منطلقات النهضة الحسينية (دوافع انطلاقة الشهيد القائد)

|| تقرير 

في بداية الألفية الثانية كان العالم على موعد مؤامرة جهنمية فجرتها قوى الاستكبار بهدف فرض هيمنتها الشاملة على المنطقة العربية (المصدر الرئيسي لإمداد العالم بالطاقة) والتحكم بها، وبمجرد أن نجحت هذه القوى في تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م بدأت الاساطيل العسكرية الغربية تتدفق على شواطئ وسواحل المنطقة العربية، وبدأت أمريكا في إعلان حربها على ما يسمى (الإرهاب) وبحسب توصيف الرئيس الأمريكي آنذاك بوش الابن للإرهاب بأن (من ليس معنا فهو ضدنا) وللأسف فإن الواقع العربي كان مهيأ لهم وكان الواقع السائد آنذاك كما وصفه السيد حسين بقوله: ((نحن أمام وضعية مَهِيْنة: ذل، وخزي، وعار، استضعاف، إهانة، إذلال، نحن تحت رحمة اليهود والنصارى، نحن كعرب كمسلمين أصبحنا فعلاً تحت أقدام إسرائيل، تحت أقدام اليهود))، ويصفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وهو يتحدث عن سمات المرحلة التي أنطلق فيها الشهيد القائد ((مرحلة قائمة من الصمت والاستسلام والعجز والخضوع والحيرة والارتباك)) وهو فعلاً ما حدث إذ سرعان ما انطوت الأنظمة العربية تحت الراية الأمريكية ووقفت الشعوب العربية حائرة وتائهة ومحاربة أيضاً إذ تحولت انظمتها إلى شرطة بوليس تابعة للأمريكي كل همها ملاحقة أي شخص حر رافض للمؤامرة الأمريكية أو محذراً منها..

لكن الشهيد القائد في ذلك الزمن، زمن الخنوع والاستسلام أنطلق يشق صوته القرآني الهادر غياهب الصمت ويبدد ظلام الرهبة ويكسر حواجز الخوف معلناً موقفه الديني القرآني رافضاً للمؤامرة الأمريكية ومحذراً منها داعياً الشعب والسلطة إلى اليقظة العالية أمام المؤامرات الأمريكية ومحاولات أمريكا لاحتلال اليمن تحت ذرائع كاذبة ومبررات واهية ولم يكتف بذلك بل أطلق مشروعه العملي المتمثل في الشعار والمقاطعة الاقتصادية لتحفيز وعي الناس بما يحاك ضدهم وتعزيز الروحية المعنوية والجهادية لدى الشعب اليمني ومحاولة استنهاضه ليكون بمستوى التحديات التي تواجه..

