حدود غزة تستنزف جيش العدو الصهيوني
|| صحافة ||
مع اقتراب نهاية العمل في الجدار التحت أرضي على حدود قطاع غزة الشرقية، زعم جيش العدو الاسرائيلي أنه يقوم بصياغة نظام أمني متقدم على هذه الحدود، يتضمن أسلحة بدون طيار، وروبوتات في الجو، وعلى الأرض، وبدلا من دوريات بشرية تحمل الجنود، ستعمل كاشطات أو مركبات إلكترونية، في مسعى منه للحد من ظاهرة التسلل من حدود قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وقد أعلن جيش العدو الصهيوني عن منظومة الدفاع الجديدة على حدود قطاع غزة، وتتضمن الجدار التحت أرضي الذي يبنيه على طول الحدود، بجانب أسلحة مستقلة مدعومة بجمع معلومات استخبارية في الوقت الفعلي.
يطرح هذا التقرير عدة تساؤلات حول مدى نجاح هذا المشروع الصهيوني في ايقاف ظاهرة التسلل من غزة لفلسطين المحتلة 48، ومدى تأثر المقاومة سلبا من هذه المشاريع الأمنية الصهيونية.
اللواء والخبير العسكري يوسف الشرقاوي قال لـ”شهاب” إن “هذا المشروع سيفشل قبل إنشائه، لأن الروبوت التقني لا يعوض عن الجنود على الأرض، في حين أن جيش الاحتلال الاسرائيلي لديه أزمة في الطاقة البشرية، ليس من الناحية العددية، ولكن من باب الخوف على فقدانهم في ساحات المواجهة”.
وأضاف أن “هذه المعضلة الاسرائيلية تدفع جيش الاحتلال الى الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، مع العلم أن هذه أزمة كبيرة لدى مختلف أشكال وأنواع “الاستعمار الأبيض”، وقد استخدمها في معظم البلدان المستعمرة، لكن التجربة الميدانية تؤكد أن هذا المشروع الأمني الاسرائيلي على حدود غزة سيكون فاشلا على المدى البعيد”.
وختم بالقول أن “هذا المشروع الأمني الإسرائيلي يهدف بالأساس إلى إبقاء مقاتلي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تحت المراقبة والمتابعة الأمنية، وفي حال اندلع عدوان اسرائيلي جديد على غزة، فإن جنود المقاومة سيبدعون في مواجهة هذه التكنولوجيا الإسرائيلية، وإفشالها، والتغلب عليها”.
المصادر العسكرية الإسرائيلية زعمت أن إقامة هذا المشروع جاء على خلفية استمرار التسللات الفلسطينية من غزة نحو فلسطين المحتلة 48 في العقد الأخير من البحر والبر والأنفاق، مما دفع جيش الاحتلال للانطلاق في نشاط تجريبي يسمى “الحدود الذكية والمميتة”، طوله ستة كيلومترات يشمل إنشاء منظومة تضم مراقبين، وأجهزة استشعار مستقلة للمسح الفضائي والأرضي، وروبوتات إلكترونية وتشغيلية برا وجوا لأغراض التجميع والهجوم.
الخبير في الشؤون الاسرائيلية سعيد بشارات قال لـ”شهاب” إن “هذا المشروع الاسرائيلي غير جديد، بل جاء ضمن خطة عسكرية لم تكتمل بعد، جزء منها جاهز، والجزء الآخر في طور التجهيز، وحتى اللحظة لم ينجح الجزء الجاهز من المشروع بتحقيق الهدف المرجو منه”.
وأضاف أنه “ما دام المقاوم الفلسطيني يستطيع النزول تحت الأرض بعمق عشرات الأمتار، فإن هذا يعني مسبقا أن المشروع الاسرائيلي فاشل من الأساس، استكمالا لفشل منظومة القبة الحديدية في اعتراض صواريخ المقاومة، فضلا عن الجدار الفوق أرضي غير الناجح بسبب تطور الوسائل القتالية التي تمتلكها المقاومة”.
وختم بالقول أن “المقاومة ليست معادلة بسيطة في الصراع مع الاحتلال، ومحاولاته في التضييق عليها بالحصار والوسائل التكنولوجية، فإنها تواصل تطوير إمكانياتها القتالية للتصدي له، صحيح أن جيش الاحتلال بنى جدارا تحت الأرض لإنهاء تهديد الأنفاق، لكن المقاومة تسعى لامتلاك الوسائل للتشويش على ذلك الجدار، مع العلم أن الاحتلال يحاول دائما تضخيم قدراته في الاعلام، لكن التكنولوجيا في النهاية لن تحقق أهدافها العسكرية، طالما لم يكن هناك جندي على الأرض”.
يمكن القول أن الكشف الإسرائيلي عن هذه المنظومة العسكرية تزامن مع نشر صور أولية من النفق على حدود غزة، وهو أعمق نفق تم حفره حتى الآن على حدود القطاع، وفق المزاعم الإسرائيلية، وقد اتضح أنه مستقر جدّا، وقوي في خرساناته، وبنيته التحتية الإضافية، رغم النقص في الأوكسجين والمياه الجوفية أثناء الحفريات، لكنها حاولت الاقتراب من الجدار التحت أرضي.
المصدر : وكالة شهاب