ماذا يعني لنا خطابُ القائد؟
موقع أنصار الله || مقالات ||مصطفى العنسي
تجلى لنا نور القرآن وأثر الإيمان وعظمة الإسلام في خطاب قرين القرآن السيد القائد -يحفظه الله- بما يحمله من هم وحرص على هداية الأُمَّــة..
يكاد يتفطر قلب السيد القائد ألماً كما شاهدناه وسمعناه وهو يتأوه على حال ووضع الأُمَّــة الإسلامية المزري والذي يبعث على الحزن والأسى..
في الوقت الذي يحمل هم المسؤولية وتبليغ الرسالة وتجسيد قيم الدين هو يحمل ذلك الشعور الذي حمله رسول الله (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)، (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
خطاب السيد القائد هو خطاب قرآني تربوي تكلم فيه عن الإيمان وجعله عنواناً رئيسياً لمناسبة جمعة رجب مناسبة إيمان اليمنيين ودخولهم للإسلام على يد الإمام علي (عليه السلام).
جعل من خطابه محطة تربوية لربط الأُمَّــة بالله وبمنهج الله محتذياً حذو رسول الله-صلى الله عيه وآله- ومتأسياً به حتى ملأ الفراغ الذي تركه رسول الله وكأنه لم يغب عنا من رسول الله إلا شخصه..
فمن غيره حمل هم الأُمَّــة ومن غيره عمل على تربيتها وتزكيتها وصلاحها لتكون أُمَّـة تعيش العزة والفلاح والهداية والكرامة..
ومن غيره عزز في نفوس أبنائها الأمل والإيمان بالله والثقة به والتوكل عليه..
لا نبالغ أبداً حينما نقول بأنه يمثل الامتداد الطبيعي لرسول الله -صلوات الله عليه وآله- فيما يحمله من قيم القرآن وتعاليم الإسلام وأخلاق الرسول، فمنه عرفنا رسول الله وعرفنا مصاديق آيات الله ولمسنا منه معنى الإيمان بالله ومصاديقه وثماره ونتائجه..
هو في عصرنا من يحمل همّ رسول الله ويطبق تعاليمه وقيمه وأخلاقه كما هي (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)، (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
يربي الأُمَّــة تربية الإيمان ويزكيها بالقرآن ويهديها إلى سبيل الرشاد ويعزز فيها روح العمل والجهاد ويرسخ لديها ثقافة الجهاد والاستشهاد..
يجب أن نقابل خطاب السيد القائد بالسمع والطاعة والاستجابة فهو علم الهدى وقرين الكتاب ووارثه والقائم بالحق والصادع به..
فلا بديل لنا ولكل الأُمَّــة عن خط الإيمان ورموزه إلا خط الكفر والنفاق ورموزه..
إن نتيجة الاستبدال واضحة.. عندما تستبدل الأُمَّــة الإيمان بالكفر والمعروف بالمنكر فَـإنَّه يخيم عليها الذل والاستكانة والضعف والانحطاط ويحل عليها غضب الله ومقته وسخطه وعقابه.. وحينما تتنكر الأُمَّــة لأعلام الهدى وقادة الإيمان ورموزه وتنحرف في ولائها الإيماني يصبح عندها المنكر معروفاً والمعروف منكراً.
يجب أن نصل إلى قاعده مهمة وهي أنه لا غنى لنا كأُمَّة مسلمة عن اتباع الهدى وأن لا نقيس ذلك باتباع الهوى حتى لا نقع في الضلالة والردى، وأن نسمع ونطبق كُـلّ كلمة يتفوه بها علم الهدى فهو أمان لنا كما أن النجوم أمان لأهل السماء فكل كلماته ومحاضراته وخطاباته قبس من نور القرآن.
ولنتقي الله في التزامنا بتوجيهاته وأن لا نخيب ثقته فينا فهو محور ارتكازنا كأمَّة قرآنية وبه يتم الولاء والانتماء.. بولائنا له يقف الله معنا بإرادته وبقوته وملكوته وبطاعتنا له يمتاز الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق.
لا نقول هذا جزافاً ولا إطراءً وإنما هي الحقيقة فلن تنتصر الأُمَّــة إلا بركائزها الثلاث:
– منهج مقتبس من نور القرآن.
– قيادة ربانية يصطفيها الله ويختارها لتحَرّك القرآن.
– أُمَّـة ملتزمة مستجيبة صادقة في ولائها وانتمائها.
نعمة القيادة لا يتنكر لها إلا جاحد ولا يستحيي من شد الأُمَّــة إليها إلا مرتاب خاسر؛ لأَنَّ القيادة هي حلقة الوصل بين الأُمَّــة والقرآن وبها يجسد الله رحمته وحكمته وعلى يدها يحقّق الله وعوده في آياته.
ختامًا يجب أن نتفهم جيِّدًا خطاب السيد القائد وأن نستشفي منه دواء لدائنا وران قلوبنا فهو يعني لنا القرآن الناطق..
وأن نطبقه ونلتزم به في واقع عملنا حتى نرشد ونزكوا وننتصر على أعدائنا ونسلم تبعات الشقاء والردى في الدنيا والأُخرى، (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّه لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّم وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَان وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْر وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَان أُولئك هُمُ الرَّاشِدُون).