عملية توازن الردع الثامنة.. تصاعد مسار تأديب العدو
|| صحافة ||
أوفت القواتُ المسلحةُ بوعيدها لتأديب كيان العدوّ السعوديّ، والرد على تصعيدِه المتواصِلِ الذي ارتفعت وتيرتُه خلالَ الأيّام الماضية مع تصاعد العمليات العسكرية على تخومِ مدينة مأرب.
وأعلن المتحدثُ باسم القوات المسلحة، العميد الركن يحيى سريع، يوم أمس، 20 نوفمبر تشرين الثاني 2021، عن تنفيذ عملية “توازن الردع الثامنة” والتي استهدفت مواقع حساسة في الرياض وجدة وأبها، مؤكّـداً في بيان أن القوات المسلحة، ردت على تصعيدِ العدوانِ واستمرار جرائمهِ وحصارهِ بتنفيذ عمليةَ توازنِ الردعِ الثامنةِ
وَأَضَـافَ العميد سريع أن القواتِ المسلحةَ استهدفت عدداً من الأهداف العسكريةِ والحيويةِ التابعةِ للعدوِّ السعوديّ وعلى النحو التالي:
قصفُ قاعدةِ الملك خالد في الرياضِ بأربع طائراتٍ مسيّرةٍ نوع صماد٣.
قصفُ أهداف عسكريةٍ في مطارِ الملك عبدالله الدولي بجدة.
وقصفُ مصافي أرامكو جدة بأربع طائراتٍ مسيّرةٍ نوع صماد٢.
قصفُ هدفٍ عسكريٍ مهمٍ بمطارِ أبها الدولي بطائرة صماد٣.
قصفُ أهداف عسكريةٍ مختلفة في مناطقَ أبها وجيزانَ ونجرانَ بخمسِ طائراتٍ مسيّرةٍ نوع قاصف 2K.
وأوضح العميد سريع أن عدد الطائراتِ المسيَّرةِ المشاركةِ في العمليةِ بلغت أربع عشرةَ طائرة.
وقال العميد سريع: “تؤكّـد القوات المسلحة قدرتَها على تنفيذِ المزيدِ من العملياتِ الهجوميةِ ضد العدوّ السعوديّ والإماراتي في إطار الدفاعِ المشروعِ عن الشعبِ والوطن.
كما أكّـد أن القواتِ المسلحةَ وبعونِ اللهِ تعالى، سوف تواجهُ التصعيدَ بالتصعيدِ حتى يتوقفَ العدوانُ ويُرفعَ الحصارُ والله على ما نقولُ شهيد.
وعلى الرغم من رسائل التحذير التي أطلقها العميد يحيى سريع قبل أَيَّـام لتحالف العدوان بالكف عن قصف المدن والمناطق اليمنية إلا أن العدوّ استمر في غيه، ولهذا جاءت عملية “توازن الردع الثامنة” في وقت مفصلي وحساس، ولتحمل معها الكثير من الدلالات والعِبر، فهي من حَيثُ التوقيت جاءت مع احتدام المعارك المسلحة على تخوم مدينة مأرب، واقتراب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من أسوار المدينة، وفي ظل محاولة قوى العدوان التصعيد في جبهة الساحل الغربي ومحاولة أدوات العدوان إيقاف قطار الانتصارات لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة.
وقبل الإعلان الرسمي عن هذه العملية، كانت مواقعُ التواصل الاجتماعي وحركة الرصد الملاحي، تؤكّـدُ أن النظامَ السعوديّ يعيشُ في حالة تخبط؛ نظراً للهجوم الذي نفذته قوات صنعاء على مناطقَ عسكرية واقتصادية هامة، على امتداد جغرافيا المملكة، وتوزعت ما بين المناطق في جنوب المملكة، لتصل إلى قلب الرياض، ومن ثم مدينة جدة الاقتصادية، وهي رسالة تؤكّـد أن صنعاء لا تزال تمسكُ بزمام الأمور، وأنها لم تدخل بعد مرحلة “الوجع الكبير” والتي بالتأكيد ستجبر العدوّ السعوديّ على إيقاف غطرسته على اليمن.
وقبل إعلان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية توازن الردع الثامنة قال تحالف العدوان على بلادنا إنه نفّذ عشرات الغارات على محافظات مأرب والبيضاء والساحل الغربي، في اعتراف واضح وصريح على استمراره في التصعيد وعدم الجنوح لدعوات وقف الحرب والذي أكّـده بالقول: “سنستمر في دعم قوات الحكومة اليمنية -أي مرتزِقة الخائن طارق عفاش- في الساحل الغربي خارج المناطق المنصوص عليها وفقاً لاتّفاق السويد بشأن وقف القتال في محافظة الحديدة”.
ويؤكّـد الخبيرُ العسكري مجيب شمسان، أن عملية توازن الردع الثامنة جاءت رداً على القصف الهستيري للعاصمة صنعاء من قبل العدوان بعد أن مُنِيَ العدوُّ بهزيمة ساحقة ميدانيًّا، فحاول أن يرفع من معنوياته سواء من خلال التصريحات الأمريكية، أَو من خلال استهداف الأماكن التي تم قصفها سابقًا ولم تحقّق أي جديد.
