الشهيد السنباني.. ضحية الحصار!

|| صحافة ||

أَدَّى اختطافُ وتعذيبُ ومقتلُ الشاب العشريني عبدالملك أنور السنباني العائد إلى أرض الوطن بعد رحلة اغترابٍ في الولايات المتحدة الأمريكية دامت 8 سنوات، على أيدي مِليشيا الاحتلال الإماراتي بلحج، الخميسَ المنصرمَ، والتي لا تزالُ تداعياتُها قائمةً حتى اللحظة بعد أن هزت الشارع اليمني من هول فظاعتها، إلى ارتفاع أصوات الشعب اليمني بضرورة فك الحصار السعوديّ الأمريكي عن مطار صنعاء، حَيثُ تفاعل مئاتُ الآلاف من الناشطين والمواطنين والمغتربين مع هشتاق #فتح_مطار_صنعاء_مطلب_كل_اليمنيين، مؤكّـدين أن فتحَ المطار مطلب إنساني مُلِحٌّ لحماية المسافرين اليمنيين من الابتزاز والإهانة والقتل.

وعلى نطاق شعبي واسع، لا تزال الحادثةُ الأليمةُ التي تعرض لها الشاب السنباني على أيدي القتلة والمأجورين الموالين للاحتلال في نقطة تفتيش بمنطقة طور الباحة، حديثَ الشارع، لا سِـيَّـما بعد أن سرَّبَ ناشطون تسجيلات صوتية لوالدة المغدور به وهي تصرخ مطالبة عودة ابنها الغائب عنها سنوات طويلة إلى أحضانها كما كان يفعل صغيراً، كما أن هذه الجريمة نكأت جراح آلاف المغتربين خارج الوطن الذين نشروا تجاربهم المريرة مع نقاط التفتيش في المحافظات المحتلّة، داعين إلى فتحِ مطارِ صنعاءَ الدولي؛ للحدِّ من الجرائم وعمليات الابتزاز التي يتعرضون لها أثناء عودتهم من بلدان الاغتراب.

 

المجلسُ الإجرامي

وسلّطت جريمةُ مقتل السنباني الضوءَ على جرائمَ أُخرى يرتكبها ما يسمى المجلس الانتقالي الإجرامي بعد أن كانت غائبةً عن الإعلام والرأي العام، حَيثُ كشفت مصادر إعلامية، أمس السبت، عن اعتقال مرتزِقة أبو ظبي 4 طلاب مبتعثين ينتمون إلى المحافظات الشمالية فور وصولهم إلى مطار عدن الدولي قبل أَيَّـام، ما يؤكّـد أن تلك الجرائم تأتي وفق مخطّط ممنهج لصالح تحالف العدوان؛ بهَدفِ نشر المناطقية وزرع الأحقاد بين أبناء البلد الواحد وتدمير النسيج الاجتماعي.

ووفقاً للمصادر، فقد قامت ميليشيا أبو ظبي المكلَّفة بحراسة مطار عدن الدولي خلال الأيّام الماضية باعتقال كُلٍّ من الطلاب “حسام طارق عبدالرحمن الشيباني، يحيى منصور العريقي، إبراهيم أحمد محمد الشهاري، أحمد معين أحمد عبدالرحمن” بطريقة مهينة وبدون مبرّر ووجه حق بعد وصولهما مطار عدن قادمين من ماليزيا.

وأشَارَت المصادرُ إلى أنه تم نقلُ الطلاب المعتقلين إلى سجنٍ تابعٍ لما يسمى الحزام الأمني في مدينة عدن المحتلّة ولا يزالون يقبعون فيه حتى اللحظة بتهم كيدية ومن أجل ابتزازهم وأسرهم مالياً.

 

قبيلةُ سنبان تهدّدُ بالتصعيد

وعلى الصعيد الشعبي والقبلي، دعا أبناءُ مدينة سنبان التي ينتمي إليها الشابُّ الشهيد عبدالملك السنباني، والتابعةُ لمديرية عنس بمحافظة ذمار، أحرارَ اليمن إلى الوقوف صفاً واحداً للتصدي لقوى العدوان ومرتزِقتها، ووضعِ حَــدٍّ لجرائمها بحق أبناء الشعب، محملين تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته، مسؤوليةَ جريمة قتل الشاب عبدالملك في إحدى النقاط التابعة لهم في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج، أثناءَ عودته من غربته بالولايات المتحدة، مبينين أن كُـلَّ الخيارات ستكونُ مفتوحةً أمام أهالي مدينة سنبان، ومديرية عنس، واتِّخاذ الإجراءات التصعيدية اللازمة في حال عدم القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.

وأكّـدت قبيلة سنبان في اجتماع عُقد، أمس السبت، بالعاصمة صنعاء، برئاسة الشيخ عبدالرحمن صالح الأعضب، أن هذه الجريمةَ من جرائم الفساد في الأرض، حَيثُ أقدمت العصابةُ المسلحةُ بقيادة المدعو فاروق الكعلولي -قائد ما يسمى اللواء التاسع صاعقة، الموالي للاحتلال الإماراتي- بالتقطع للشاب السنباني وتعذيبه وقتله ونهب أمواله.

وأشَارَ أبناءُ سنبان إلى أن الحِصارَ المفروضَ على اليمن وإغلاقَ مطار صنعاء الدولي، من الأسباب الرئيسية لهذه الجريمة، فضلاً عن إثارة الفتنة بين أبناء المجتمع اليمني، لافتاً إلى أن الجريمة وغيرها من الأعمال غير المشروعة التي تمارسها قوى العدوان ومرتزِقتها مخطَّطٌ لها؛ لتمزيق النسيج الاجتماعي، مثمنين مواقفَ كافة الأحرار في الشمال والجنوب إزاءَ هذه الجريمة، داعين الجميعَ إلى التكاتُفِ والمطالَبة بالقبض على العصابة وتسليم أفرادها للعدالة؛ لينالوا جزاءَهم الرادع، وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.

 

العزّي يحمِّلُ أمريكا المسئولية

وبعد ساعات من تصريحات محمد عبدالسلام -رئيس الوفد الوطني المفاوض- المندّدة بالجريمة البشعة، والمؤكّـدة بأن لا حوارَ قبل إنهاء العدوان والحصار وفتح مطار صنعاء الدولي، حمَّلَ حسين العزي –نائبُ وزير الخارجية في حكومةِ الإنقاذ الوطني- أمس السبت، أمريكا مسؤوليةَ مقتل الشاب عبدالملك السنباني.

وَأَضَـافَ العزي في تغريدة على صفحته بتويتر: “قتلته أمريكا بحصارها، وإغلاقِها مطارَ صنعاء وحرمان ملايين اليمنيين من السفر الآمن، وقتله المجتمعُ الدوليُّ بالصمت المخزي والاعتراف المقيت بهادي ومحسن وشركاء شرعيتهم الزائفة (القاعدة وداعش واللصوص ثانية)”.

وأوضح نائبُ وزير الخارجية، أن جريمة مقتل السنباني على أيدي ميليشيا الانتقالي، يؤكّـد سلامة وعدالة منطق صنعاء، وواقعية وموضوعية رؤيتها للسلام والتي تقضي بفتح المطارات والموانئ وإنهاء الحصار، وعدم ربط الجانب الإنساني بجوانب الصراع السياسي أَو العسكري، مبينًا أن إنهاءَ الحصار ضرورةٌ إنسانيةٌ واستحقاقٌ قانوني للشعب، ومن شأنه أن يبنيَ الثقة ويوفر الأجواءَ الداعمةَ لنجاح أية مفاوضات.

بدوره، استنكر أحمد جريب -محافظ لحج المعين من حكومة صنعاء- جريمةَ التقطع والحرابة التي ارتُكبت بحق المغترب اليمني عبدالملك السنباني، من قِبل عصابات إجرامية تابعة لدول تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي في مديرية طور الباحة.

وأكّـد المحافظ جريب، في تصريح، أمس السبت، أن جريمة العدوان وأدواته بحق المغترب السنباني وصمةَ عار في جبين كُـلّ القوى السياسية الموالية للعدوان في المحافظات الجنوبية، وعيبٌ أسودُ بحق قبائل الصبّيحة الذين سمحوا للصوص وقطاع الطرق أن يتخذوا من أراضيهم معاقل للإرهاب، وساحات للنهب وقتل المسافرين الآمنين.

وطالب محافظ لحج، مشايخ الصبيحة بإدانة هذه الجريمة والتحَرّك الجاد للقبض على القتلة، وطرد كافة المليشيات الهجمية التي أساءت إلى قبائل الصبيحة المعروفة بعاداتها وتقاليدها الرافضة لهذه الممارسات الإجرامية الداخلية على المجتمع اليمني، محملاً دول العدوان والمليشيات التابعة لها في المناطق المحتلّة من المحافظة مسؤولية هذه الجريمة التي أدمت القلوب، وأساءت إلى أحرار المحافظات الجنوبية، مبينًا أن العدالة ستطال المجرمين ومن يقف وراءهم ولو بعد حين، لافتاً إلى أن أحرار المحافظات الجنوبية في الداخل والخارج يشاطرون أسرة المغدور به، الشهيد الأعزل عبدالملك السنباني، الأسى.

