العفو عن أسرى العبدية.. خطوة سلام جدية
موقع أنصار الله || مقالات ||محمد موسى المعافى
لقد عمل التحالف السعوديّ الأمريكي ومرتزِقته على أن يجعلوا من محافظة مأرب بؤرة ومركزاً تنطلق منه الخطط والمؤامرات التي تستهدف المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي الأعلى ولم تكن مديرية العبدية بمنأًى عن ذلك، بل كانت وجهةً تتجه إليها العناصر التكفيرية من مختلف المناطق التي يحتلها الغزاةُ داخل حدود الجمهورية اليمنية بل ومن مختلف الجنسيات ليجعلوا من العبدية أشبهَ ما تكون بفقاسة للعناصر التكفيرية المتطرفة.
فقد أنشأت تلك الجماعات في مديرية العبدية مراكزَ لبث الأفكار المسمومة التي لا تمُتُّ إلى الإسلام بصلة وتأهيل عناصرها وتدريبهم على صناعة العبوات والأحزمة الناسفة لاستهداف المدنيين في المساجد والأسواق والطرقات العامة.
ولذلك عندما أطبق أبطال الجيش واللجان الشعبيّة حصارهم على مديرية العبدية ضج المجتمع الدولي وصدرت العديد من بيانات الإدانة والاستنكار واستخدام مصطلحات الإنسانية والواجب الإنساني والقيم والمبادئ والأخلاق وَالقوانين والاتفاقيات الدولية وغيرها من المصطلحات التي لم نسمع ولو القليل منها ولم نرَ ولو جزءاً يسيراً من ذلك التباكي عندما أطبق مرتزِقة العدوان الحصار على مدينة الدريهمي وَمنعوا دخول المساعدات الإنسانية وَوصل الحال بأبناء الدريهمي إلى أن يأكلوا أوراق أشجار لا تقبل حتى البهائم أكلَها واستمر هذا الحصار أكثر من سنتين على مرأى ومسمع المجتمع الدولي بأجمعه.
ولكن ضج العالم وتباكى مُديناً ومستنكراً لحصار العبدية وكما هم أبطال الجيش واللجان الشعبيّة لا يقبلون الضيم ولا يرضون بالذل والهوان ويعز عليهم أن يبكيَ أحدٌ أمامهم مستجدياً ومستغيثاً ويخذلوه، فتحَرّكوا ليفكوا الحصار عن العبدية ويطهروها من دنس الغزاة والمحتلّين والعملاء المنافقين الذين سقطوا بين قتيل وجريح وأسير.
وكان من ضمن هؤلاء الأسرى مرتزِقة من أبناء مديرية العبدية قاتلوا حتى آخر رمق، رفضوا أن يسلموا المديرية بسلام دون قتال ودمار وَواصلوا قتالهم حتى وقعوا في أسر الجيش واللجان الشعبيّة الذين تحَرّكوا على ضوء توجيهات القرآن وأخلاق الإسلام فتعاملوا مع الأسرى بأخلاق رفيعة وبروحية إيمَانية دون إهانة لكرامتهم أَو تحقير لآدميتهم وَهُــوِيَّتهم اليمنية الإيمَانية.
ويتفاجَأ العالم اليوم بتوجيه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بالإفراج عن 52 أسيراً من أبناء العبدية بعد لقائه بوفد من مشايخ المديرية المحرّرة مؤخّراً ودعوته المشايخ الحاضرين لصلح عام في قضايا الثأر والتعاون مع الدولة لتثبيت الأمن والاستقرار وحثه للسلطة المحلية على الاهتمام بالمواطنين في هذه المديريات.
وكما هو دائماً يدعو السيد القائد إلى السلام -السلام العادل والمشرف وليس السلام على الطريقة الإسرائيلية كما يسميه- ويؤكّـد على ضرورة التوجّـه إلى السلام وحقن الدماء ويقدِّم المبادرات المتتالية للوصول إلى السلام وإنهاء الحرب وقد مثلت هذه المبادرة خطوة عملية وفعلية تؤكّـد في شكلها ومضمونها على جدية دعوة السيد القائد إلى التوجّـه إلى نحو السلام.
فعلى مرتزِقة العدوان الذين لا زالوا يقاتلون تحت راية التحالف السعوديّ الأمريكي سواء كانوا في جبهة مدينة مأرب أَو جبهة الساحل الغربي أَو أية جبهة أُخرى أن يتأملوا جيِّدًا في هذه المبادرة وأن يعودوا إلى صف الوطن ويتجهوا نحو تطهير بقية المناطق من دنس الغزاة والمحتلّين قبل أن يلحقَهم الخزيُ وَالعارُ الأبدي.