الأممُ المتحدة تعتاشُ على أشلاء ودماء أطفال اليمن

|| صحافة ||

تتوالى ردودُ الفعل السياسيَّة الغاضبة حيالَ القرار الأممي الجديد الذي يضافُ إلى سلسلةِ المواقف الداعمة والمساندة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ، حَيثُ أكّـد عددٌ من قيادات الدولة أن إقدامَ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على تصنيف أنصار الله في ما يسمى “لائحة منتهكي حقوق الأطفال”، ما هو إلا اصطفاف أممي جديد في صف العدوان، مشيرين إلى أن المال السعوديّ كان وما يزال المشتري الأول لكل المواقف الأممية المساندة له في عدوانه وحصاره على الشعب اليمني.

رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور قال، أمس في حديث له: إن “قرار الأمم المتحدة بإدراج أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال مدانٌ منا ومن كُـلّ أحرار العالم وهو قرار مُشترى بالمال”.

وَأَضَـافَ رئيس الوزراء “السعوديّة خلال العدوان على شعبنا اليمني اشترت بالمال قراراتِ الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن”.

وأكّـد بن حبتور أنه “رغم وحشية جرائم العدوان على شعبنا إلا أن أبطال جيشنا ولجاننا الشعبيّة التزموا أخلاقياتِ الحرب ولم يستهدفوا في المملكة السعوديّة مواطناً مدنياً واحداً، فضلاً عن الأطفال”.

ونوّه إلى أن قرار الأمم المتحدة بإدراج أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال محاولة للضغط علينا كطرف وطني للقبول بقرارات مخفية ومجحفة.

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن جلال الرويشان: “مؤسفٌ جِـدًّا أن يصل بالأممِ المتحدة التي يعوَّلُ عليها في التزام الحياد، الحد للمساومة وشراء المناصب على حساب دماء وأشلاء أطفال اليمن”.

وَأَضَـافَ الفريق الرويشان “لا نعرفُ كيف يقيس العالَمُ الذي رأى مجزرةً بحق أكثر من خمسين طفلاً قصفتهم السعوديّة داخل حافلة مدرسية ثم يقول إن دول العدوان لا تنتهك حقوق الأطفال “، في إشارة إلى الجريمة المروعة التي ارتكبها العدوان في أواخر العام 2018م بحق أطفال ضحيان.

وأكّـد الفريق الرويشان أن اليمن يراهن على موقف شعبنا الصامد وما صدر عن الأمم المتحدة يضافُ إلى رصيدها المخزي والحافل بالمتاجرة بدماء اليمنيين وغير اليمنيين.

ونوّه إلى أن مواقفَنا ثابتة في الدفاع عن أنفسنا ومد أيادينا للسلام الذي يحفظ لليمنيين عزتهم وكرامتهم ولن تتأثر بهذا القرار أَو غيره.

من جانبه، استنكر وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور طه المتوكل، إقدام الأمم المتحدة على تصنيف أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال وغضها للطرف عن دول العدوان التي تعد القاتل الحقيقي لأطفال اليمن.

وأشَارَ الدكتور طه المتوكل إلى أن وزارة الصحة وثقت في سجلاتها أكثر من 3 آلاف طفل قتلتهم قوى العدوان وجرحت أكثر من 4 آلاف آخرين، بعضهم أُصيبوا بإعاقات دائمة أمام مرأى ومسع العالم.

ونوّه الدكتور المتوكل إلى أن منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة أوقفت كُـلّ أوجه الدعم للطفولة في اليمن في ظل وجود أكثر من 400 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد منهم 80 ألفاً مهدّدون بالموت.

ولفت وزير الصحة إلى أن هناك أكثر من 3 آلاف طفل بحاجة لعملية قلب مفتوح لاستبدال صمامات في ظل الحصار الجائر على بلدنا الذي يمنع دخول صمام واحد إلى البلد في ظل صمت الأمم المتحدة التي تشهد الزور وتشارك في القتل.

وأوضح أن “قرابة 300 طفل يمني يموتون بشكل يومي جراء الحصار المطبق على بلدنا جواً وبراً وبحراً وفي ظل الصمت المخزي للأمم المتحدة”.

وبيّن أن لدى وزارة الصحة في الولادة السنوية حوالي مليون طفل ولا توجد لديها سوى 200 حضانة، متسائلاً “ماذا قدمت الأمم المتحدة التي تتشدق بالطفولة والإنسانية لأجل إنقاذ أطفال اليمن؟”.

بدوره، أدان وزير الخارجية، المهندس هشام شرف، القرار الأممي الجديد، مؤكّـداً أنه وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة المنظمة المناط بها الدفاع عن الحقوق الأَسَاسية للإنسان ومنهم الأطفال كما جاء في ميثاقها، إلا أنها تغض الطرف عن استهداف دول تحالف العدوان التجمعات السكانية وقتل وجرح نحو ثمانية آلاف طفل منذ 26 مارس 2015، فضلاً عن قيام تحالف العدوان ومواليهم بتجنيد آلاف الأطفال والزج بهم في المعارك، واستهداف المدارس والمستشفيات وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال.

