غرق مهاجري رأس العارة: بصمات إماراتية على الكارثة

|| صحافة ||

في ظلّ غياب أيّ دور لـ»منظّمة الهجرة الدولية» التابعة للأمم المتحدة، عثرت السلطات المحلية في مديرية رأس العارة الساحلية التابعة لمحافظة لحج على عشرات الجثث التي تعود لمهاجرين أفارقة غير شرعيين كانوا في طريقهم إلى اليمن. وأفادت مصادر محلية بأن أكثر من 70 جثة قذف بها البحر إلى شاطئ منطقة الحجاف في رأس العارة غرب مضيق باب المندب، من أصل 306 مهاجرين غرقوا في حادث اصطدام السفينة التي كانت تقلّهم، بسفينة عسكرية يُعتقد أنها إماراتية، لكون مكان الاصطدام يقع تحت سيطرة القوات الموالية للإمارات في الساحل الغربي لليمن. ووفقاً لأكثر من مصدر، فإن سفينة يمنية تابعة لأحد أبناء تهامة أقلّت، الجمعة الماضي، 306 مهاجرين أفارقة غير شرعيين من ميناء مدينة أوبخ في جيبوتي، وأبحرت نحو 46 ساعة باتجاه اليمن. وقبل وصولها بـ20 ميلاً بحرياً، اعترضتها سفينة مجهولة واصطدمت بها، ما أدى إلى جنوحها وغرق مَن فيها، فيما لاذت السفينة المعترِضة بالفرار. وأشارت مصادر محلية إلى نجاة خمسة مهاجرين فقط، تمكّنوا بمساعدة صيّادين يمنيين من الوصول إلى سواحل منطقة السقياء، إلّا أنهم تعرّضوا للاختطاف من قِبَل ميليشيات موالية للإمارات، وهو الأمر الذي يضاعف الشكوك بمسؤولية السفينة الإماراتية، التي يُعتقد أنها هي نفسها التي أوصلت أسلحة وأجهزة عسكرية أواخر الأسبوع الماضي إلى جزيرة ميون المطلّة على باب المندب، عن الحادثة. يضاف إلى ما تَقدّم أن قوات خفر السواحل الموالية لأبو ظبي، والمنتشرة في المياه المحلية والإقليمية اليمنية في سواحل رأس العارة حتى باب المندب، لم تتعقّب السفينة التي يُعتقد أنها تسبّبت في الحادثة، والبالغ عداد طاقمها خمسة أفراد.

على رغم ما يعانيه اليمن يتدفّق إليه باستمرار المهاجرون غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي

وحذرت مصادر ملاحية في منطقة رأس العارة من وقوع كارثة وبائية من جرّاء تحلّل مئات الجثث من دون انتشالها ودفنها بشكل لائق، مُنبّهة إلى أنه في حال هبوب رياح شمالية غربية على سواحل المنطقة فقد تقع الكارثة، مشيرة إلى أن العشرات من جثث الضحايا ما زالت تطفو منذ يوم الأحد على مسافة تمتدّ من 10 إلى 20 ميلاً بحرياً من شاطئ منطقة رأس العارة التي يصل إليها عشرات المهاجرين غير الشرعيين يومياً. وأفادت مصادر حقوقية في محافظة لحج، بدورها، بأن «العشرات من أهالي رأس العارة شكّلوا فرق مراقبة في الشواطئ، وتولّوا مهمّة جمع جثث ضحايا السفينة التي يقذف بها البحر إلى الشاطئ ودفنها». كما قامت جهات أمنية في المديرية الساحلية باستحداث نقاط لمراقبة الوضع في الشريط الساحلي. ونظراً إلى عدم امتلاك الأهالي والجهات الأمنية الوسائل الكافية لانتشال جثث 231 مهاجراً أفريقياً، كلّفت السلطات المحلية عدداً من الصيادين التقليديين برصد أماكن وجود الجثث، ليفيد هؤلاء بأن جثثاً تُقدّر بالعشرات تطفو على بعد اثني عشر ميلاً بحرياً من موقع ساحل الحجاف، وغرب رأس العارة بمسافة 18 ميلاً بحرياً. وعلى الأثر، أبلغت السلطات المحلية بالأمر عدداً من المنظّمات العاملة في المجال الإنساني، وطلبت مساعدتها في مهمّة الانتشال، من دون أن تلقى استجابة عاجلة. وكان الأهالي أبلغوا «منظّمة الهجرة الدولية» بما جرى، وطلبوا منها الإسراع في إرسال فرقها، إلا أنها لم تستجب لنداءاتهم حتى يوم الأربعاء. وناشدت الجالية الإثيوبية في اليمن، من جهتها، حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، والمنظّمات الدولية، العمل على انتشال جثث المهاجرين.

وعلى رغم ما يعانيه اليمن من حرب وحصار منذ أكثر من ستّ سنوات، يتدفّق المهاجرون غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي، وتحديداً من إثيوبيا والصومال، إلى هذا البلد، بكثافة، عبر البحر. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن اليمن يستقبل قرابة 37 ألف مهاجر أفريقي سنوياً، يتّخذ معظمهم الأراضي اليمنية ممرّاً للعبور إلى الأراضي السعودية للعمل هناك، ويتعرّضون بين فترة وأخرى لانتهاكات جسيمة من قِبَل شبكات تهريب البشر في عرض البحر. وبحسب «منظّمة الهجرة الدولية»، فإن عصابة تهريب ألقت، في آذار الماضي، بما لا يقلّ عن 80 راكباً مِن على ظهر مركب كان يقلّهم في عرض البحر، ما أدى إلى وفاة العشرات منهم. وقالت المنظمة إن حالات الغرق شائعة في المياه الإقليمية قبالة جيبوتي، وهي تشمل عادة مهاجرين من إثيوبيا والصومال يحاولون الهرب من الفقر والحرب في بلادهم نحو السواحل اليمنية، أملاً في العثور على عمل في السعودية.

 

الأخبار اللبنانية

 

قد يعجبك ايضا