أكبر ميناء لتصدير النفط في العالم تحت النیران اليمنية.. صفعة جديدة للاقتصاد السعودي
|| صحافة ||
وقع صباح يوم الأحد الماضي أحد أعنف الهجمات الصاروخية بطائرات دون طيار من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” ضد النظام السعودي، ولقد تعرضت الرياض لضربات شديدة وغير مسبوقة، وغرق “آل سعود” في حالة من الصدمة والخوف. ولقد بدأت وحدات الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” عملية الردع السادسة، باستهداف مواقع النظام السعودي النفطية والغازية في محافظات جيزان وعسير وجدة جنوب وشمال غرب السعودية، ولقد زعمت الرياض أن نظامها الدفاعي تمّكن من مواجهة هذه الهجمات.
ولكن العديد من التقارير الاخبارية، كشفت أنه خلال تلك العملية، تم استهداف أيضا القواعد الجوية في مدن خميس مشيط وأبها وجيزان، وهي المراكز الثلاثة التي تقوم بدعم عناصر تحالف العدوان السعودي في وسط اليمن (مأرب)، أولاً بطائرات دون طيار من نوع “قاصف 2” وبعد ذلك تم استخدام صواريخ كروز “بدر”. ولفتت تلك التقارير إلى أن وحدة الصواريخ اليمنية أطلقت صاروخا على ميناء جدة المهم والاستراتيجي من مسافة 700 كيلومتر على الأقل من ساحل البحر الأحمر وأكدت تلك التقارير على الحرب اليمنية بعد هذه الهجمات الناجحة التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” أدخلت الحرب اليمنية مرحلة جديدة وشكلت مفاجأة للنظام السعودي.
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، أن هذه العملية الخاصة والفريدة التي أربكت السعوديين تمامًا، استمرت بشكل متقطع لعدة ساعات، لكن الجزء الأهم من هذه الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة تمت في المساء، الأمر الذي أذهل الرياض وحلفاءها. وفي الساعات الأولى من ليلة الأحد الماضية، تم استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية والعسكرية السعودية الأكثر حساسية في شمال شرق المملكة العربية السعودية وساحل الخليج الفارسي لأول مرة منذ ست سنوات من مسافة لا تقل عن 1300 كيلومتر، ما تسبب في اندلاع نيران كبيرة في تلك المنشآت النفطية وهذا الامر وجه ضربة موجعة لـ”آل سعود” وسلاح الجو التابع للنظامين السعودي والأمريكي الذين لم يتمكنا من التصدي لتلك الهجمات اليمنية.
وفي المرحلة الرئيسة من هذه العملية، تم استهداف منشآت أرامكو النفطية في ميناء رأس التنورة والخبر، أحد أكبر المحطات النفطية في العالم (حيث يتم تخزين الملايين من براميل النفط وتصديرها) في شمال شرق السعودية، كما تم استهداف أهداف عسكرية في منطقة الدمام الواقعة على ضفاف الشواطئ الجنوبية للخليج الفارسي، وهذا الامر ضاعف من أهمية هذه العملية الهجومية اليمنية. إن ميناء رأس التنورة الاستراتيجي الواقع بالقرب من شواطئ الخليج الفارسي، ويرتبط بمنطقة القطيف الشيعية من المحور الشمالي الشرقي، هو أكبر ميناء لتصدير النفط في العالم، حيث يمر عبره أكثر من 90٪ من النفط الخام السعودي ومشتقاته وتذهب إلى مختلف البلدان في العالم.
وتبلغ مساحة ميناء رأس التنورة، الذي يرتبط بالخليج الفارسي من ثلاث جهات، حوالي 290 كيلومترًا مربعًا ويبلغ عدد سكانها حوالي 5000 شخص، معظمهم من الموظفين وعائلاتهم العاملين في شركة النفط السعودية، ويبعد هذا الميناء حوالي 70 كيلومترات من مدينة الدمام. وفي هذه المنطقة الاستراتيجية والحساسة والمهمة للغاية، يوجد ميناءان مهمان يقومان بتصدير النفط الخام المستخرج إلى أجزاء أخرى من العالم، إضافة إلى وجود أكبر مصفاة نفط في العالم في هذا الميناء، والتي تنتج 550 ألف برميل من المنتجات البترولية يوميًا، وتقع في منطقة رأس التنورة. وتقع في هذه المنطقة أيضا محطة توليد الكهرباء البخارية الكبيرة التي توفر الكهرباء والطاقة التي تحتاجها الشركات والمصانع في رأس التنورة والمدن الصناعية في الجبيل والدمام والظهران والخبر والقطيف، إضافة إلى محطة إيقاف تشغيل الغاز الطبيعي وهذا الامر زاد من أهمية هذه المنطقة.
باختصار يمكن القول إن المنطقة المستهدفة في شمال شرق السعودية وشواطئ الخليج الفارسي (منطقة وميناء رأس التنورة) هي الشريان والجهاز العصبي الرئيس للاقتصاد السعودي. ولقد زعمت وزارة الطاقة السعودية أن ميناء ناقلة النفط بميناء رأس تنورة كان أيضًا أحد أهداف العملية، لكن تم اعتراض الطائرة دون طيار وتدميرها من قبل نظام الدفاع الجوي السعودي قبل الاصطدام، كما أعلنت أن حطام صاروخ باليستي سقط بالقرب من الحي السكني التابع لشركة أرامكو النفطية.
إجمالاً، لقد استخدمت وحدة الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في هذه العملية الخاصة والناجحة 14 طائرة دون طيار (10 من طراز صماد 3 و 4 طائرات من طراز قاصد 2) و 8 صواريخ باليستية (صاروخ من طراز ذو الفقار و 7 صواريخ من طراز بدر) لاستهداف مواقع النظام السعودي في مناطق عسير وجيزان وجدة وميناء رأس التنورة النفطي (جنوب وشمال غرب وشمال شرق السعودية). حيث استهدفت 10 طائرات مسيرة من طراز “صماد 3” وصاروخ “ذو الفقار” ميناء رأس التنورة النفطي والمنطقة العسكرية بالدمام، إضافة إلى سبع صواريخ “بدر” وأربع طائرات مسيرة “قاصف” قامت باستهداف منشآت سعودية في محافظات جيزان وعسير وجدة.
لقد أنفق النظام السعودي في السنوات الأخيرة مليارات الدولارات لشراء مقاتلات وأنظمة دفاع جوي متطورة وما إلى ذلك من حكومة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الآخرين، لكن هذه العملية أظهرت زيف جميع برامج الرياض الإعلامية والدفاعية للجميع. وفي الأشهر الأخيرة، زاد النظام السعودي، في تحركاته غير المسبوقة والمكلفة، وزاد من عدد الطلعات الجوية التي تنفذها مقاتلاته الحربية فوق الأراضي السعودية، وخاصة في المناطق الجنوبية، من أجل التصدي لعمليات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” ووحدات الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لهم التي نفذت العديد من الهجمات الناجحة خلال الفترة الماضية داخل العمق السعودي ولكن تلك التدابير الوقائية السعودية فشلت مرة أخرى.
لقد تحدث الأمريكيون مرارًا وتكرارًا عن حداثة المعدات العسكرية التي بيعت خلال العام ونصف العام الماضيين، وطمأنوا السعوديين أن هذه الأنظمة التي تم نشرها على نطاق واسع داخل الاراضي السعودية، يمكن أن تحبط أي غارات جوية، لكن العمليات الصاروخية اليمنية الناجحة كشفت زيف كل تلك الدعاية الأمريكية ووضعتها موضع تساؤل. ووفقاً للعديد من التقارير الاخبارية، فقد أظهرت العملية الناجحة التي نفذتها وحدات الصواريخ والطائرات دون طيار التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” مساء الأحد الماضي على المنشآت النفطية السعودية، أن أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة في العديد من المناطق والمدن السعودية بها عيوب كبيرة، وأن جميع استراتيجيات وسيناريوهات السعوديين وحلفائهم لا معنى لها، وعلى الرياض أن تستعد لمواجهة أكبر المفاجآت خلال الايام القادمة.
وفي الختام يمكن القول، إن كل هذه الانتصارات التي تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيقها في عدد من مناطق السعودية تدل على أن اليمنيين وصلوا إلى مستوى من القوة لدرجة أنهم ليسوا على استعداد لتقديم أي تنازلات للعدو لإنهاء الحرب، مؤكدين في الوقت نفسه على الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد.
الوقت التحليلي