وليكن في المسجد الأقصى اللقاء
موقع أنصار الله || مقالات ||خلود الشرفي
في خضم الأحداث الرهيبة التي تتصدر المواقع الأكثر تألقا وشهرة نجد قضية انتفاضة الشعب الفلسطيني العظيم تتصدر كُـلّ حديث، وتتوسط كُـلّ مناسبة.. وبغض النظر عن الأحوال الداخلية للبلاد والعباد على حَــدٍّ سواء، فرغم الحرب الضروس التي تُشن على شعبنا اليمني العزيز المحتسب الصابر من كُـلّ جانب والمجازر التي يرتكبها العدوان البربري بحق المدنيين، والتي استهدفت بدرجة أولى النساء والأطفال والقاصرين وَدمّـرت كُـلّ ما يمكنها تدميره من البنية التحتية، والقطاع الخاص والعام.. رغم ذلك كله وأكثر منه نجد يمن الإيمان والحكمة يسارع إلى ساحات الشرف، وجبهات الكرامة، ليكونَ بلسماً لجراح الأُمَّــة الإسلامية المنكوبة بوجه عام، وضماداً واقياً لشعوب المنطقة العربية على وجه الخصوص، يخوض بالنيابة عنها غمرات الموت ويرتشف بدلاً عنها من حياض الشهادة ليكون بذلك واجهة الجهاد وعنوان الوفاء..
إن اليمن قيادةً وشعباً يواجهُ أخطرَ إمبراطوريات العالم المستكبر، ومعركته مع تحالف الشيطان معركة فاصلة، ومنها يكون الطريق إلى القدس الشريف، فدول الاستكبار العالمي بكل ثقلها وحملها وأدواتها القذرة وأذرعها الأخطبوطية تتمحور حول القضاء على حركة أنصار الله، تلك الحركة العظيمة التي أقضَّت مضاجعَهم وَأرقت أجفانهم، وكيف يهنأ بالنوم من ينتظر زواله بين ليلة وضحاها على يد قلة من المستضعفين؟! بل الأصح مقاتلين شرسين كما يحب الإسرائيليون أنفسهم أن يطلقوا هذا الاسم على المجاهدين الشرفاء أصحاب الرأس اليابس..
وعلى صعيد الانتفاضة المباركة للشعب الفلسطيني العزيز، فَإنَّ الشعب اليمني أول المبادرين لنصرة الأقصى الشريف، وما خطاب السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- فور الانتفاضة المباركة، ودعوته للتبرع للقدس الشريف بكل ما نستطيع إلا دليلا على تكامل القيادة الربانية، وتكاتف المقاومة الإسلامية، وهو أمر حتمي ولازم لتحقيق النصر الكبير، في إطار المشروع القرآني العظيم “الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ” من سورة الحج- آية (41)
هَـا هو المشروع القرآني العظيم يرفرف عاليًا في سماء غزة، وأجواء القدس الشريف.. هَـا هي نسمات الشهادة تفوح من جديد لتغدق علينا من بشائر النصر ما تقر به العيون وَتشفي به الصدور..
إن انتصار القضية الفلسطينية أمر بديهي لا مفر منه، فهذه سنة الله في الأرض ووعد الله للمستضعفين المجاهدين، وليس المستضعفين الخانعين القابعين في بيوتهم، فشتان ما بين الفريقين، وهل تستوي الظلمات والنور؟!
وهَـا هو اليوم الدم اليمني يختلط مع الدم الفلسطيني في محراب الشهادة، وَيشاركها وسام الخلود الأبدي.. وَما الشهيد اليمني العظيم “حسين الوائلي” الذي استشهد في غزة وَالذي هو ثاني شهيد يمني في فلسطين إلَّا نموذجا فريد من نماذج الفداء، وتقديم القرابين لله سبحانه وتعالى.. وعلى الطريقة الحسينية المباركة، وَالخُطَى الحيدرية العظيمة.. وهناك في المسجد الأقصى يكون اللقاء.
والعاقبة للمتقين