في اليوم العالمي للطفل: طفولتنا بين القصف والحصار

|| صحافة ||

لم يتوقفِ العدوانُ الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، عن قتل الأطفال اليمنيين ممن كانوا في مدارسهم وعلى وسائل نقلِ رحلاتِهم وفي المستشفيات أَو تحت أسقف منازلهم ومخيمات نزوحهم وفي طرقاتهم ومنتزهاتهم، بل تجاوز به الجرم والتوحش لتمتد يده الغادرة إلى قتلهم وهم في بطون أُمهاتهم، في حين أن هناك 8 آلاف طفل ضحايا القصف المباشر لطيران العدوان الأمريكي السعوديّ منذ بدأ العدوان، ووفاة أكثر من 400 طفل يوميًّا وسقوط أكثر من 300 آخرين من أرحام أُمهاتهم.

هذا ما تؤكّـده الفعالية الرسمية التي نظّمها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أمس السبت، بالعاصمة صنعاء بمناسبة “اليوم العالمي للطفل”، والتي قال فيها رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور: “نتعرض لعدوان وحصار متوحش انعكس سلباً على الأطفال بوجه الخصوص وكانوا الضحية الأولى منذ أول دقيقة لهذا العدوان”.

ويضيف بن حبتور: “نذكر العالم بمسؤولياتهم أمام هؤلاء الأطفال الذين يموتون يوميًّا بالمئات في صورة من صور الاستهداف الممنهج للطفولة عبر العدوان المباشر والحصار من جهة أُخرى”.

 

بالأرقام.. وحشية أمريكية سعوديّة بحق أطفال اليمن

بدورها، تؤكّـد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في اليمن، أخلاق الشامي، أن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ تسبب باستشهاد أكثر من 8 آلاف طفل بالقصف المباشر، منذ بدأ حملته العدوانية على اليمن.

وتقول الشامي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: أقمنا فعالية اليوم العالمي للطفل التي تأتي في الـ20 من نوفمبر، وهذا اليوم الذي من المفترض أن تقيمه الحكومات احتفاء وابتهاجاً إلَّا أننا للأسف في اليمن نحييه آلاماً ووجعاً وحزناً، مضيفة “نحييه مع أكثر من 8000 طفل ضحية أغلبُهم فارقوا الحياة استهدافاً مباشراً بغارات طيران العدوان الأمريكي السعوديّ؛ باعتبَارهم أهدافاً “مشروعة” من قبل قيادة تحالف العدوان، فيما بعضهم لم يسلم وهو جنين في رحم أمه”.

وتؤكّـد الشامي “وجود أكثر من 400 ألف حالة سوء تغذية وخيمة الأطفال فيها مهدّدون بالوفاة ولدينا نسبة أكثر من 34 % من وفيات الأطفال؛ بسَببِ وفيات الأطفال الخدج”، مشيرة إلى وجود الكثير من الأرقام المؤلمة والتي يشيب لها الرأس.

وتابعت: “أحيينا اليوم العالمي للطفل لكي نوصل صوت هذه الشريحة في اليمن إلى العالم ولكي نجدد الدعوة والطلب منهم أن يقفوا في الموقف السليم، وأن يقفوا في المكان الذي يفترض أن يقفوا فيه، وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يعلموا أنه بسكوتهم وصمتهم عن جرائم العدوان إنما يجعلونه يسفك الدم اليمن أكثر، ويتمادى في ارتكابه للمجازر في حق شعبنا كباراً وصغارا”.

وتبين الشامي أن أغلبَ المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظماتها باتت أجيرة لمن يدفع، وباتت أجيرة لدى العدوّ السعوديّ الذي يهدّدهم على مستوى الإدانة أَو ذكرهم في تقرير، لافتةً إلى أن ما شاهدناه في عدم التمديد لفريق لخبراء الدوليين يعتبر أبسط مثال من أمثلة الصلف والعنجهية والكبر المصبوغ بالمال الخليجي.

وأوضحت الشامي أن الأمومة والطفولة في اليمن لم تجد من المنظمات الدولية غير الأرقام والإحصائيات، وفي بعض الأحيان للأسف الشديد تكون لمصالحهم هم وليس لمصلحة الداخل.

وتضيف الشامي “أن الاعداد التي وردت في الفعالية إنما هي الأعداد التي تم التوصل إليها، وعندما يتوقف العدوان ويرفع الحصار سنكتشف أن هناك أرقام أكثر بكثير مما نعانيه وما نذكره هو ما يتم رصده فقط، فَـإنَّ الحقيقة أجرم وأكبر عدداً”.

 

الأمم المتحدة والمنظمات.. دور ميت مميت!

من جانبه، أكّـد وزير الخارجية، المهندس هشام شرف، أنه في اليوم العالمي للطفل نستنكر تعاطي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية والدول كلها لجرائم العدوان والمآسي بحق الطفولة في اليمن بكل برود يصل حَــدَّ التواطؤ، مؤكّـداً أن التعامل الأممي مع ملف الأطفال في اليمن قائم على أَسَاس المصالح، مُضيفاً بالقول “نحن من سنصنع مستقبلنا القادم بقراراتنا القدامة ولا نعتمد لا على منظمات دولية ولا نعتمد على أمم متحدة ولا نعتمد على دول لطالما تغنت وتتغنى باسم الإنسانية، بل كلها تتعامل على أَسَاس المصالح”.

