معركةُ التحرّر وحتميةُ الانتصار
موقع أنصار الله || مقالات || مصطفى العنسي
انطلاقاً من قول الله تعالى (نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيب) نستشرف الأحداثَ على ضوء الوعد الإلهي الذي نرى مصاديقَه ماثلةً أمامنا.. فحالُ مرتزِقة العدوان اليومَ كما قال الله (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِين) في تخبطهم أمام نصر الله وتأييده لمجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة نراهم يعيشون أصعبَ وأمرَّ اللحظات في حياتهم، فاللهُ هو من حال بينهم وبين قلوبهم (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ).
وضعُهم لا يحسدون عليه من كُـلّ الجوانب أمنيًّا وعسكريًّا انهاروا وتلاشت جموعهم وبدّد الله قواهم وبشكل عجيب يعجز اللسان والبيان عن وصف حالهم.. إنه الله ولا سواه حاضرٌ في المعركة وهو من يدبر فيها لجنوده وأنصاره (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ، إذ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِه)..
كذلك وضعهم الاقتصادي مُــزْرٍ.. انهيار متصاعد للعُملة وغلاء فاحش في الأسعار جعلت المواطنين الذين يرزحون تحت إدارة الاحتلال ومرتزِقته يخرجون عن صمتهم وينتفضون.. فلا أمن ولا استقرار في المناطق المحتلّة وهذا يمهد الطريق لتحرير كُـلّ تلك المناطق من دنس الغزاة والمحتلّين ومن براثين العمالة والارتزاق وإعادة الأمن والاستقرار إليها كواجب ديني ووطني..
يجب أن نستشعرَ فضلَ الله علينا كشعب يمني أنه حاضر معنا ومع إرادَة قائدنا يحقّق لنا وعدَه الصادقَ ويهيئ لنا الظروفَ والأسباب لتحقيق ما وعد به قائدُنا السيد القائد -يحفظه الله-، حَيثُ رسم استراتيجية جديدة في مواجهة العدوان ودحر الاحتلال عنوانها (استراتيجية التحرّر الشامل) هذا التوجّـه من قيادتنا أربك قوى العدوان ومرتزِقتهم وخلط أوراقهم وأفشل خططهم وجعلهم يرتجفون ويطالبون شعبنا بالتوقف عن تحرير أرضه ودحر مرتزِقتهم الخونة وجماعاتهم التكفيرية.. إنه من الغباء الشديد فالشعب اليمني سئمكم أيها المعتدون.. وسئم دعواتكم للسلام الكاذب ومساومتكم له طيلة 7 أعوام وأنتم أمام كُـلّ انتصار يتحقّق لشعبنا ترفعون قُبعةَ السلام التي تشبهُ قبعات اليهود فيما تحمله من مكر وخداع وحيل.. فلم يعد شعبنا يهتم لأية دعوات دولية أَو أممية؛ لأَنَّها كلها تخدم العدوان فيما تحمله من تبرئة الجلاد واتّهام الضحية..
اصْحُوا أيها المعتدون فالشعب من أقصاه إلى أقصاه أصبح يحمل الوعي الكافي في مواجهتكم ولن يتراجع عن معركته التحرّرية حتى تحرير كُـلّ شبر من أرضنا.. فإذا كنتم صادقين وتريدون الحفاظ على ماء وجوهِكم فأوقفوا العدوان وارفعوا الحصار؛ لأَنَّكم أنتم من شن الحرب وبدأها وليس الشعب اليمني هو من اعتدى عليكم.. ووقف العدوان لا يحتاج مناقشاتٍ وإملاءاتٍ وشروطاً أنتم من بادرتم بشن الحرب والعدوان على شعبنا.. وأنتم من تملكون إيقاف عدوانكم.. أما الشعب اليمني فهو في موقع الدفاع المقدس وليس في موقف المعتدي حتى تطلبوا منه أن يتوقفَ عن الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته التي استبحتموها.. كما أن إعادتكم دعوات السلام للواجهة هو الخداعُ والمكر بعينه.. نحن في موقع المنتصر بالله وليس المنهزم حتى تساومونا بالسلام المشروط.. يجب أن تغيّروا من سياستكم معنا فلم تعد تنطلي علينا وسائلُ مكركم وأساليب خداعكم.. فشعبنا ماضٍ في معركته التحرّرية وهو يثق ويؤمن بحتمية انتصاره.. حتى تخرجوا من أرضنا صاغرين مهزومين وتولوا هاربين إلى أوكار أسيادكم والتي هي الأُخرى لن تكونوا فيها في مأمن من ضربات الصواريخ والطيران المسيّر الذي سيلاحقكم ويلاحق أسيادكم.. وَستدركون حجمَ خسارتكم ونتيجة عدوانكم وإن غداً لناظره قريب.