من كهبوب وصرواح إلى حرض .. مثلث النصر يتسع على امتداد الوطن
موقع أنصار الله ||مقالات || عابد المهذري
- من ذباب باب المندب(جبهة تعز) جنوب غرب اليمن .. يمتد خط بطولات الجيش واللجان الشعبية ليصل شرقا بإتجاه صرواح ، نهم ؛ المتون(جبهة مارب) .. ومنها الى شمال غرب البلاد حرض ، ميدي(جبهة الحدود) .. راسما خطوط مستقيمة لمثلث الانتصارات اليمنية على تحالف العدوان السعوامريكي المتصهين وعملاءه ومرتزقته .
في العشرة الأيام الماضية قام العدو في الثلاث الجبهات بشن أكبر الزحوفات العسكرية بمشاركة الآلاف من جنوده ومقاتليه .. مستهدفا أماكن تموضع وتمترس أبطالنا وسعيا من الأعداء للتقدم والسيطرة على مواقع حربية ونطاقات جغرافية بميدان المعركة .. بحثا عن نصر وطمعا في احراز نتيجة تتناسب مع ما حشده لتنفيذ عملياته القتالية من عتاد بشري وتمويل لوجستي متكامل وترسانة أسلحة ضخمة لتحقيق ما يخطط له .. فلم يحصد غير الخسارة والهزيمة المذلة.
لقد تصدى رجال الله لزحف قوات العدوان المسنودة بالطيران .. وكسر أضخم زحوفاتهم الكبرى .. ابتداءا من التحشيد والزحف في أسفل فرضة نهم والمجاوحة وحزم الجوف عبر معسكرات كوفل وماس التي استهدفتها صواريخ الابطال البالستية وقضى على المئات منهم ومثلهم ضعفين لقوا مصرعهم برصاص مقاتلي الجيش واللجان .
ومرورا بالزحف والتحشيد بالاتجاه الجنوبي على الساحل التهامي في محور كهبوب حيث باغتهم مؤخرا بالستي من نوع توشكا أودى بقرابة مئتين من قيادات ومجندي العدو سقطوا بين قتيل وجريح لتتضاعف أرقام فاتورة الخسران للمرتزقة عقب يومين من مقتل قرابة مائة خلال غوسع زحف قاموا به وكان أعلى كلفة عليهم في حصيلة الضحايا ومرارة الانكسار دون انجاز اي نتيجة .
وأمس كانت النهاية في حرض/ ميدي مأساوية للأعداء أشد من بداية مآسيهم في ذباب وكهبوب ونهم وصرواح ومفرق الجوف وهيلان ؛ وقبلها بشهر في عسيلان شبوة وزاهر البيضاء .
القتلى بالمئات والجرحى بلاعدد في يومين فقط .. هكذا يعترف المرتزقة العملاء بما حل بهم في معركة حرض الأخيرة .. حدا جعلهم عاجزين عن اخفاء الكارثة والتكتم على تفاصيلها .. فخرجوا يتلاومون من شدة الألم ويتبادلون الاتهامات ويختلقون المبررات والاسباب .. والحسرة الموجعة لسقوط المئات من مقاتليهم في زحوفات الأيام الماضية تخنقهم بغصة الانهيار والاندحار المخزي .
لقد أعدوا للهجوم على حرض / ميدي منذ فترة لابأس بها واستعدوا وجهزوا للأمر بشكل كافي للحسم .. خاصة وهم ينطلقون في الزحف من داخل الأراضي السعودية ومدعومين بطائرات الاباتشي وسرب من مقاتلات F16 وأرتال من مجنزرات ومدرعات البرادلي والابرامز المتطورة ولواء مدفعية مجوقل يشارك في المواجهة الفاصلة الى جانب مشاركة قوات بحرية اجنبية بالقصف من محاذاة الشريط الساحلي للبحر الأحمر .. وفي الأخير انتصر المقاتل اليمني الأشعث الأغبر وسطر ملحمة قل نظيرها في فنون الحرب .
مسرح المواجهة في محور حرض/ ميدي ؛ صحراوي مفتوح التضاريس وقاسي الطقس لارتفاع درجة حرارة الصيف .. بينما الطبيعة الجبلية تسيطر على مسرح القتال في محور مأرب/الجوف ومحور تعز/لحج .. ولنوعية المنطقة وخصوصية تكتيك هذه المعركة ؛ لم يتم اسناد جبهة حرض بضربات صاروخية باليستية على غرار ما جرى في جبهتي الشرق والجنوب ؛ في حين تم اطلاق بالستيان على معسكر في نجران وقصف موقع ابومضي وصامطة الواقعة على الشريط الحدودي .
مع ذلك كان انتصار ابطال الجيش واللجان الشعبية في حرض ؛ كبيرا وكاسحا قياسا بحصيلة ما خسر فيه العدو من عتاد وعدة .. وكذا للدلالات الهامة التي يحملها انتصار رجال الله هناك .. نظرا لارتباطه الحيوي بالحرب المباشرة مع العدو السعودي داخل حدوده وماورائها ؛وفي عمق أراضيه وما بعدها .. لأن معركة حرض لم تنتهي فقط بسحق الأعداء واحباط زحفهم .. بل امتد ليشمل التوغل للأمام في أرض العدو والسيطرة على عدد من المواقع العسكرية والقرى في جيزان .
لا زال مثلث الانتصارات اليمنية يتسع كل يوم ويتعاظم في كافة الجبهات وجميع الجهات مع كل معركة وموقعة .. فيما دائرة العدوان تضيق وتنحسر ويتضاءل نصف قطرها المتبقي مع تلاشي وتآكل نصف القطر الآخر .