كل المسلمين مستهدفون

لقد أدرك الشهيد القائد مبكراً أن أمريكا هي المهندس والمتهم الرئيسي وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر هم اليهود الذين يحكمون أمريكا، وأن الهدف الرئيسي من وراء تلك المؤامرة هو القضاء على الإسلام والهيمنة على المنطقة العربية، لتأتي فيما بعد تقارير دامغة من خبراء عالميين يؤكدون أن تفجير البرجين كانت مؤامرة أمريكية وقد نشر الخبير الروسي في الشؤون الجيوسياسية [فيتشيسلاف كوروليف] ، تقريراً مهما بعد 16 عام من أحداث نيويورك كشف فيه أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية كانت من تنظيم وتخطيط إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن، قائلا: “هذه هي وجهة نظري وهذا ما طرحته في كتابي *أسرار الحادي عشر من سبتمبر*، حيث قدمت وثائق وأدلة قاطعة، استنادًا إلى المصادر الأمريكية نفسها والمصادر الأوروبية أيضا، تثبت تمامًا أن هذه الأحداث كانت من تخطيط إدارة جورج بوش“، مضيفا أن الهدف من هذه الخطة كان هو تفعيل المخططات الأمريكية المستقبلية المتمثلة في السيطرة على العالم العربي. وهذا ما أكده الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في محاضرة [الصرخة في وجه المستكبرين] بقوله: ((نحن نعرف جميعاً إجمالاً أن كل المسلمين مستهدفون، أو أن الإسلام والمسلمين هم من تدور على رؤوسهم رحى هذه المؤامرات الرهيبة التي تأتي بقيادة أمريكا وإسرائيل، ولكن كأننا لا ندري من هم المسلمون.
المسلمون هم أولئك مثلي ومثلك من سكان هذه القرية وتلك القرية، وهذه المنطقة وتلك المنطقة، أو أننا نتصور المسلمين مجتمعاً وهمياً، مجتمعاً لا ندري في أي عالم هو؟ المسلمون هم نحن أبناء هذه القرى المتناثرة في سفوح الجبال، أبناء المدن المنتشرة في مختلف بقاع العالم الإسلامي، نحن المسلمين، نحن المستهدفون.. ومع هذا نبدو وكأننا غير مستعدين أن نفهم، غير مستعدين أن نصحوا، بل يبدو غريباً علينا الحديث عن هذه الأحداث، وكأنها أحداث لا تعنينا، أو كأنها أحداث جديدة لم تطرق أخبارها مسامعنا، أو كأنها أحداث وليدة يومها.
فعلاً أنا ألمس عندما نتحدث عن قضايا كهذه أننا نتحدث عن شيء جديد، ليس جديداً إنها مؤامرات مائة عام من الصهيونية، من أعمال اليهود، خمسين عاماً من وجود إسرائيل، الكيان الصهيوني المعتدي المحتل، الغُدّة السرطانية التي شبّهها الإمام الخميني رحمة الله عليه، بأنها (غدة سرطانية في جسم الأمة يجب أن تُسْتأصَل).

إن دل هذا على شيء فإنما يدل على ماذا؟ يدل على خبث شديد لدى اليهود، أن يتحركوا عشرات السنين عشرات السنين، ونحن بعد لم نعرف ماذا يعملون. أن يتحركوا لضربنا عاماً بعد عام, ضرب نفوسنا من داخلها، ضرب الأمة من داخلها، ثم لا نعلم من هم المستهدفون، أليس هذا من الخبث الشديد؟. من التضليل الشديد الذي يجيده اليهود ومن يدور في فلكهم؟)).

ما يفرضه علينا ديننا

ومن المعروف أن الشهيد القائد لم يكن تحرك عبثاً أو وفق نظرة سياسية ولغاية مخددة بل كان تحرك بدافع المسؤولية الدينية، كان يستشعر مسؤوليته أمام الله وأنه لم يعد هناك أي عذر أمام أحد في وضعية كهذه سوى التحرك والانطلاقة لمواجهة ما يحاك ضد الإسلام والمسلمين وعلى أساس توجيهات الله وأوامره يقول في محاضرة [الصرخة في وجه المستكبرين]: ((الحالة الثانية: هي ما يفرضه علينا ديننا، ما يفرضه علينا كتابنا القرآن الكريم من أنه لا بد أن يكون لنا موقف من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى. نحن لو رضينا – أو أوصلنا الآخرون إلى أن نرضى – بأن نقبل هذه الوضعية التي نحن عليها كمسلمين، أن نرضى بالذل أن نرضى بالقهر، أن نرضى بالضَّعَة، أن نرضى بأن نعيش في هذا العالم على فتات الآخرين وبقايا موائد الآخرين، لكن هل يرضى الله لنا عندما نقف بين يديه السكوت؟ من منطلق أننا رضينا وقبلنا ولا إشكال فيما نحن فيه سنصبر وسنقبل.
فإذا ما وقفنا بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، هل سنقول: (نحن في الدنيا كنا قد رضينا بما كنا عليه؟). هل سيُعْفينا ذلك عن أن يقال لنا: ألم نأمركم؟ {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} (المؤمنون: من الآية105)؟ {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} (غافر: من الآية50)؟. ألم تسمعوا مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(آل عمران: من الآية103) ومثل قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (107) (آل عمران) أليست هذه الآيات تخاطبنا نحن؟. أليست تحملنا مسئولية؟.
ألم يقل القرآن لنا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(آل عمران: من الآية110)؟. ألم يقل الله لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}(الصف: من الآية14)؟.

فإذا رضينا بما نحن عليه, وأصبحت ضمائرنا ميتة، لا يحركها ما تسمع ولا ما تحس به من الذلة والهوان، فأعفينا أنفسنا هنا في الدنيا فإننا لن نُعفى أمام الله يوم القيامة.. لابُدّ للناس من موقف، أو فلينتظروا ذلاً في الدنيا وخزياً في الدنيا وعذاباً في الآخرة.. هذا هو منطق القرآن الكريم، الحقيقة القرآنية التي لا تتخلف, {لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}(الأنعام:من الآية115) {وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}(الأنعام:من الآية34) {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}(قّ:29).

كما عبر الشهيد القائد في إجابته على سؤال صحفي لقناة أبو ظبي خلال الحرب الظالمة عليه عن طبيعة تحركه ودوافع انطلاقته يقول: (الإنسان إذا كان لديه معرفة بالبينات والهدى فعليه مسؤولية كبيرة الله يقول: ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) نحن أعتقد أن لدينا معرفة ـ بفضل الله ـ بالبينات والهدى فمن واجبنا نحو الله ونحن يجب أن لا نخاف إلا الله أن نبين للناس نحن بيّنا للناس أن هذه المرحلة التي نحن فيها ونقولها الآن للجميع ولكل من يسمع قناتكم العزيزة أن المسلمين اليوم هم في مواجهة مرحلة خطيرة جداً حسب ما أعتقد مرحلة مؤاخذة إلهية مرحلة تسليط إلهي إذا لم يعودوا إليه ويعودوا إلى كتابه بشكل جاد سيسلط عليهم أعداؤهم هذه القضية نذكر الناس بها فنحن ننطلق من هذه المسئولية الإلهية في القرآن بالتبيين للناس هذا هو الشي الذي أخذه الله على من لديهم معرفة ( وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينونه للناس ولا تكتمونه ) كثير من العلماء كثير من العلماء حتى هنا عندنا في اليمن يودّوا أن بإمكانهم أن يبينوا لكن هناك من يضغط عليهم هناك من يجبرهم على أن لا يتفوهوا بكلمة على أساس القرآن والتبيين الكامل والتبيين الصحيح للقرآن الكريم )..
ثم يقول في محاضرة [معرفة الله ـ وعده ووعيده ـ الدرس العاشر]
نحن بحمد الله ـ ربما ـ قد تأهلنا إلى أن يكون لنا عمل يكون له أثره في مجال هداية الناس، وإنقاذ الناس، ولن ننطلق في حديثنا إلى التحامل على أحد من الآخرين من أبناء هذه الطائفة لا عالم ولا متعلم ولا مدرسة، ولا شيء.

نحن في عصر ليس عصر مجاملة ولا عصر مداهنة وتلبيس

كان السيد حسين قد وصل إلى قناعة بأن الأمة تمر بمرحلة خطيرة من مؤامرات الأعداء ومكائدهم وأن عليها أن تنفض عن كاهلها غبار الذل وأن تعالج نفسها مما أصابها من جراح ومآس سببها التضليل والتلبيس والمداهنات والاختراق الثقافي والمعرفي فنحن في زمن نواجه مؤامرة لا تفرق بين مسلم وآخر في محاضرة يقول [سورة المائدة ـ الدرس الثالث]: ((نحن أمة مجروحة يجب أن تبحث عن العلاج وعن سبب المرض، عن السبب الذي جعل هذا الجرح ينـزف دماً ولا نجد هناك من يلتئم الجرح على يديه. ليس عصر مجاملة، ليس عصر مداهنة، ليس زمن تغطية وتلبيس، زمن يجب أن تكشف فيه الحقائق على أرقى مستوى، وأن يتبين فيها بدءاً من هناك من مفترق الطرق من بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من هـو السبب في كل ما نحن نعاني منه؟ حتى وإن كان علياً، حتى وإن كان عماراً، حتى وإن كانت فاطمة ناهيك عن أبي بكر وعمر وأضرابهم)).

