القيادةُ وفتحُ أبواب مؤصدة
موقع أنصار الله || مقالات ||منصور البكالي
جاءت المنهجيةُ القرآنيةُ لسَدِّ نوافذ الفُرقة والنزاعات وكل ما من شأنِه إحياءُ الضغائن والحساسيات بين النفوس والمشاعر، لتكونَ دواءً للشعوب والأمم المهتدية بنور ربها، ومعها دأبت قيادةُ مسيرتنا الجهادية في اليمن على تعزيز وتعميق هذه الثقافة في واقعها العملي، مقدمةً نموذجاً راقياً يمكن للأُمَّـة البناء عليه.
من يتأمل بدقة في البحث عن أسرار استمرار وقوة وصلادة المشروع القرآني الذي بدأه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، وصموده أمام مختلف التحولات والمراحل الحساسة أثناء الحروب الست على محافظة صعدة وما لحق بها، وُصُـولاً إلى 7 أعوام من العدوان الأمريكي السعوديّ على شعبنا اليمني، يلمس ثمار كسب القلوب وتوحيد النفوس والجهود خلف مشروع واحد ووفق منهجية واحدة وخلف قيادة واحدة، ولتحقيق هدف واحد.
ونحن في سبيل مواجهة العدوان وخوض معركة التحرير الشامل للأراضي اليمنية وتطهيرها من دنس الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، أدركت قيادتنا السياسية منذ وقت مبكر أهميّة فتح قنوات تواصل بالقبائل اليمنية والأحزاب السياسية في المناطق والمحافظات المحتلّة، متجاوزةً كُـلّ الاعتبارات والاختلافات، معلنةً مبدأَ العفو العام ومحمِّلةً فريق المصالحة الوطنية هذه المسؤولية لتوحيد الجهود والطاقات والصفوف ولمّ شمل كُـلّ أبناء الشعب اليمني، ضاربةً بالمسميات السياسية، والمواقف والتجاوزات والاختلافات السابقة عرض الحائط، وفاتحةً صفحةً رحبةً وواسعةً برحابة وسعة المشروع القرآني، الذي هو مصدرُ هداية ورحمة للعالمين.
فأيةُ تباينات للمواقف السياسية المناهضة والمؤيدة للعدوان لم تعد فارقاً يُبنى عليه بل جمعتها اليوم السياسةُ الحكيمةُ المنطلقةُ من حكمة القرآن الكريم ووعي وبصيرة القيادة القرآنية، للتغلب على مخطّطات ومؤامرات الأعداء وطي صفحة الماضي ومواصلة السير بشعبنا وأمتنا نحو الحرية والاستقلال، وسدِّ كُـلّ الثغور التي يحاول الشيطان وجنودُه الولوجَ منها لإعاقة مسيرتنا التحريرية ومشروعنا القرآني ورسالتنا الخالدة.
وهنا نقولُ لكل الفُرقاء السياسيين وَالمخدوعين في صفوف العدوان: تعالوا لنبنيَ ما هُدم ونخيط الجراح، وعفا الله عما سلف، وباب العودة إلى صف الوطن مفتوح بمصراعيه، وستجدوننا مرحِّبين بكم وسعداء بعودتكم إلى رُشدِكم وبين أهاليكم وفي بيوتكم ومزارعكم، ولن تجدوا منا إلا ما يسركم، فأنتم إخوتنا ولكم منا العفو والصفح، والمستقبل يتطلبُ منا جميعاً النظرَ إلى الأمام أَو فتح أبوابه المؤصدة للأبد.