 

عملٌ جبان

وفي سياق التنديدات الرسمية، أدانت وزارةُ حقوق الإنسان بصنعاء، جريمةَ قتل المغترب العائد من الولايات المتحدة الأمريكية عبدالملك السنباني في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج على أيدي مليشيات مسلحة تابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي.

وقالت الوزارة في بيان، أمس السبت: إن ما تعرض له المغترب السنباني من أعمال اختطاف تعذيب وقتل ونهب أمواله ومقتنياته، عملٌ جبانٌ وجريمةٌ تأتي ضمن جرائمِ وانتهاكاتِ تحالف العُدوان ومرتزِقته، وتخالفُ قواعدِ وأحكامِ القانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ، واتّفاقيَّاتِ جنيف الأربع.

واستنكر البيانُ استمرارَ تحالفِ العُدوان بقيادةِ أمريكا والسعوديّة والإمارات ومرتزِقتها المأجورينَ في ارتكاب أبشعِ الجرائم والانتهاكاتِ في حقِّ أبناء الشَّعبِ اليمنيّ، وما ترتكبُهُ جماعاتٌ مُسلحةٌ مدعومةٌ ومدفوعةٌ من العُدوان في حَقِّ المُواطنينَ المُسافرينَ والعائدينَ إلى الأراضي اليمنيَّة عبرَ المطاراتِ الواقعةِ تحتَ سيطرتها وما تمارسُه ضدهم من جرائمَ وانتهاكات بشعة.

وحمّلت حقوقُ الإنسانِ تحالُفَ العدوان السعوديّ ومرتزِقته كاملَ المسؤولية عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي يتعرض لها أبناءُ اليمن سواءٌ عبرَ العمليَّاتِ العسكريَّةِ المُمنهجةِ أَو الحصار الخانق، وإغلاق مطار صنعاء، كما حمّلت أَيْـضاً الأمم المتحدة ومجلس الأمن المسؤولية عن جرائم العُدوان من خلال الصمت المخز عن ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم حرب وَحصار خانق منذ سبع سنوات.

وطالبت المنظماتِ الدوليةَ الحقوقيَّةَ والإنسانيَّةَ والقانونيَّةَ بالوقوفَ معَ الشَّعب اليمنيّ، والضَّغط على مجلسِ الأمن لتقديم مُرتكبي كُـلّ الجرائم والانتهاكات إلى المحاكم الدوليَّةِ، لينالوا الجزاء الرادع.

 

جريمة بحق كُـلّ اليمنيين

إلى ذلك، أدانت الحملةُ الدوليةُ لفَكِّ حصار مطار صنعاء جريمةَ قتل المغترب اليمني عبدالملك السنباني في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، من قبل مليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي التابع للاحتلال الإماراتي.

وأشَارَت الحملة في بيان، أمس السبت، إلى أن هذه الجريمةَ لا تَخُصُّ آل السنباني فقط، بل جريمةٌ بحق كُـلّ اليمنيين، وتهدّدُ كُـلَّ أبناء الجالية اليمنية في العالم، وكل يمني يعودُ إلى بلده عبر الأراضي اليمنية المحتلّة من قبل العدوان، محملةً دولَ العدوان وعلى رأسها أمريكا وكذا الأمم المتحدة مسؤوليةَ دم المعتدى عليه السنباني ظُلماً وعُدواناً دون أي ذنب سوى أنه اشتاق لبلده وعاد عبرَ مطار عدن بعد أن أغلق العدوانُ وبدعم من المجتمع الدولي مطارَ صنعاء الذي يعد الشريان الوحيد لاستمرار كافة نواحي الحياة للشعب اليمني لإنقاذ مرضاه ووصول الدواء وتواصل أبناء اليمن مع ذويهم من الجاليات في بلاد المهجر.

ودعا البيانُ كُـلَّ أبناء الجالية اليمنية والجاليات العربية والإسلامية وكُلَّ حُــرٍّ في أمريكا والعالم للخروج تنديداً بهذه الجريمة المخزية والمطالبة بحمايةِ حَقِّ المدنيين اليمنيين وَبفتح مطار صنعاء الدولي كمطلَبٍ إنساني وحَقٍّ مشروعٍ وحاجة ملحة، كما طالبت قيادةُ الحملة كُـلَّ فِرَقَها في أمريكا والعالم للتحَرّك السريع لفضح هذه الجريمة في حق الشعب اليمني والتي تؤكّـدُ أن العدوانَ يَستهدِفُ اليمنيين بأُسلُـوبٍ عنصري مقيت، إذ إن الشهيدَ السنباني كان يحملُ الجنسيةَ الأمريكية.

وتعهَّدت الحملةُ في بيانها بالاستمرارِ في عملِها لتعريةِ وفضحِ جرائمِ العدوان والمطالبة بفتح مطار صنعاء والأخذ بثأر الشهيد السنباني.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا