الإعصار “راي” يودي بحياة أكثر من 20 شخصا في الفيليبين
موقع أنصار الله – 14 جمادى الأولى ١٤٤٣هـ
لقي أكثر من 20 شخصًا مصارعهم، في أقوى إعصار يضرب الفيليبين هذا العام، بحسب حصيلة جديدة نشرتها السلطات صباح اليوم، السبت، مشيرة إلى أنّ الكارثة خلّفت “أضرارًا جسيمة” في المناطق الأشدّ تضررًا في وسط الأرخبيل وجنوبه.
واضطر أكثر من 300 ألف شخص إلى ترك منازلهم والمنتجعات السياحية منذ يوم الخميس الماضي، بسبب الإعصار “راي” الذي أدّى إلى انقطاعات في التيار الكهربائي والاتصالات في الكثير من المناطق، بعدما دمّر أبراج اتصالات وأسقط أعمدة كهرباء واقتلع أشجارًا، وهدم مساكن.
وحين ضرب “راي” جزيرة سيارغاو السياحية الشهيرة، الخميس الماضي، كان إعصارًا فائق القوة، إذ بلغت سرعة الرياح المصاحبة له 195 كيلومترًا في الساعة.
وتراجعت سرعة هذه الرياح إلى 150 كيلومترًا في الساعة أمس، الجمعة، مع تقدّم الإعصار في الأرخبيل حيث خلّف أضرارًا جسيمة على ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الفيليبينية.
وعصر الجمعة، ضرب الإعصار شمال جزيرة بالاوان، الوجهة السياحية الشهيرة، قبل ان يبتعد باتجاه بحر الصين الجنوبي نحو فيتنام.
وقال مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الفيليبين، ألبرتو بوكانيغرا، “إنها واحدة من أعتى العواصف التي تضرب الفيليبين في شهر كانون الأول/ ديسمبر خلال العقد الأخير”، مضيفا أن “المعلومات التي تردنا والمشاهد التي تصلنا مقلقة للغاية”.
وقال الناطق باسم وكالة الكوارث الوطنية، مارك تيمبال، إنّ أكثر من 18 ألف عسكري وشرطي وعنصر من خفر السواحل وفرق الإطفاء سينضمون إلى جهود البحث والإنقاذ في أكثر المناطق تضرّرًا.
وأضاف أنّ “الأضرار جسيمة” في سوريغاو وسيارغاو، المنطقتان اللّتان ضربهما الإعصار بأقصى قوته. وتقيم على جزيرة سيارغاو نحو مئة ألف نسمة، وهي تستقطب هواة ركوب الأمواج.
ولقي ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص مصارعهم وجرح عشرات آخرون في سوريغاو، بحسب ما قال رئيس بلدية المدينة، أرنستو ماتوغاس، لإحدى وسائل الإعلام المحلية، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 21.
وأشار بوكانيغرا إلى أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر على إمدادات المياه.
وعلى جزيرة ديناغات، حيث قضى ستة أشخاص على الأقل من جراء الإعصار، يحاول “السكان إصلاح منازلهم لأن الدمار لحق أيضا بمراكز الإيواء”، وفقا لنائب حاكم هذه المحافظة الواقعة في شرق البلاد، نيلو ديميري، مشددا على أنه “لا يمكنهم اللجوء إلى مكان آخر…فقد دمر كل شيء”.
ونشر خفر السواحل الفيلبيني، صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر حجم الدمار الذي لحق بأنحاء واسعة من سوريغاو، حيث اقتلع الإعصار أسقف الكثير من منازلها وهشّم عددًا كبيرًا من مساكنها واقتلع أشجارًا من جذورها.
وأظهرت لقطات جوية مساحات من حقول الأرزّ وقد غمرتها المياه.
وأتى الإعصار “راي” في وقت متأخر في الموسم. فغالبية العواصف المدارية في المحيط الهادئ تتشكل بين تموز/ يوليو وتشرين الأول/ أكتوبر.
ويحذر علماء منذ فترة من أن الأعاصير تزداد عنفا مع تزايد الاحترار المناخي الناجم عن نشاط الإنسان.
ويضرب الفيليبين التي تعتبر من أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنويا، حوالي عشرين إعصارا، تزرع الدمار في المساكن وتقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني أصلا من الفقر.
وكان الإعصار الفائق القوة “هايان”، أكثر الأعاصير فتكا في الفيليبين مع تسببه بمقتل أو فقدان 7,300 شخص في العام 2013.
المصدر: وكالات