وعبّر في صريحات صحفية عن الأسف لرضوخ الأمين العام للأمم المتحدة للعام الثاني على التوالي لضغوط دول العدوان السعوديّ الإماراتي التي تمارسها على الأمم المتحدة بعكس سلفه بان كي مون الذي اعترف بتلك الضغوط.

وأشَارَ إلى أن غوتيريش، لم يأخذ بعين الاعتبار المناشدات التي أطلقتها عشرات المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية في هذا الإطار، متجاهلاً كُـلّ التقارير والبيانات المصورة والموثقة حول استهداف طيران العدوان للتجمعات السكانية.

كما أكّـد وزير الخارجية، أن قرار الأمين العام يمثل المسمارَ الأخير في نعش الآلية التي أنشأها مجلس الأمن؛ مِن أجلِ ردع منتهكي حقوق الأطفال في مختلف دول العالم والتي تم تسييسها بل وأصبحت تدين الضحية وتتغاضى عن الجلاد وتأخذ معيار القوة والثروة والنفوذ داخل أروقة الأمم المتحدة لاتِّخاذ القرارات والمواقف.

ولفت انتباهَ قادة دول العالم الحر وبرلماناتها إلى أن هذا القرارَ سيمنحُ الضوءَ الأخضر لتحالف العدوان للاستمرار في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة بحق أطفال اليمن، كما يجعل مسؤولي الأمم المتحدة شركاءَ في تلك الجرائم.

وجدّد وزير الخارجية التأكيد على احترام حكومة الإنقاذ الوطني لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وحماية وتعزيز حقوق أطفال اليمن وعدم الزج بهم في أية أعمال عسكرية، مُشيراً إلى أن اليمن لا يحتاج لعسكرة الأطفال طالما ولديه رجالٌ باستطاعتهم صد العدوان وإلحاق الهزيمة به وبكل من يسانده.

إلى ذلك، وقف مجلس النواب في جلسته، أمس، برئاسة رئيس المجلس الشيخ يحيى علي الراعي، أمام قرار “أنطونيو غوتيريش” لإدانته ورفضه جملة وتفصيلاً.

وأكّـد البرلمان أنه في الوقت الذي يقتل فيه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الأطفالَ والنساءَ والشيوخ في اليمن يوميًّا على مدى سبع سنوات وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، لم تحَرّك الأمم المتحدة ومجلس الأمن ساكناً تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومجازر وانتهاكات وحصار جائر تجاوزت كافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية وكأن الأمر لا يعنيها، مُشيراً إلى أنه بالرغم من ذلك أسقطت الأمم المتحدة اسمَ السعوديّة من قائمة العار لقتلة الأطفال في اليمن وما ارتكبته وترتكبه من جرائم حرب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم، بالإضافة إلى استبعاد الكيان الصهيوني المحتلّ من قائمة منتهكي حقوق الأطفال في فلسطين.

ولفت إلى أنه وبدلاً عن أن تضطلع الأمم المتحدة وكافة الهيئات والمنظمات التابعة لها بمسؤوليتها في حماية الأطفال وصون حقوقهم من الانتهاكات وإدانة المجرمين والقتلة تقوم بالتغطية على جرائمهم للحيلولة دون تقديمهم للمحاكمة الدولية لينالوا جزاءهم كمجرمي حرب.

وكان ناطق حكومة الإنقاذ الوطني – وزير الإعلام، ضيف الله الشامي قد أكّـد، أمس الأول، أن ما ارتكبه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على مدى أكثر من ست سنوات من مجازرَ مروعة بحق أطفال ونساء وأبناء اليمن كفيل باتِّخاذ موقف أممي رادع.

وتساءل الوزير الشامي: أين دور الأمم المتحدة وأمينها العام مما يحدث لأطفال اليمن؟!، وقال في تصريحات له: “لم نجد من الأمم المتحدة سوى منح صكوك البراءة والأوسمة الإنسانية للمعتدين بل وإخراجهم من القائمة السوداء، كما حدث مع السعوديّة؛ بهَدفِ الحصول على المزيد من الأموال من الدول الثرية والموالية للغرب، وكذا عدم إدراج تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ والعدوّ الإسرائيلي على اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال”.

ولفت وزير الإعلام، إلى أن القرارَ الأممي نفاقٌ واضحٌ ويأتي في إطار منح غوتيريش ولايةً ثانيةً كأمين عام للأمم المتحدة.

وأكّـد الناطق الرسمي للحكومة، أنه كان الأحرى بالمنظمة الأممية أن تعمل على رفع الحصار على اليمن الذي يتسبب كُـلّ يوم وفاة الأطفال وكذا إيقاف المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان بحق أطفال اليمن، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة غير محايدة وتعملُ لصالح الدول الكبرى وتعمل على تنفيذ أجندتها.

ودعا ناطقُ الحكومة وسائلَ الإعلام الوطنية والخارجية والناشطين في مختلف دول العالم إلى كشفِ جرائم تحالف العدوان بحق أطفال اليمن منذ بداية العدوان ليرى العالَمُ حجمَ الكارثة الإنسانية وفضح تغاضي الأمم المتحدة عنها خدمةً لقوى الاستكبار والثراء العالمي.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا