انعكاس سياسة النظام السعوديّ ومآله الحتمي
موقع أنصار الله || مقالات || مصطفى العنسي
استمرار الانزلاق في وحل الإجرام ومستنقع الطغيان لا يزال سيد الموقف من النظام السعوديّ المأجور والمدفوع أمريكياً وإسرائيلياً وبريطانياً لخوض عدوانه فهم من يملكون قراره ويقفون من ورائه..
فما يمارسه من إجرام وطغيان وحصار وتجويع بحق شعبنا اليمني وما ينفقه من تمويل لحربه الظالمة.. سينحدر به نحو انهياره اقتصاديًّا وعسكريًّا وأمنيًّا وهذا سينعكس على إخوتنا وأشقائنا في نجد والحجاز من يكابدون الظلم والقهر والكبت والحرمان من نظام آل سعود..
عندما نتابع التعسفات والظلم والحرمان الذي يتعرض له إخوتنا في نجد والحجاز فَـإنَّنا نتألم ونحزن لحالهم نحمل همهم ونعيش آلامهم..
إذ يعمد النظام السعوديّ على تعويض خسارته الاقتصادية من قوتهم ويحملهم تبعات إخفاقاته وهزائمه ويجعلهم يدفعون ضريبة هسترته رغم أنهم أصحاب الأرض والثروة..
لماذا يفرض عليهم إتاوات وضرائب ويخنقهم اقتصاديًّا ويضيع ثروتهم بسفاهة وبلا عقلانية؟
لأنه لا يقيم لهم وزناً ولا يحسب لهم قيمة ولا يتعامل معهم كشعب وإنما جعلهم طوعاً له والكل يعرف كيف احتل آل سعود نجد والحجاز وكيف طوعوا أهلها بالظلم والإجرام.. لقد سفكوا دماء عشرات الآلاف ليستقر حكمهم على بحيرة من الدماء وحديقة من الأرواح التي أزهقوها وللأسف لم يوجد حينها من يقول لهم: (بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) بل أصبح حال آل سعود كما قال الله: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُم أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرض وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولئك الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم).
لا يحق لنا بحكم أصالتنا التاريخية والإسلامية أن نسمي قبائل نجد والحجاز بالشعب السعوديّ كما يسميهم النظام السعوديّ نسبة لأسرته.. فهو مُجَـرّد محتلّ لهم يتشابه مع الكيان الصهيوني في الهدف والموقف وفي الممارسة والسلوك..
لذلك نجزم ونقول إن النظام السعوديّ لا يمثل قبائل نجد والحجاز وليسوا منسوبين إليه لا جغرافياً ولا سياسيًّا ولا دينياً ولا قبلياً ولا تاريخيًّا.. وإنما هو محتلّ يتعامل معهم كما يتعامل الصهاينة مع الفلسطينيين..
كان المفترض أن ينعم إخوتُنا في نجد والحجاز بحياة رغدة ويهنأوا ببركة ثرواتهم وبركة أرضهم الطيبة التي باركها الله لهم استجابة لدعوة نبيه إبراهيم (عليه السلام): (إِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قليلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) آل سعود كفروا وحولوا تلك النعمة إلى نقمة واستأثروا بها واستعانوا بها لصالح أعداء الأُمَّــة في محاربة الإسلام وتزييفه وتشويهه..
كان دعاء نبي الله إبراهيم لذلك البلد لما يمثله من معالم دينية، حَيثُ يحتضن شعيرة الحج التي هي ركن من أركان الإسلام.. ولكي ينعم ذلك البلد بالخيرات والبركات لما له من أصالة دينية كمجمع ديني لكل المسلمين..
وليس ليعربد فيه آل سعود برجسهم وكفرهم ويدنسوه بالمراقص والملاهي التي يقيمون فيها وبجوار المقدسات سهرات المجن والسكور وحفلات العهر والفجور.. لقد تجرأوا على الله وأغلقوا أبواب بيته الحرام أمام كُـلّ المسلمين في عملية صد غير مسبوقة في تاريخ الإسلام.. واستبدلوا موسم الحج بموسم الرقص والعربدة والدعارة..
أليسوا هم من يجنون على أنفسهم بهذا الاستخفاف والاستهتار؟! بل يجنون على الأُمَّــة بكلها فالأمة الإسلامية اليوم معنية بأن تدافع عن مقدساتها وعن بيت الله الحرام الذي جعله الله: (مَثَابَةً لِلنَّاس وَأَمْنًا).
يجب أن يكون للمسلمين موقف من آل سعود وإلا فالعقوبة قد تكون شاملة (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}
السكوت لا يجدي أمام هذا السرطان الذي يتفشى مشروعه الوهَّـابي كما يتفشى مشروع الصهيونية..
كما يجب أن ينفض المسلمون عن أنفسهم غبار الصمت فالجمود والسكوت يعتبر خيانة لقضايا الأُمَّــة.. يكفي تنصلاً وتجاهلاً للمظلومية التي يعيشها الشعب اليمني والشعب الفلسطيني.. فقد يرقى موقف الصامتين إلى مستوى الشراكة في الظلم ويكونوا شركاء مع الصهاينة وآل سعود في دماء أطفال ونساء اليمن وفلسطين..
أما مشروع آل سعود فهو أقرب إلى السقوط وهذا العقد الثالث والعشرون سيشهد تغيرات كبيرة في حتمية تحقّق المآلات الثلاث التي وعد بها الله في كتابه وأكّـدها السيد القائد -يحفظه الله- على لسانه، فقد بدأت مؤشرات هزيمة الكيان الصهيوني تلوح في الأفق كما أصبحت خسارة من يتولونه كالنظام السعوديّ وغيره من الأنظمة العميلة والمنافقة على هاوية السقوط فيما حزب الله المؤمنين الواثقين بالله في ظهور متصاعد تزداد منعتهم وقوتهم واتساعهم وتتسارع الانتصارات على أيديهم ويحظون من الله بالتمكين وهم في طريقهم ليستخلفهم الله في أرضه ويجعلهم الوارثين..