ورفعنا لك ذكرَك

‏موقع أنصار الله || مقالات || دينا الرميمة

محمديو النهج والهوى والهُوية في الربيع النبوي المحمدي المعتاد سنوياً، الربيع الذي يزهر الأرواح ويشفي الجراح ويحيل القلوب الصدئة إلى واحات غناء عامرة بحب الله وبحب رسوله المصطفى وفي مشهد محمدي قل نظيره في كُـلّ الدنيا إلا في اليمن حين رسمه أحفاد الأنصار كأجمل ما يكون على تلك الجغرافيا الواسعة في سبعين العاصمة صنعاء وأربعَ عشرة ساحة أُخرى في بقية المحافظات صدحت حناجرهم بالولاء لله ورسوله وامتلأت أرواحهم إيمَاناً وحكمة وشكراً لله على نعمته ورحمته المهداة اليهم، وتوعدت قلوبهم والسنتهم بالويل لأُولئك المسيئين لرسولهم وقدوتهم وأسوتهم، مطالبة إياهم بالاعتذار في زمن غض فيه الطرف الكثير من أُمَّـة محمد على تلك الإساءَات لهم ولدينهم ونبيهم!!

مشهد نادر دعا له السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي فلباه الأرق قلوباً والألين أفئدة من المحبين والعاشقين لرسولهم وعترته بكل محبة وبكل شوق وبكل لهفة ليكون المشهد الأسمى والأجمل احتفاء بمولد حبيبهم المصطفى ومولد رسالته التي ولدت معه، رسالة خاتمة جامعة صالحة لكل زمان ومكان.

فكان المشهد الذي أغاظ أعداءهم وَزلزل الأرض تحت أقدام من ظنوا محمداً قد مات واندثر وقل أتباعه ومحبوه ومناصروه، فجاء اليمنيون ليثبتوا لهم أن محمداً ما زال حياً في قلب كُـلّ يمني منذ أن بعثه الله حتى قيام الساعة وأن أنصاره لم يموتوا أَو يتخلوا عن عهدهم وَلن تحيد خُطاهم أَو تميل عن نصرته والدفاع عنه، كيف لا وهم أحفاد الأوس والخزرج من فتحوا قلوبهم لرسالته وشقوا معه الطريق في سبيل نشر الدعوة حتى عمت أرجاء الأرض وملأتها عدلاً وخيراً وحطمت عروش المستكبرين وانتصرت للمظلومين وأزاحت عن كاهلهم جور الظالمين وعبث المستبدين ليبقى النهج المحمدي هو النهج الذي يُحيي القلوب ويسوق النفوس إلى رضا الرحمن الخالق الحق تجمعهم راية محمد ودين محمد ومنهجية محمد الرسالة الخالدة التي تناسب كُـلّ عهد وزمن في ظل أحكامها المحفوظة بقرآنه الكريم المحفوظ من كُـلّ تحريف وتأويل.

هم اليمانيين اليوم يجددون العهدَ والميثاقَ لنبيهم بأنهم على خطى أجدادهم بنصرته ونصرة آل بيته من بعده.

هي غريزة مزروعة فيهم منذ أن شعشع نور الرسالة المحمدية وتوارثوها إلى يومنا هذا وهاهم يتسابقون إلى التمسك فيها مهما كان حجم التضحيات فيقينهم بأن ما عند أعظم وبأنها هي الطريق إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر، في حين الكثير من أبناء الأُمَّــة الإسلامية يتهافتون إلى أحضان الصهيونية، متناسين تحريم دينهم لهذا الفعل المشين الذي يساويهم باليهود ويجعلهم منهم.

وعي محمدي أحْيَتْه المسيرة القرآنية بعد أن كادت أحاديث الوهَّـابية تمحيه من القلوب مبدِّعة ومجرمة كُـلَّ فعل يربط المسلمين بنبيهم وبخالقهم، الأمر الذي تداركه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي واستطاع أن ينشر الوعي القرآني ويُعيد للهُوية الإيمَانية مجدها وأصولها المحمدية، وهَـا هي اليوم تقف منتصرة لنبيها وقدوتها وأسوتها ضد المسيئين له وتعلن البراءة من كُـلّ عدو متصهينٍ مارق يحقد على المسلمين وأمة محمد.

وبرغم الحرب التي ما زالت منذ ست سنوات تشن عليهم إلا أن قضية فلسطين كانت حاضرة في المشهد ولم يتناسها اليمنيون أَو عنها يغفلون.

ها هي اليوم قلوب اليمنيين وأفئدتهم وألسنتهم تلهجُ بحب النبي محمد وبحب آل محمد وتعلن للعالم أن محمداً حياً بمنهجيته وأخلاقه وقيمه ومبادئه وهيهات لهذا الحب أن يُمحى ولهذه العلاقة ولهذا الارتباط أن يتفكك أَو يزول.

قد يعجبك ايضا