذلك التاريخ.
وفي الحقيقة ان هذه الخرائط تظهر كيفية احتلال وقضم الاراضي الفلسطينية طوال عقود وهي تناقض الدعائة الاسرائيلية التي تقول ان سبب العمليات المسلحة التي يقوم بها الفلسطينيون ليس الاحتلال والتطهير العرقي والتوسع الاستعماري الاسرائيلي بل العنف الديني الفلسطيني.
ان ما حصل مع الكتاب المذكور يثبت ان الصهاينة لايريدون السماح بعد الان لنشر هذه الخرائط ولذلك ضغطوا على هذا الدار للنشر ليقوم بتجميع كتبه من السوق بعد اسبوع واحد فقط من انتشارها.
اما السؤال الآخر هو لماذا لم يقم دار “ماك غرو هيل” للنشر بتغيير هذه الخرائط وبدلا من ذلك سحب جميع كتبه من الاسواق؟ وللاجابة يمكن القول ان الصهاينة لديهم نفوذ قوي جدا في ادارة هذا الدار للنشر.
ويدعي الصهاينة ان هذه الخرائط هي غير صحيحة ولا اساس لها ويقولون ان كافة هذه الاراضي من قناة سويس حتى هضبة الجولان ونهر الاردن هي مناطق عبرية اسرائيلية ويدعون بأن الاراضي التي تعرف باسم اراضي عام 1967 هي ايضا اسرائيلية لكن الكيان الاسرائيلي قد تخلى عنها طواعية، ويجب القول ان الخرائط الموجودة في المدارس الاسرائيلية هي ايضا خرائط دعائية تظهر الكثير من الاراضي الفلسطينية ضمن الحدود الاسرائيلية.
ان قيام دار “ماك غرو هيل” للنشر بسحب واتلاف جميع نسخ الكتاب يثبت ان هذه المؤسسة ليست لديها اي اعتراض على ضغوط الجماعات الصهيونية بل انها تخشى الجدال مع الصهاينة وتخشى الخسائر والاضرار التي ستنجم عن هذا الجدال.
والحقيقة المؤلمة ان طمع الصهاينة في فرض رقابة على الكتب والمناهج الدراسية في امريكا والتي تتطرق الى قضايا حساسة بات كبيرا جدا وبات هذا الامر معيارا قبل به المجتع الامريكي والان نشاهد سعي الصهاينة لمحو أي اثر للفلسطينيين عن الخارطة.
*بقلم : لورنس ديفيدسون (استاذ جامعي امريكي مناصر للفلسطينيين)
الوقت التحليلي*