الاستبصار بنور القرآن الكريم

ما يمز حركة الشهيد القائد عن غيرها من الحركات هو أنه اتخذ القرآن الكريم منهجاً له وجعله هاديه ودليله فأنطلق وفق رؤيته ومنهجيته يستنهض الأمة ويصدع بصوت الحق د
فتحرك ـ كما يقول السيد عبد الملك ـ في أوساط هذه الأمة يدعوها بدعوة الله يتلو عليها آيات الله، يرشدها يبصرها يستنهضها يذكرها يربيها يسمو بها يعمل على تزكيتها بهذا الكتاب وتبصيرها بهذا النور، يضيء لها الطريق، ويوضح لها المخاطر، ويقدم لها الحلول، ويعمل على أن يخلصها من واقعها المرير ويستنقذها “.
ويضيف السيد عبد الملك عن طبيعة تحرك الشهيد القائد (تحرك بالقرآن الكريم ليلامس به حقيقة مشاكل الأمة، وفعلاً نزّل النص القرآني إلى الواقع بهدايةٍ من الله بتوفيقٍ من الله سبحانه وتعالى، بمعرفةٍ صحيحة، ونضجٍ ثقافيٍ كبير ورؤيةٍ عميقة، وبطريقةٍ سلسة، قدم النص القرآني خطاباً، قدمه ليلامس الواقع، ليعالج المشاكل، قدمه في إطار التقييم لواقع الأمة، في إطار الحل لمشاكل الأمة))
كما يقول الشهيد القائد [رضوان الله عليه] في محاضرة [الثقافة القرآنية]: ((أن القضية ليست قضية مثلاً مسألة رؤى، أو مجرد رؤى، نحن ننطلق من قاعدة نتحدث عنها كثيراً وهي: أنه يجب أن ننطلق من القرآن، وأن تكون ثقافتنا ثقافةً قرآنية، حركتنا حركة قرآنية، رؤانا رؤى قرآنية، منهجيتنا منهجية قرآنية، والقرآن هو أوسع منا، لو تعمرنا من ألف سنة، ما يكون عند واحد أنه [يعني وبسْ القرآن, با يسدنا نعمل كذا] القرآن واسع جداً، أوسع من الحياة بكلها، ثم الناس قد مروا بتجارب، ولاحظوا تجارب آخرين، والتجارب تكون في نفوسنا نحن الذين نعلِّم، ونرشد، ومع الناس، وأعمال آخرين.)).

 

إن الانطلاقة القرآنية هي وحدها من تشكل حصانة للأمة من الضلال والمضلين كما يقو ل الشهيد القائد [رضوان الله عليه] في محاضرة [الشعار سلاح وموقف]: ((واجب الناس أن نعود إلى القرآن الكريم في هذه الظروف التي يواجه فيها الدين حملات شديدة, أول شيء نحصن أنفسنا، ونحصن أولادنا، ما يصبحوا عرضة للتضليل، ما يصبحوا عرضة بأن يصبحوا في الأخير قد يجندوا لصالح أعداء الله, لصالح اليهود والنصارى, قد يجندوا فعلاً.))

