عملية جيزان (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
مواقعُ تتهاوى وحامياتٌ تُنسَفٌ وأسلحةٌ تُدمّـر وجنودٌ تهوي وتتساقط وبعضهم أعمى الله بصيرته وأحاطت به ذنوبه وقُتل معرضاً عن السلام الذي قد منحه الخصم وإمْكَانات ومعدّات عسكرية ولوجستية مختلفة وبأعداد خيالية تُحرق وكثيرٌ منها ذهب غنائم لله ولرسوله وللمؤمنين.
عملية جيزان الكبرى ملحمة أُسطورية.
(وَأَنزَلَ الَّذیٍنَ ظَـهَرُوهُم مِّن أَهلِ ٱلكِتَـٰبِ مِن صَیَاصِیهِم وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعبَ فَرِیقاً تَقُتلُونَ وَتَأسِرُونَ فَرِیقاً).
هروباً من الموت المحتّم إلى الانتحار المؤكّـد جماعات وفرادى تسابق جنود ومرتزِقة الجيش السعوديّ إلى الانتحار من علوّ شاهق في جبهة جيزان إثر اقتحام مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة مواقعهم في قطاع جيزان الذي كان على موعد مع عملية عسكرية واسعة ينفذها المجاهد اليمني المتسلح دوماً بالحق والدفاع المشروع في مواجهة المعتدين وجحافلهم المرتزِقة.
عملية كبرى وملحمة بطولية وأُسطورية خارقة للعادات ولقوانين الحرب العسكرية هجوماً ودفاعاً، وتقدّم وسيطرة نارية وميدانية واستطلاع جرى من مناطق التماس لمواقع وثكنات العدوّ السعوديّ ومرتزِقته بشقيهم الداخلي والخارجي الذين عاشوا سكرات الموت وما هم بميتين ولكن عذاب الله في دنياهم بأيدي المجاهد اليمني أشد بأساً وتنكيلاً وفي الآخرة عذابٌ أليم وحسرات هي بحد ذاتها عذابٌ شديد.
رأيناهم وشاهدنا حركاتهم البهلوانية منهم من سقط على الخلف ومنهم من تدحرج أُفقياً ومنهم من رمى بنفسه وانتحر عمودياً ومنهم من هوى بنفسه وكاهل ارتزاقه وتوليّه للشيطان إلى مكان سحيق ليصطف المنتحرين في أسفل المنحدر وكأنهم في طوابير عسكرية وبروفات استعراضية لمهارات فردية تفنن أُولئك في تنفيذها كحمر مستنفرة فرّت من قسورة إلى أسفل الجبل تطاردهم لعنة الارتزاق لتبقى جثثهم النتنة طُعماً لضواري الخوبة والجابري ووادي جاره.
وهذا أحدهم سعودي رأيناه بجسمه المنتفخ بالكبسة وقد ساقته نفسه المذنبة بتوليه لشيطان نجدٍ أردته مستلقياً على بطنه وفي خضم المواجهة والحرب المشتعلة وهروب زملائه ورفقائه المرتزِقة مُنح هذا المعتوه السلام من أهل السلام (أسلم تسلم) ارمِ بسلاحك لا تحاول إبداء أية حركة خبث فقد أجهز عليك.
ولدناءته استسلم وإلى حتفه ساقته أقدامه بعد رميه بندقيته الشخصية محاولاً الهروب لينجو بالرغم أنه كان في موقع النجاة تحت أقدام المجاهدين قبل أن يهرب ويجهز عليه من منحه السلام لكان أفضل مما آل إليه مصيره وحظه العاثر بدهاليز الخيانة حتى النخاع.
تلك هي وأعظم ما خفي من أحداث ملحمة جيزان الكبرى التي وبفضل الله استحوذ المقاتل اليمني على مجرياتها، حرّر وسيطر على مواقع تُقدَّرُ بأربعين موقعاً بمساحةٍ إجماليةٍ مئة وخمسين كيلو متراً مربعاً ليطرق أبطالنا أبواب مدينة الخوبة من جديد ليرسلوا لقادة وأمراء العدوان أن تلكم حشودكم وأسلحتهم ومرتزِقتكم ومواقعكم تحت أقدامنا بذلها وارتزاقها وهو المصير الذي ينتظركم جميعاً وقادم الأيّام أعظم بعون الله.
هو حَقٌّ وللحق الغلبة والانتصار (بَل نَقذِفُ بِٱلحَقِّ عَلَى ٱلبَـٰطِلِ فَیَدمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقۚ وَلَكُمُ ٱلوَیلُ مِمَّا تَصِفُونَ).
ولو عُدنا لمتابعة المشاهد وتفاصيل الأحداث لوجدنا المجاهدين أقلَّ عدداً من المعتدين، حَيثُ لا يتجاوز عددُهم الخمسين فرداً وبإمْكَانات ضعيفة جُلَّ أسلحتهم شخصية مقارنة بما يمتلكه العدوّ من عدة وعتاد وجحافل وقطعان شردت مخلفة وراءها الآليات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، إضافة لذلك أجهزة اتصال وكاميرات مراقبة وأجهزة حديثة ووثائق لتكون غنائم لرجال الله في الجيش واللجان الشعبيّة اليمني الذي دائماً ما يتصيد ثغرات المعتدين وعبرها ينجح في تنفيد عملياته العسكرية الواسعة.
حريٌّ بأقوام الارتزاق وقطعانه الشاذة أن يستوعبوا الدروس السابقة ودرس اليوم ليتخذوها عبرة إذَا شاءوا أن يعتبروا لينجوا بأنفسهم من الوقوع في دهاليز العار والهزائم المذلة إذَا أرادوا ذلك عليهم بالعودة الصادقة إلى الله وترك ما هم فيه، وباطلٌ إن استمروا وحتماً ذات المصير هو الذي ينتظرهم إن تمادوا وعبثوا واستمروا على خط الخسة والارتزاق.