فجر الانتصار.. تحرير مارب قاب قوسين أو أدنى بفضل الله

|| صحافة ||

من جهة الجوف والبيضاء والمناطق المحاذية لها من شبوة، تصير مارب أو ما تبقى منها تحت السيطرة النارية، الأمر الذي يجعل من استكمال تحريرها من قبل الجيش واللجان الشعبية قاب قوسين أو أدنى.

بالإنجاز العسكري الذي حققه الجيش واللجان وكشف عنه ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، يوم أمس وتحرير 600 كيلو متر مربع بعملية فجر الانتصار وصولاً إلى مشارف مارب ، دخلت معركة التحرير للأراضي اليمنية انعطافة هامة واستراتيجية لجهة سهولة المضي قدما نحو باقي المناطق المحتلة ، وباتت مدينة مارب قاب قوسين أو أدنى من التحرير.

إعلان العميد سريع تضمَّن تحريراً كلياً للمناطق بدءاً بالمناطق التي حُرِّرت بعملية البأس الشديد وصولاً إلى سد مارب ، قبل ذلك سبق وأن كشف العميد يحيى سريع عن تحرير محافظة البيضاء، في إطار عملية «فجر الحرية»، لتصير البيضاء محافظة محررة بالكامل ، بما تمثله من أهمية استراتيجية بالغة لكونها تتوسط عدة محافظات، فمن الشمال أجزاء من محافظتي مارب وشبوة، ومن الشرق أجزاء من محافظتي شبوة وأبين، ومن الجنوب أجزاء من محافظات: أبين ولحج والضالع، ومن الغرب أجزاء من محافظات: الضالع وإب وذمار، ومن الشمال الغربي جزء من صنعاء، ولذلك راهن تحالف العدوان على هذه المحافظة كثيرا كقاعدة تنطلق منها عمليات أدواته إلى المحافظات المختلفة.

الحسم أقرب

صار الحسم أقرب لصالح الجيش واللجان، فبعد تحرير الجوف في إطار العملية التي أطلق عليها «فأمكن منهم» وأعلن عنها في 18 مارس 2020، استمرت عملية التحرير وصولا إلى مارب التي فقد فيها عملاء العدوان 90% من جغرافيا المحافظة ولم يتبق إلا مديرية مارب عاصمة المحافظة، لكن عملية فجر الانتصار وصلت إلى مشارف المدينة وبدأت مرحلة تحرير المدينة، وهي العملية الأخيرة في معركة تحرير مارب، ومع المتغيرات العسكرية تصير المسألة وقتية لبلوغ الهدف بتحرير المحافظة التي تمسك بها العدوان ومن خلفه أمريكا وبريطانيا لما يختزنه باطنها من ثروات نفطية وغازية.

كل مخططات العدو ذهبت أدراج الرياح ولم يتبق إلا المكابرة الإعلامية في محاولة الإبقاء على ما يمكن إلا أن واقع حال قوى العدوان لا يبدو انه مؤهِل لذلك.

ويحاول العملاء – كما يبدو – صرف هذه الحقائق عن أذهانهم ليصيروا بذلك كمن يدس رأسه في التراب، فكل المعطيات – بما في ذلك الزعيق الأمريكي والبريطاني والفرنسي ومعهم الأمم المتحدة – تشير إلى إدراك ما بات يمثل خطراً على واقعهم في هذه المحافظة.

أثر هذه العمليات على المرتزقة مروع حسب ما يصفه مصدر في مارب، فقد أشار إلى أن المرتزقة بدأوا عمليات نهب البنك المركزي في مارب وتفريغ الأموال ونقلها إلى الخارج، والذي سبقه إخلاء المعسكرات من السلاح، والشق الأخير مسألة مستمرة بدأتها السعودية قبل أشهر عندما وجهت بسحب القطع العسكرية الثقيلة من جبهة مارب إلى الوديعة لكن بعد عملية فجر الانتصار تبدو مارب المدينة جبهة حرب لا يريد العدوان أن يتيح لأبنائها أن يقرروا مصيرها.

أما بعد عملية فجر الانتصار وظهور مارب في مشهد الإعلام الحربي فقد بات تحرير مارب عمليا مسألة وقت كما أشار لذلك المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع.

إلزام الحُجة

في أغسطس الماضي، كشف رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام عن تفاصيل المبادرة التي قدمها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للوفد العماني بشأن مارب.

وتنص المبادرة على:

أولا: تشكيل إدارة مشتركة متكافئة من أبناء مارب لقيادة المحافظة وإدارة شؤونها بشكل مشترك ومتكافئ في المجالات ووقف أشكال التدخل الخارجي لأي دولة في شؤونها.

ثانيا: تشكيل قوة أمنية مشتركة بقيادة مشتركة من أبناء مارب الإدارة الشؤون المحافظة تتبع الإدارة المشتركة لقيادة المحافظة المشتركة وإخراج كافة القوات الأجنبية.

ثالثا: إخلاء مارب من عناصر داعش والقاعدة بشكل كامل.

رابعا: الالتزام به المحافظات الأخرى من الغاز والنفط وضمان إيصالها وغير ذلك من الخدمات الأخرى وتوزيعها وفق معايير صحيحة.

خامسا: تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة الجوانب الفنية اللازمة الإصلاح أنبوب صافر – رأس عيسى واستئناف ضخ النفط وإصلاح غازية مارب الكهربائية وإيداع إيرادات النفط والغاز في حساب خاص لصرف الرواتب ودعم الجوانب الإنسانية مع إعطاء مارب أولوية في ذلك.

سادسا: ضمان أمن وحرية التنقل في مارب لكل مواطن وعدم اعتراض المسافرين عبرها على خلفية الصراع والإفراج عن المختطفين المسافرين.

سابعا: الإفراج عن كل المخطوفين من أبناء مارب.

ثامنا: ضمان أمن وحرية المواطنين من أبناء مارب وعدم الاعتداء عليهم وتعويض المتضررين عما لحق بهم من أضرار.

تاسعا: عودة المهجرين والنازحين من أبناء مارب إلى مناطقهم وقراهم وممتلكاتهم.

وقد رحب مشايخ محافظة مارب بمبادرة قائد الثورة المقدمة لوفد الوساطة العمانية لإحلال السلام في المحافظة، واعتبرها مشايخ مارب الحل والمخرج السليم نحو سلام حقيقي، مؤكدين أنها مبادرة واقعية ومنصفة لأبناء المحافظة خاصة وللشعب عامة.

بينما رفضت قوى العدوان المبادرة، وهو ما استدعى تحركا مختلفا يواكب الوفاء بتحرير الأراضي اليمنية بعد الوفاء بتقديم الحُجة، وتحميل العدوان المسؤولية.

 

صحيفة الثورة

قد يعجبك ايضا