إن القرآن الكريم هو الطريق الوحيد الذي تلتقي فيه الأمة بمختلف مذاهبها وهو الضمان لوحدتها في مواجهة مكائد أعدائها يقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [الدرس الثالث عشــــر من دروس رمضان]: ((الطريق الذي يمكن أن يكون طريقاً صحيحاً لا يرتبط بهذا لا يقوم على أساس محاولة التقريب لأجعل الشيعي سني أو السني شيعي، منهج قائم هنا حركة على أساس القرآن الكريم تترفع عن كل العناوين الخاصة وتعطي أولوية للقرآن الكريم وتسير على هديه وتتحرك في الساحة هذه، دائرة قابلة للتوسع لأن كل طرف لا يعتبر أنك تقدم الشيء الذي هو قد ثقف على أساس النفور منه نهائياً، وعندما يراك أيضاً بأنك تقيِّم ما لديك ولديه بنظرة واحدة على أساس القرآن وليس أنك تحاول تؤقلم القرآن على ما لديك من تراث ثقافي وما لديك من ماذا؟ من مرجعيات سواء شخصية أو مرجعيات من الكتب )).
وإلى جانب العودة إلى القرآن الكريم يؤكد الشهيد القائد أن من ضروريات نهوض الأمة هو أن ترتبط بأعلام الإسلام الحقيقيين وليس أولئك المزيفين يقول : ((لا يمكن للأمة أن تعرف كيف ترسم طريقها، لا يمكن للأمة أن تعرف كيف تسلك المنهج الذي تمثل في سلوكه الالتفاف مع الصادقين، الانضواء تحت رايات أعلام الدين، لا بد من استقراء الأحداث، لا بد من معرفة الأسباب، لابد من معرفة الخلفيات.)

والخلاصة : أن الشهيد القائد نهض نهضة قرآنية احيائية لا مثيل لها في زمننا المعاصر لم يكن يهدف من ورائها سوى استنهاض أمة جده تحرك كما يقول السيد عبد الملك “بحمية الإيمان وعزة الإيمان ورحمة جده محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، غيوراً على أمة جده أن تستباح، أن يستباح دمها، أن يستباح عرضها، أن يستباح شرفها، غيورًا على أمة جده أن تُذل وتُسحق وتُقهر وتُستعبد من دون الله، ورحيماً بالمستضعفين، يعز عليه أوجاع هذه الأمة في كل قطر من أقطارها، في كل بلد من بلدانها، يعز عليه أن يرى دماء هذه الأمة تسفك وتسيل في الشوارع والطرقات، يعز عليه أن يسمع آهات وتأوهات وصراخ نساء هذه الأمة وهنَّ يستنجدن في فلسطين في العراق في أفغانستان في بلدان متعددة ولا من مجيب، يعز عليه أن يرى دموع الأطفال على وجوهها بكل براءتها، ودموع الثكالى والنساء المقهورات جارية بكل حرقة بكل ألم بكل ضيم بكل قهر فيتجاهل هذا الواقع، يعز عليه أن يرى الأمريكيين وهم يسحقون بأرجلهم وأحذيتهم رؤوس وجباه ووجوه أبناء هذه الأمة أمة جده، يعز عليه كل ذلك؛ لأنه حمل روحية الإسلام، روحية الإيمان.
يعز عليه كل ذلك؛ لأنه حمل روحية القرآن، روحية الإسلام، روحية الأنبياء ورحمة الأنبياء والشعور بالمسئولية، نهض قائمًا بالمسئولية بعد أن أعطاه الله المؤهلات العالية لدور عظيم وعظيم ولمسئولية كبيرة وكبيرة.
تحرك في ذلك الواقع ، في ذلك الظرف بكل ما فيه، تحرك صادعاً بالحق، عزيزاً بعزة الله، بعزة الرسول، بعزة الإيمان، بعزة القرآن، أبياً يأبى الضيم ويأبى الظلم ويأبى الذل ويأبى الهوان، تحرك بكل عزة في مواجهة أولئك المستكبرين بكلهم، بكل جبروتهم، بكل طغيانهم، بأئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، متحديًا لهم، وحنوناً حانياً على أمة جده، يريد أن ينهض بها، يستنهضها وينهض بها لدفع الخطر الحقيقي عليها، الخطر الذي لا يماثله خطر، والشر الذي لا يماثله شر، والإجرام الذي لا يساويه إجرام، والعدوان الذي لم يصل إلى مثله عدوان”.
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد..

قد يعجبك ايضا