عملية “فجر الصحراء”.. إطلالةٌ على العمق السعودي ومقصلة قطعت شريان إمدَاد المرتزقة
|| صحافة ||
أكّـد محللون وخبراءُ عسكريون أن عمليةَ فجر الصحراء التي نفذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة في محافظة الجوف، تمثل ضربة موجعة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وأدواته المرتزِقة.
ولفتوا إلى أن العملية تأتي في سياق معادلة الرد والردع، والتصدي لقوى العدوان وأدواتها.
اللواء الركن طيار عبدالله الجفري –خبير عسكري واستراتيجي– تحدث لصحيفة المسيرة، بقوله: إن “هذه الانتصارات أتت في سياق الرد على التصعيد الإجرامي الأمريكي السعوديّ الذي قامت به دول العدوان في مختلف المحافظات اليمنية، وكذلك تشديدها للحصار بعد قصف مطار صنعاء الدولي وإخراجه عن الجاهزية بعد تعطيل دوره وتحويله إلى مطار خاص بالمنظمات الأممية”.
ويضيف اللواء الجفري أن “هذه العملية من العمليات المهمة والأَسَاسية التي ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مسار المعارك التي يخوضونها نحو تطهير كُـلّ الأراضي اليمنية من القوات الغازية وأدواتها المرتزِقة”.
ويؤكّـد اللواء الجفري أن عملية فجر الصحراء تمثل مكسباً سياسيًّا واستراتيجياً ومكسباً عسكريًّا كبيراً، حيث مكنت أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من قطع أهم خطوط الإمدَاد للعدو، حيثُ يعد منفذ الخضراء من المنافذ الرئيسية التي تمد قوات المرتزِقة بالعدة والعتاد من داخل الأراضي السعودية.
وينوّه إلى أن “تحرير مساحة مفتوحة وصحراوية ممتدة على 1200 كيلومتر مربع، في ظل تغطية جوية للطيران السعوديّ الأمريكي يكشف جانباً من قدرات وكفاءات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة الذين تجاوزوا كُـلّ ظروف الحرب، وهو ما ينذر النظام السعوديّ بعمليات قادمة لا يستطيع التصدي لها”، مؤكّـداً أن “هذه العملية تفتح مسارات عدة على المستوى الداخلي أَو على مستوى الخارجي فيما يخص العمق السعوديّ، حيث أن الكشف عن صواريخ دقيقة وذكية وتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية على الأرض يؤكّـد أن القوات المسلحة اليمنية على موعد مع مرحلة جديدة في مسار الردع”.
ويضيف اللواء عبدالله الجفري “هذه العملية ترتبط جغرافياً مع المناطق السعودية، قد كسرت كُـلّ رهانات النظام السعوديّ وأدواته العميلة، حيث هزمت التدخلات الجوية”.
ويؤكّـد أنه بهذه العملية تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من قص أجنحة العدوّ وخطوط تغذيته، وهذا ما قد يجعل أبطال الجيش واللجان الشعبيّة قادرين على حسم معركة مأرب بأقل تكلفة ووقت وجهد، وبات القرار العسكري شبه محسوم.
ويتابع اللواء الجفري حديثه “بالنظر إلى المكاسب السياسية لهذه العملية يمكن القول إن القوات المسلحة اليمنية ستفتح مسارات جديدة تغير المعادلة العسكرية”.
ويردف بالقول: “كما يمكن لهذه العملية أن تنقل المعركة إلى العمق السعوديّ، والتوغل في نجران، وفي نفس الوقت توليف الضغط على مرتزِقة العدوان في أبواب مدينة مأرب، وبالتالي باتت مسألة سقوطهم محسومة”.
وفي ختام تصريحاته، يشير اللواء الجفري إلى أن الحاضنة الاجتماعية الشعبيّة كانت ركناً أَسَاسياً في انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة، مؤكّـداً أن التفاف الحاضنة الشعبيّة حول الجيش واللجان يكشف مدى عدم قابلية تحالف العدوان وأدواته في صفوف الشعب، بعد أن رأى منه الويلات وكل الممارسات الشنيعة.
العملية تفتح المسار أمام عمليات أُخرى خاطفة
من جهته، يؤكّـد اللواء خالد غراب، أن هناك مكاسبَ هامة حقّقتها عملية فجر الصحراء، أولها في الجانب العسكري، حيثُ تعزز خيارات ومعطيات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مسار تحرير الأراضي اليمنية من دنس الغزاة وأدواتهم كما توعد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب له.
