لا خوف على ثورة أيلول

‏موقع أنصار الله || مقالات || زيد الغرسي

تميزت ثورة 21 أيلول/ سبتمبر 2014 عن غيرها من الثورات في التاريخ الحديث في جوانب عديدة،  فعلى عكس ما يحدث في أي ثورة من فوضى أمنية ونهب وقتل وسفك للدماء وارتكاب المجازر الجماعية، حافظت ثورة 21 أيلول على حياة المواطنين وممتلكاتهم ولم ترافقها أي فوضى واختلالات أمنية، حيث سيطر الثوار على العاصمة صنعاء خلال ليلة واحدة، وخلال ساعات استطاعوا تأمين العاصمة صنعاء بشكل كامل، بالرغم من أن العاصمة فيها الملايين من الناس ومئات الآلاف من المحلات التجارية والمنازل والأحياء الواسعة والمتداخلة والمصالح الحكومية والمخازن و… و… و… الخ.

وفوق كل ذلك كان هناك انتشار لخلايا “الإصلاح” وعلي محسن وغيرهم في كل الأحياء استعدادا لإدخال العاصمة في حرب طاحنة، إلا أنه تم تأمين العاصمة في تلك الليلة دون أي فوضى أمنية أو نهب أو سفك دماء. وهذا يدل على الحكمة والدقة المتناهية والترتيب العالي لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) الذي كان له ـ بعد الله ـ الفضل في ذلك.

كما كان له الدور الأساسي في نجاح أولى خطوات الثورة، حيث قاد مراحل الثورة وواجه أعداءها من الداخل والخارج بكل حكمة واقتدار ودقة متناهية، واستطاع التغلب على كل مؤامرات وتحركات السفير الأمريكي الذي كان يسعى من خلالها لإفشال الثورة الشعبية. كما تمثلت حكمته في صوابية الرؤية التي انطلق منها في قيادته وإدارته للثورة بخطوات حكيمة، مثل التصعيد الثوري الذي تحرك فيه بخطوات مدروسة وناجحة أذهلت العالم، وأصبح معها محط أمل كل اليمنيين ومنقذا لهم ويعولون عليه في بناء اليمن القوي الحر المستقل الكريم.

كما لا ننسى الدور الشعبي الهام في الثورة، حيث التفت كل فئات الشعب ومكوناته حول الثورة وكان لها فاعلية في التحرك الشعبي، وهي الثورة الوحيدة تقريبا التي التف حولها اليمنيون بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم وفئاتهم.

وفي الذكرى السادسة لثورة 21 أيلول، لا بأس في التذكير بأن العدو “الإسرائيلي” كان أول المنزعجين من نجاح ثورتنا الشعبية، وأيضاً أمريكا وأدواتها الإقليمية التي تحركت لاستهدافها منذ أيامها الأولى لانطلاقتها وعبر عدة خطوات، حيث سعت أولاً لوضع العراقيل أمام الثورة من خلال محاولاتها إفشال تنفيذ اتفاق “السلم والشراكة”، ثم اصطناع الأزمات الاقتصادية، ثم دفعها للعميل هادي وحكومته لتقديم استقالتهم لإحداث فراغ سياسي في البلاد، ثم تحريك “القاعدة” و”داعش” التي أعلنت في بيان لها بدء الحرب ضد الثوار وقامت بتفجير مسجدي بدر والحشحوش، ثم بعد تحرك الجيش واللجان الشعبية لتطهير اليمن منهم حتى وصلوا إلى عدن، فأعلنت أمريكا شن العدوان على بلادنا، بهدف إعادة اليمن إلى بيت الوصاية السعودية الأمريكية، لكنهم فشلوا، فثورة 21 أيلول ماضية بثبات نحو تحقيق أهدافها في استعادة سيادة واستقلال وحرية اليمن، والنصر حليف الشعب اليمني بإذن الله.

قد يعجبك ايضا