من لم يخضع بالطائرات لن تخيفَه القرارات

‏موقع أنصار الله || مقالات || محمد موسى معافى

إنَّ قرارَ الإدارة الأمريكية بتصنيفِ حركة أنصار الله منظمةً إرهابيةً ليس وليد اللحظة، فأمريكا تخوضُ حرباً مستمرة ومتواصلة على الأنصار بدأها بوش، وَاستمر في خوضها كلينتون وَزاد من صلفها أوباما وَاعترف بها ترامب، ولا يوجد في قلوبنا مثقالُ ذرة من شك بألا يواصلها بايدن.

قد يتساءل البعض: ما أهداف هذه الحرب وما أسبابها وما الجُرمُ الذي ارتكبه أنصار الله حتى تشن عليهم كُـلّ هذه الحروب خلال هذه المدة الزمنية الكبيرة؟؟

لا جرمَ سيدي القارئ الكريم لأنصار الله إلَّا أنهم خرجوا من عباءة الذل والهوان والعبودية والامتهان وتسلحوا بثقافة القرآن، وتمردوا على الجلاد والسجان، وأبوا الخضوع إلَّا لخالقهم الواحد الديان.

لا جرم لأنصار الله إلا أَنَّهم تمسكوا بقضيتهم المركزية، ورفضوا بيعَ قضاياهم المحورية وأكّـدوا على ضرورة التمسك بالسيادة العربية.

لا جرم لأنصار الله إلَّا أنهم كفروا بواحاً بأمريكا، وتمنَّعوا عن السجود لها تمجيدًا ونظروا إليها بعين الاحتقار وصنفوها شيطاناً مريداً.

لا جُرمَ لأنصار الله إلَّا أنهم تحرّروا من الوصاية وعاشوا أعزاءً بما فيه الكفاية، ولم يطلبوا من أمريكا سلاحاً أَو حماية.

لا جرم لأنصار الله إلَّا أنهم رفضوا أن تتدخلَ أمريكا في بلدهم، وكرهوا أن تخترقَ الطائرات الأمريكية جوهم، أَو أن تطأ قدم أمريكي أرضَهم.

لا جرم لأنصار الله إلَّا أنهم صرخوا في وجه أمريكا في زمن السكوت، وكرهوا أن يكونوا أدَاةً تحَرّكهم بالريموت.

لذلك شنت أمريكا حربَها الضروسَ على أنصار الله وكانت كُـلُّ حرب تزيد الأنصار قوة وعزيمة وبأساً أكبر من ذي قبل، ليس لأَنَّهم أكبر عتاداً وأكثر عدداً، ولكن لأَنَّهم حملوا قضيةً عادلةً ومحقة وتحَرّكوا في خط بدأه أنبياءُ الله ورسله والصالحون من عباده وفي التاريخ نماذج تدل أن من يتحَرّك في هذا الخط ستكون عاقبته الغلبة والنصر والتمكين.

فقرارات أمريكا الأخيرة بتصيف أنصار الله حركة إرهابية لن تخيفهم فمن لم تخفه الطائرات لا تظن أبداً أن يحسب حساباً للقرارات.

قد يعجبك ايضا