ثورة ٢١ سبتمبر.. حريّة واستقلال
موقع أنصار الله || مقالات || محمد بلحوت
إن هذا الصمود الأُسطوري كُـلّ هذه السنوات في مواجهة العدوان لهو واحد من تجليات ثورة ٢١ سبتمبر المباركة ومن مصداقيتها الأكيدة بأنها ثورة ضد الوصاية، وثورة لنيل الحرية والاستقلال، وثورة لإعادة بناء الدولة على أسس من العزة والكرامة والسيادة والعدالة الاجتماعية.
يا شعبَ اليمن المجيد.. لقد فجرتَ ثورةً يتعاظم أمرُها مع مر السنين، ويتأكّـد مع مضي الزمن كم كانت من أهم وأرقى وأنبل وأعظم الثورات والتي أنجزَها شعبنا بإرادَة وطنية خالصة وكانت تحولاً استراتيجيا بعيد المدى وبعيد الأثر على طريق الاستقلال المنشود.
إن ما نادت به وتنادي به ثورة ٢١ سبتمبر هو الكرامة والسيادة، وذلك مطلب محق ومشروع لكل شعوب العالم، وما كانت عليه البلاد قبلاً من وَصاية أجنبية وحكومة خاضعة للهيمنة الخارجية يتعارضُ كليًّا مع تاريخ اليمن وثقافة وهُــوِيَّة الشعب اليمني المسلم العزيز بانتمائه إلى دين عظيم يربي الأمم على الكرامة الإنسانية وعدم الخضوع لطواغيت الأرض.
لقد أفشلت ثورة ٢١ سبتمبر مشاريعَ التجزئة والأقلمة ومنعت الخارج المتربص أن يمزِّقَ اليمن إلى كنتونات متصارعة، وفتحت أمام الشعب اليمني أفقاً واسعاً لاستعادة الكرامة الوطنية، وأن ثورة كثورة ٢١ سبتمبر في سمو أهدافها وعلو شأنها لَحَرِيُّ بشعبها أن يباهيَ بها كُـلّ العالم وأن يقفَ بها شامخاً مرفوع الرأس أمام كُـلّ الأمم.
ومن إنجازات هذه الثورة المباركة أنها أسست لنهضة حقيقة قوامُها الاكتفاءُ الذاتي والإنتاج الوطني كما هو حاصلٌ في المجال العسكري والأمني وتسعى في المجالات المدنية لتُحقّق نهضةً حضاريةً شاملة قائمة على الحرية والسيادة والاستقلال الكامل.
إن ما تفخر به هذه الثورة وحرصاً منها على صون النسيج الاجتماعي اليمني الواحد أنها مدَّت يدَ السلام والإخاء للجميع ودعتهم للمشاركة في تحمل المسؤولية وخدمة اليمن، مبرهنة على ذلك باتّفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعُه بحضور الأمم المتحدة، وكانت فرصة خلّاقة للتشارك البناء في حمل المسؤولية الوطنية.
أيها الشعب اليمني العظيم لقد جاء العدوان الأمريكي السعوديّ الظالم على بلادنا؛ لكي يُفشِلَ ثورة ٢١ سبتمبر ويمنعَها من مواصلة مسارها التحرّري ومحاولة إعادة الوصاية على البلد، لكن هذا الشعب العظيم وبهبته التاريخية للدفاع عن ثورته المباركة تمكّن من إسقاط أهداف العدوان من أول وهلة، ورغم تمادي العدوان فلم يحقّق المعتدون أياً من أهدافهم بل نراهم يغرقون في وحل الهزيمة وتحيط بهم الأزمات والتصدعات من كُـلّ جانب.
إن شعبَنا اليمني وفي العيد الـ7 لثورة 21 سبتمبر لَيؤكِّـدُ أنه ماضٍ في ثورته وغيرُ متوقف في منتصف الطريق، ومُستمرٌّ في معركة التحرّر الوطني حتى دحر المحتلّين وتحرير كُـلّ شبر محتلّ في وطننا الحبيب، ويؤكّـد أن هذه الثورةَ ستستمر وتتعاظم، ولن يستطيع أية طاغية في الأرض النيل منها مهما بلغ من قوة وجبروت.