ويوضح شمسان في تصريح خاص لصحية “المسيرة” أن هذه العمليةَ أظهرت أن زمامَ المبادرة لا يزال بيد القوات المسلحة اليمنية، وأنها حقّقت خرقاً استخباراتياً دقيقاً تجلى بدقة الأهداف التي تم استهدافُها وقصفُها عبر هذه العملية والتي آتت أُكُلَها من خلال المؤشرات التي أظهرت وجع تحالف العدوان بعد تنفيذ هذه العملية، مستهدفة أهدافاً عسكرية حساسة في عاصمة العدوّ الرياض، وأهدافاً حساسة أُخرى في مطار أبها، بالإضافة لأهداف اقتصادية بقصفه منشأة أرامكو في جدة، وَأَيْـضاً أهدافاً حساسة في نجران وجيزان وعسير.
ويؤكّـد شمسان أن العملية أظهرت جاهزية القوات المسلحة في أعلى مستوياتها، وأنها لا تزال تمسك بكل زمام المبادرة في الرد على تحالف العدوان الذي لا يزال يكابر أمام كُـلّ هذه الهزائم الميدانية.
وستظل هذه العمليةُ واحدةً من الرسائل الهامة التحذيرية التي تطلقها صنعاء باستمرار، في محاولة لثني العدوّ السعوديّ والإماراتي عن الاستمرار في الاعتداء على اليمن وقتل المدنيين الأبرياء، وارتكاب المزيد من الجرائم، وهي رسائلُ بالتأكيد لن تستمر طويلاً، فالصبرُ له حدود، ولا يمكنُ أن يظلَّ اليمن أسيرَ عدوان وحصار غاشم متغطرس مُستمرّ للعام السابع على التوالي، وهو يملك أدوات القوة والردع.
ضرباتٌ متصاعدة
وابتدأت القوات المسلحة عمليات توازن الردع في 17 أغسطُس 2019، حين أعلنت عن عملية “توازن الردع الأولى”، مستخدمة 10 طائرات مسيَّـرة، واستهدفت (حقل ومصفاة الشيبة النفطيين) جنوب شرقي المملكة على بُعد 10 كيلو مترات من الحدود مع الإمارات، وتحديداً إمارة أبو ظبي.
ونفذت القوات المسلحة عملية “توازن الردع الثانية” في 14 سبتمبر 2019 بـ 10 طائرات مسيَّـرة، واستهدفت (مصفاتَي نفط بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو) في أقصى شرق السعوديّة، حَيثُ كانت الإصابة دقيقة ومباشرةً.
وفي 21 فبراير 2020 نفذت القوات المسلحة عملية “توازن الردع الثالثة” بـ 12 طائرة مسيَّـرة من نوع صماد 3، وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذي الفقار الباليستي بعيد المدى، حَيثُ كانت هذه العملية أوسع من العمليتين السابقتين، ولأول مرة يدخل صاروخين باليستيين في دائرة الاستهداف، ثم جاءت عملية “توازن الردع الرابعة” في 23 يونيو 2020 بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّـرة.
وكعادته، استمر العدوانُ الأمريكي السعوديّ، غير مدركٍ لحجم الخطر الذي ينتظره، ومواصلاً العدوان والحصار على الشعب اليمني، لتأتي عمليةُ “توازن الردع الخامسة” في 28 فبراير 2021 والتي استهدفت العُمقَ السعوديّ بـ 15 طائرة مسيَّرة وصاروخ باليستي من نوع “ذي الفقار” بعيد المدى، منها 9 طائراتٍ نوع “صماد 3” واستهدفت مواقعَ حساسة في عاصمة العدوّ السعوديّ، كما استهدفت 6 طائرات مسيَّـرة نوع قاصف 2k مواقعَ عسكرية في مناطق أبها وخميس مشيط، وكانت الإصابة دقيقة، واستمرت العملية ليلة كاملة.
وأعلنت القواتُ المسلحة اليمنية في بيان تلاه المتحدث العميد يحيى سريع، يوم الأحد، 7 مارس 2020 عمليةَ “توازن الردع السادسة” والتي نُفذت بـ 14 طائرة مسيَّـرة و8 صواريخ باليستية، في عملية هي الأوسع والأكبر منذ بدء العدوان (10 طائرات مسيَّـرة من نوع صماد 3 وصاروخ ذي الفقار الباليستي بعيد المدى)، حَيثُ استهدفت العملية شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وأهدافاً عسكرية أُخرى بمنطقة الدمام لأول مرة منذ بداية العدوان.
كما تم استهدافُ مواقعَ عسكريةٍ أُخرى في عسير وجيزان بـ 4 طائرات مسيَّـرة من نوع قاصف 2k و7 صواريخ من نوع بدر محقّقة إصابة دقيقة.
ولم يتمكّن السعوديّون من إخفاءِ هذه العملية أَو إنكارها، فمواقع التواصل الاجتماعي كانت تضُجُّ بالأنباء التي تتحدث عن هذا الهجوم، مؤكّـدين سماعهم لانفجارات متتالية.
وأثبتت صنعاءُ مرةً أُخرى قدرتَها على تثبيتِ المعادلات الاستراتيجية والتي تجاوزت وتخطَّت كُـلَّ حسابات ومناورات العدوّ، حَيثُ نفذت عمليةَ “توازن الردع السابعة” في 5 سبتمبر 2021 بـ 10 طائرات مسيرة نوع (صماد3) شديدة الانفجار، وستة صواريخ بالستية، أحدها من نوع “ذي الفقار” طويل المدى، والبقية من نوع “بدر”، استهدفت جميعها منشآت تابعة لشركة “أرامكو” السعوديّة، عصب اقتصاد المملكة، في كُـلّ من “رأس تنورة” بالدمام (أقصى الشرق) وجدة (أقصى الغرب) وجيزان ونجران جنوباً.
صحيفة المسيرة