من مكاسب التقوى

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

[البقرة الآية (183)]

مفتاح الخير و البركة

الله جل شأنه يقول في القرآن الكريم: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ (الأعراف: من الآية96) الأرض لله وكلما أودع الله فيها مما يحتاجه الإنسان يمكن أن يباركه الله سبحانه وتعالى، يبارك لهذا الإنسان ويزيده من الخير ويزيده من النعم ويمن عليه بالكثير الكثير لكن هذا مرتبط بالتقوى.

حب الله وتكريمه

الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (التوبة: من الآية7) هذا وسام شرف كبير وكبير أن يحبك الله، أن تكون محبوباً عند ملك السموات والأرض، يكون لك منزلة كبيرة، وكرامة عظيمة عند الله ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

معيَّة الله سبحانه

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾(التوبة: من الآية123) في مواجهة التحديات والأخطار، في مواجهة المؤامرات والمكائد، في مواجهة العدوان الله مع المتقين، وهو معهم ينصرهم، يعينهم، يكيد لهم، يضرب أعداءهم، يلقي في قلوب أعدائهم الرعب، يدفع عنهم الكثير من الشر والكثير من الأخطار، يعزهم، يمنحهم المنعة وهو القوي العزيز، هذا مكسب كبير جداً.

قبول الأعمال

من مكاسب التقوى المهمة قبول العمل الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾(المائدة: من الآية27) فالإنسان الذي لا يلتزم التقوى في واقع حياته مهما عمل ومهما سعى ومهما جهد، مهما قدم من الأعمال الصالحة هو جهد ضائع يجعله الله يوم القيامة هباءً منثوراً﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً﴾(الفرقان: الآية23)

تكفير السيئات

من العطاء المهم جداً للتقوى ومن مكاسبها المهمة ما قاله الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً﴾ (الطلاق: من الآية5) التزام التقوى سبب لتكفير السيئات، التزام حالة التقوى يكفر الله عنك السيئات بكل ما كان سيترتب عليها ﴿وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً﴾ فيمنحك الله عظيم الأجر بما يجعل لك عنده المنزلة الرفيعة.

البصيرة العالية

من المكاسب المهمة للتقوى ما حكاه الله سبحانه وتعالى في قوله وهو يخاطب عباده المؤمنين: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾ (الأنفال: من الآية29) يجعل لكم فرقاناً، يمنحكم نوراً في قلوبكم وبصيرة عالية فتفرقون بين الأمور، تميزون بين الحق من الباطل، لا يمكن أن تكونوا عرضة لأن يضلكم المضلون مهما كان لديهم من إمكانيات وقدرات على التضليل والتزييف والخداع وقلب الحقائق، فأنتم متنورون بنور الله.

مقتبس من محاضرة التقوي للسيد عبد الملك (يحفظه الله)

قد يعجبك ايضا