أهمية ليلة القدر

إن القرآن الكريم يوم أنزله الله في ليلة القدر لم ينزله ليكون للقراءة فقط, فليلة القدر ليست ليلة عادية، إنها ليلة تشهد تدبيرًا إلهيًا واسعًا في السماوات والأرض {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }.

القرآن الكريم نزل في ليلة القدر وهو كتاب الله, كتاب ملك السماوات والأرض, ضمَّنه كل ما فيه الخير لعباده, الحلول لمشاكلهم, فالقرآن ليس بعيدًاعن مشاكلنا عن قضايانا.., القرآن الكريم هو كتاب ترتبط به حياتنا ومصيرنا مستقبلنا ودنيانا وآخرتنا.

فلأن للقرآن الكريم علاقة واسعة بتدبير الله الواسع في مملكته.., أنزل الله القرآن في ليلة القدر التي هي ليلة مرتبطة بتدبير حياة الناس.

فليلة القدر هي: الليلة التي يَكتب الله فيها لعباده في مستقبل عامهم أشياء كثيرة.

{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. ليلة تتنزل فيها ملائكةُ الله إلى الأرض بالكثير الكثير من الأمور التي كتبها الله لعباده{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ  سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

وإن الله جل شأنه فيما يكتب لعباده, يكتب لهم ما يكتب, ويقدر لهم ما يقدر, ويقضي لهم ما يقضي.., على أساس ما هم عليه.

فلأعمالنا, لمواقفنا, لما نحن عليه في حياتنا..,علاقة أساسية فيما يكتبه الله لنا, إن خيرًا فخيرًا وإن شرًا فشرًا.

ففيما يُكتَب على الناس من مصائب أو نكبات.., لأعمالهم, لأفعالهم , لسلوكهم, علاقة بذلك {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}.

فالله يكتب للناس على أساس توجُّهُهُم, على أساس نفسياتهم, على أساس استجابتهم له, على أساس أعمالهم واهتماماتهم.

وإننا فيما تبقى في هذه الأيام والليالي عندما نَعزم العقد والتوجُّه بصدق, إلى أنْ نعي مسؤوليتنا كمسلمين, نعزم ما بيننا وما بين الله, لنقرر و نريد أن نتحرك مع الله على أساس المشروع العملي الذي قدَّمه الله في كتابه القرآن الكريم, على أساس الرؤية القرآنية المباركة التي قدمها السيد/حسين بدر الحوثي في الملازم والدروس, التي هي قبس من نور الله, حلول من القرآن الكريم, وتَحَرُّكٌ جادّ في كل المجالات في كل الميادين, تحرُّك مَن يحرصون على رضا الله،  أَوَلا يَهُمُّنَا أنْ يرضي الله عنا؟! – تَحُّركٌ بِجِدّ, تَحَرُّكٌ بِصِدق ووعي بأهمية القرآن, بأهمية الإسلام, بأهمية رموزه ومنهجه وتعاليمه.., «إن هذا شيء مهم»  فيما يكتبه الله لنا, فيما يكتبه لمستقبلنا.., في هذه الليلة المباركة, التي قال الله فيها:{بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ  لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ  تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ  سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

قد يعجبك ايضا