ويشير اللواء خالد غراب إلى أن عملية فجر الصحراء حرمت المرتزِقة في مأرب والجبهات الشرقية من أهم منفذ إمدَادي كان بالنسبة لهم الشريان الذي يمدهم بالسلاح وبالمال وبالمرتزِقة.
وينوّه إلى أن قطع إمدَادات العدوّ يعتبر عاملاً هاماً في سرعة الحسم للمعركة لصالح أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.
ويؤيد اللواء غراب ما طرحه اللواء الجفري، من حيث قدرة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة على تجاوز الغطاء الجوي الذي يوفره تحالف العدوان لمرتزِقته على الأرض، كمحاولات يومية لإطالة بقائهم في الجبهات التي يتهاوون فيها.
ويلفت إلى أن العملية ستمكّن أبطال الجيش واللجان من التوغل باتّجاه الأراضي السعودية، في المقابل ستمكّنهم من القضاء على المرتزِقة في الخنجر وصحاري الجوف المتبقية تحت سيطرة المرتزِقة.
ويقول اللواء غراب “تأتي هذه العملية في سياق تقليل الوقت والجهد لتحرير كامل محافظة مأرب”، مُضيفاً “تم ضمان قص كُـلّ أجنحة العدوّ وتأمين المناطق التي كان العدوّ يسعى من خلالها للقيام بالتفافات على المجاهدين”.
ويتوقع اللواء غراب أن عملية فجر الصحراء ستعقبها عمليات أُخرى خاطفة تفقد ما تبقى من قوى للعدو وأدواته، مؤكّـداً أن دخول صواريخ ذكية مسار المعركة سيجعلنا على موعد مع عمليات كبرى في العمق السعوديّ.
السيادة اليمنية تعود بعد غياب عقود
من جهته، يؤكّـد المحلل العسكري العقيد مجيب شمسان، أن العملية “فجر الصحراء” بما تمثله من إنجاز وتراكم للانتصارات، سيكون لها انعكاسات على كُـلّ المستويات، وترجح الكفة لصالح الجيش واللجان الشعبيّة.
وينوّه العقيد مجيب شمسان إلى أن العملية تفتح مسارات عدة على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي باتّجاه العمق السعوديّ، حيث تعتبر مكسباً استراتيجياً هاماً أفقد العدوّ والمرتزِقة عنصراً كَبيراً من عناصر القوة، مُشيراً إلى أن العملية وقطعها لخطوط إمدَاد العدوّ تمثل ضربة موجعة للمرتزِقة.
ويشير العقيد مجيب شمسان إلى أن هذا الإنجاز يواكب انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة في محاور أُخرى، وهو ما يساهم في سرعة انهيارات صفوف المرتزِقة في مأرب، ويقضي على محاولاته لاستحداث جبهات أُخرى تعتمد على الإمدَادات السعودية التي كانت تأتي عبر منفذ الخضراء.
ويتابع العقيد شمسان حديثه “لقد سعى العدوّ بكل الطرق لتخفيف الضغط على مأرب، وقام بالتصعيد وتفجير جبهات أُخرى، لكن كُـلّ محاولاته باءت بالفشل، وعلاوة على ذلك فَـإنَّ عملية فجر الصحراء ستنعكس سلباً بشكل كبير على المرتزِقة في مأرب ويزداد الضغط على صفوفهم المتهاوية، وبالتالي لا مجال للعدو في سبيل إنقاذ المرتزِقة في مأرب أَو تخفيف الضغط عليهم على أقل تقدير”.
وينوّه العقيد شمسان إلى أن العملية حرّرت مناطق ظلت السيادة اليمنية غائبة عنها طيلة عقود عديدة، حيث بسطت السعودية كُـلّ نفوذها في تلك المناطق نظراً لاحتوائها على ثروات نفطية كبيرة تنافس ما يمتلكه النظام السعوديّ من ثروات، مؤكّـداً أن العملية تمثل ضربة موجهة للعدو السعوديّ على كُـلّ المستويات.
ويتطرق العقيد شمسان إلى ما عكسته العملية من قوة وقدرات لدى الجيش واللجان الشعبيّة، مُشيراً إلى أن المقاتلين الأبطال أثبتوا النجاعة العالية أمام الأسلحة الهجومية والدفاعية التي يستخدمها العدوّ باستمرار.
وفي ختام تصريحاته، يقول المحلل العسكري العقيد مجيب شمسان: “بعد هذه العملية وما سبقها وما قد يعقبها من عمليات خاطفة، يمكن القول إننا أصبحنا في وضعٍ مختلفٍ تماماً، لا سيَّما أن القوات المسلحة تتحَرّكُ في كُـلّ المسارات وكل الجبهات وتملك زمام المبادرة”.
صحيفة المسيرة