ويضيف شرف في تصريح خاص لصحيفة المسيرة “كُلُّ إنجازاتنا سواءٌ أكانت مدنية أَو سياسية واو دبلوماسية أَو عسكرية أَو اقتصادية هي من سيضعُ مكانَ اليمن ومكانَ صنعاء أمام العالم”.

ويلفت وزير الخارجية شرف إلى أن تعامُلَ حكومة الإنقاذ الوطني مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمبعوث الأممي يتبعها المجلس السياسي الأعلى ومن يقود البلد وليس هناك أي تغير في طريقة المعاملة معهم، مُشيراً إلى أن آلية التعامل مع المبعوث الأممي واضحة جِـدًّا، ولم يكن هناك أي تفاهم أَو تفاوض إلا بفتح المطار والميناء والسماح بدخول المشتقات النفطية كبوادر ثقة وكإشارات خضراء تعمل على تحسين الجو وتهيئته للمفاوضات.

من جهته، يقول القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان، علي الديلمي: اقتربنا من العام الثامن للعدوان والحصار ولم تقم تلك المنظمات الإنسانية وعلى رأسها الأمم المتحدة بواجبها لحماية اليمنيين لا سيَّما الأطفال منهم.

ويضيف الديلمي: إن وضع الطفولة في اليمن صعبٌ للغاية، وهناك ملايين الأطفال يقبعون تحت وطأة الحصار وآلام العدوان في أجسادهم ونفسياتهم.

بدوره، أوضح وكيل وزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي، أن أكثرَ من 300 طفل دون سن الخامسة يموتون يوميًّا؛ بفعل العدوان والحصار وآثارهما الكارثية، مُضيفاً: يتوفى من الأطفال الخدج وحديثي الولادة ما نسبته 43 % من نسبة المواليد الأطفال؛ بسَببِ شحة الإمْكَانات وعدم توفر الحضانات وغيرها من الأجهزة الطبية.

 

أطفال اليمن: المفترض أن نعيشَ بسلام ولكن!!

وفي الفعالية، ألقيت كلمة للطفولة في اليمن قدمتها الطالبة مروة جاء فيها “محدثتُكم طفلةٌ كبقية أطفال العالم كان المفترض لي أن أعيشَ بسلامٍ مع أسرتي تحت رعاية أبي وأمي وبين إخوتي، لكن في ظل هيمنة قوى الظلم والطغيان على العالم كتب عليَّ أن أعيشَ يتيمةً ووحيدةً، كتبت وبدون أية مقدمات (أجد نفسي بين خيارين بين الذل والهوان والخنوع لقوى الشر، أَو العزة العظيمة المليئة بالتضحية).

وتضيف “أجل هذه هي الخيارات الموجودة لكن لماذا؟؛ لأَنَّ قوى الضلال لا ترتضي لأحد أن يرتقيَ الأمجاد؛ لأَنَّ قوى الارتزاق خضعت لها وتذللت لكي ترحمها؛ لأَنَّ القوة المستندة لقوة الله أبت إلا المواجهة والتضحية لنيل كرامة أبدية، بتأييد إلهي مكين”.

وتتابع في كلمتها “نتيجة كُـلّ ذلك بث الشيطان الأكبر سمومَه في وجه قوى الارتزاق، ولعله يواجه كُـلّ ثائر عزيز، حاول المواجهة من الخلف بكل جبن وخوف وسلّط قوًى أُخرى في الواجهة، فما كان من الخونة إلا أن أخلصوا في الاستجابة، وأعلنوا الحرب وقرّروا أن يكونوا عبيداً لأسيادهم”.

وتتابع “لا خيارَ أمام أولياء الله إلَّا المواجهة والتحَرّك، فعاش أبي وأخي حياة الشهداء وهاجرت معهم من منزلي الذي انتزع سقفه، وأحلى شيء في الحياة ونحن مستبشرون بنصر عظيم تُعَزُّ به أُمَّـة.

وتواصل الطفلة مروة كلمتها بالقول: “بذلنا كُـلّ ما نملك لدعم جبهات العزة، وشاركنا في التطوير والتصنيع، وأنتجنا في معاملنا وزرعنا أرضنا ولن ننسى عظماءَنا أبداً من الدعاء، وها هو اليوم النصر الإلهي يتحقّق وتنال الأُمَّــة العزة التي لطالما ارتجت”.

وتتساءل: “أما كفتكم هذه الدماء؟ أما زلتم متعطشين لدماءِ الأطفال؟ ما هو الناقِصُ عليكم في قتلنا؟ انسوا موضوعَ السياسة قليلًا وتذكروا إنسانيتَكم مع أنه لا إنسانيةَ لديكم، فقد قتلتم الملايين من شعوب العالم”.

وتختتم كلمتها بقولها: “منذ سبع سنوات والعدوان يقتلنا نحن أطفالَ اليمن ويمنع عنا الدواءَ والغذاء، ويقتلنا حتى ونحن في أحضان أُمهاتنا، بل لم يسلم الجنينُ وهو في بطن أمه، فإلى متى ستستمرون في قتلنا؟ وإلى متى سيستمر العالم صامت وجبان على جرائمكم بحقنا وبحق البشرية؟”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا