الذكرى السنوية للشهيد.. شواهد الإباء وذكريات العظماء
حلت علينا الذكرى السنوية للشهيد لتجدد معها حكاية سنوات طويلة من مقارعة الطاغوت والوقوف في وجه الطغيان المتمثل بأمريكا وإسرائيل وأدواتهم من الخونة والعملاء والمنافقين، وضمن مسيرة جهادية ابتدأت من جبل مران قبل سته عشر عاماً يقودها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) ليواصل بعده أحرار الشعب اليمني وتحت قيادة حفيد رسول الله سيد الجهاد والكرامة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) مسيرة العطاء والجهاد والتضحية وإنقاذ المستضعفين من سياط الجلادين والمستعمرين ومصاصي دماء الشعب، ومع كل عام تأتي هذه المناسبة كما قال السيد القائد ضمن “مسارٍ تصاعديٍ لصالح عباد الله المستضعفين والمظلومين”
وكالعادة ما إن تحل هذه الذكرى حتى يبدأ الشعب اليمني في التوافد لزيارة معارض الشهداء ورياضهم التي يتجسد فيها أكبر دليل على عظمتهم وأعظم شاهد على عطائهم وأفضل أماكن اللقاء بهم فيها نسائم الجنة ونفحات الرحمة ومراقد العظمة وشموخ الإباء وسمو الأولياء فلها قداستها وحرمتها لأن فيها قادتنا وسادتنا وقرة أعيينا وفلذات أكبادنا وخلص إخواننا وأشجع أبطالنا وأعظم رجالنا .
وهي صفحات تاريخنا وشواهد مجدنا ودلائل إيماننا وبراهين هويتنا ومزار أوليائنا فيجب علينا في هذه الذكرى التردد لزيارتها فمن شهدائنا نستلهم الثبات والصمود ونتعلم معاني الوفاء والإباء فمنهم عرفنا العزة و تنسمنا الحرية وكسبنا النصر وفهمنا معاني الجهاد وعظمة ميادين الاستشهاد.
كيف لا وقد انطلقوا بإيمان لا تهزه دواهي الأحداث ويقين لا تزعزعه تقلبات الدهر واقدام لامثيل له في هذا العصر يحثه تأييد الله وتحفه عظمة الأخلاق وتزينه قوة الإرادة وتتوجه عدالة القضية وسمو الغاية ونبل المقصد، ملبين نداء الحق القائل:(إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)[الحجرات آية:15] ومسارعين إلى رضوان الله وجنته يحدوهم الأمل بإحدى الحسنيين وتدفعهم معاناة المستضعفين وتأوهات المظلومين وأنات المكلومين وكلهم فرح بتوفيق الله له بالجهاد وشوقا إلى نيل مراتب الأشهاد مصرين على كبح جماح الظالم المستكبر وتحقيق النصر لأمة كبلتها ألوان شتى من مراود الاستعمار وأعلام العمالة من الأشرار فخاضوا غمار الموت لا بطرا ولا أشرا ونالوا الشهادة بكل إباء وشموخ واعتزاز وفخر فهم اليوم في مدرسة الأخلاق أسادتنا وفي ميادين القتال قادتنا وفي المواقف الصعاب إسوتنا وفي الإيمان الراقي قدواتنا وهم أمان لنا في بلدنا وفخر لنا في أمتنا وشاهد لنا في حشرنا وشافعين لنا عند ربنا فسلام الله عليهم دائما أبدا ورحمته وعهدا أن نكون لهم ولتضحياتهم وعطائهم أوفياء.
تعاظم مكانة الشهداء
تستمر فعاليات الذكرى السنوية للشهيد قرابة الأسبوع تتنوع فيه الفعاليات والأنشطة المختلفة احتفاء وتكريم للشهداء العظماء ولأسرهم وتذاكر تضحياتهم وبطولاتهم وسيرهم الزاخرة بالمواقف العظيمة والأخلاق الكريمة وتتميز المناسبة أيضاً بخطاب تلفزيوني للسيد القائد يتحدث فيه عن قيمة الشهادة ومكانة الشهداء وعطائهم وتضحياتهم وفوزهم العظيم كونهم قدموا أرواحهم في سبيل الله ومواجهة المستكبرين ودفاعاً عن المستضعفين، كما تقدم مؤسسة الشهداء هدية سنوية لجميع أسر الشهداء تكريماً لهم واحتفاء بمكانتهم وهكذا تستمر الفعاليات التكريمية للشهداء ولأسرهم لدرجة أن أغلب الأسر أصبحت تتمنى أن يكون منهم شهداء يفاخرون بهم بين الناس.. كنتيجة لما يرونه من حفاوة وتكريم لأسر الشهداء..
وهكذا يخلد الشعب اليمني خلال ذكرى شهدائه بكل فخر واعتزاز تضحياتهم وملاحمهم الاسطورية وثباتهم العظيم ” معاهداً لهم المضي على دربهم حتى تحقيق النصر.