سياسةُ “الإنكار” الإماراتية تفشلُ في إخفاء تداعيات الضربات اليمنية

|| صحافة ||

يحاولُ العدوُّ الإماراتيُّ التخفيفَ من تداعياتِ وآثارِ عملياتِ الردعِ اليمنيةِ المُستمرَّةِ والمتصاعِدةِ على المنشآت الحيوية الإماراتية، من خلال اعتماد سياسة الإنكار والتكتُّم، على أمل ألا تتضرر سُمعة البلد كوُجهةٍ اقتصادية وسياحية، غير أن نتائجَ هذه السياسة تكادُ تكونُ معدومةً تماماً، فمؤشراتُ الاقتصاد الإماراتي تهتزُّ وتتراجعُ بشكل فوري إثر الضربات اليمنية، كما أن التحذيرات “الأمنية” التي توجّـهها دول الغرب، وعلى رأسها أمريكا، لرعاياها في الإمارات، تخترق حاجز الكتمان والإنكار الإماراتي، لتؤكّـد بشكل واضح على أن “الدويلة” أصبحت غير آمنة، وأنها دخلت نفقاً مظلماً ستكونُ تكاليفُ الاستمرار فيه باهظةً للغاية وربما لا تتمكّن أبداً من العودة إلى ما كانت عليه.

إلى جانبِ مؤشرات البُورصة والتحذيرات “الأمنية” للمقيمين، تظهر العديدُ من وسائل الإعلام الأجنبية ما يحاولُ إخفاءَه النظام الإماراتي حول آثار وتداعيات الضربات اليمنية، برغم جهود العلاقات العامة المبذولة بشكل مكثّـف للتحكم في “الرواية” الإعلامية حول تلك الضربات، فعلى امتداد الأسابيع الماضية كانت معظمُ الصحف والمواقع ووكالات الأنباء الأجنبية الشهيرة، مجمعةً على أن الإمارات تواجهُ تهديداتٍ خطيرةً للغاية فيما يتعلق باقتصادها وأمنها، وهو ما يعني أن الأمرَ قد خرج عن سيطرة أبو ظبي، وأن سياسةَ التكتم والإنكار لم تعد مُجدية، خُصُوصاً مع ترقُّب المزيد من الهجمات.

في تقرير جديد، تشيرُ صحيفةُ “فايننشال تايمز” إلى أن “الهجماتِ تهدّدُ بإعادة الإمارات إلى خضمِّ الاضطرابات الإقليمية بينما تحاولُ التركيزُ على التعافي الاقتصادي من تداعيات وباء كورونا”، وتنقل الصحيفةُ عن “سينزيا بيانكو، من المجلس الأُورُوبي للعلاقات الخارجية قولها: إن “المخاطر تضر بسمعة الإمارات كواحدة من الدول القليلة المستقرة في المنطقة”.

وتنقل الصحيفة عن الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “Sicuro Group” وهي شركة للمعلومات وتحليل المخاطر مقرها دبي، قوله: إن “الشركات متعددة الجنسيات، التي يتخذ الكثير منها مقراً لها في الإمارات عبرت عن مخاوف”.

وتضيف أن إحدى الشركات العالمية نقلت حدثين كان من المقرّر عقدهما في مارس من الإمارات إلى لندن بعد الهجمات، ويقول مسؤول تنفيذي أجنبي مقيم هناك: إن: “السكان المحليين والمقيمين في أبو ظبي قلقون للغاية بشأن الهجمات”، ويضيف: “لسنا معتادين على هذا، إنها تسبِّبُ الكثيرَ من القلق”.

وقال المسؤول التنفيذي الأجنبي أَيْـضاً: إن تحذير السفر الذي أطلقته الولايات المتحدة لرعاياها، يجعلُ إحضارَ الناس إلى الإمارات صعباً.

وتتابع الصحيفةُ: “الخطرُ هو أن الإماراتِ الأصغرَ من السعوديّة ستبدأُ في مواجهة مستوى من التهديد مماثلٍ لجارتها التي تتعرَّضُ لهجمات مُستمرّة بالصواريخ والطائرات بدون طيار”، وهو ما يجعل الإمارات “أكثرَ عُرضةً للخطر” بحسب باحثة تحدثت للصحيفة وفسرت ذلك بأن “جزءًا كَبيرًا من اقتصاد الإمارات يعتمد على السياحة وهي مركَزٌ مالي عالمي رئيسي، وآخر شيء تريده هو أن تصبحَ الهجمات حدثًا منتظمًا؛ لأَنَّها ستضر بالسُّمعة التي اكتسبتها البلاد كملاذ آمن”.

ويقول موقع “ستارز آند سترايبس” الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية: إن “الرسالة الواردة من اليمن وبصوت عالٍ وواضحٍ، وهي أن: الإمارات في مرمانا”، مُشيراً إلى أن “أيَّ شعور بالإنجاز كان يمتلكه الإماراتيون قد اهتز؛ بسَببِ سلسلة الهجمات الصاروخية والجوية الأخيرة التي استهدفت الإمارات.

ويضيف الموقع أن “صدى الرسالة يصلُ إلى ما هو أبعدُ؛ لأَنَّ الإمارات تعتبر مركزًا اقتصاديًّا عالميًّا، وبعد أن أظهر الحوثيون مرارًا قدرتَهم على قصف العمق السعوديّ، يؤكّـدون الآن أن دائرة الخطر لا تقتصر على الدول التي يشتركون معها في الحدود”.

ويؤكّـد الموقع عدمَ جدوى التعاطي الإعلامي الإماراتي مع الهجمات، حَيثُ يقول: “على الرغم من أن القيادة الإماراتية تحاولُ عدمَ إظهار الذعر من التهديد الحقيقي، إلا أن القلقَ واضحٌ في رد فعلها المبالغ فيه، حَيثُ تم اقتياد السكان الذين نشروا لقطاتٍ للصواريخ للاستجواب قبل السلطات على أَسَاس أن مقاطع الفيديو الخَاصَّة قد تطلق الشائعات أَو تعطي معلومات أمنية حيوية”.

ويضيف الموقع أن الإمارات لا تستطيع أن تمنعَ انتشارَ الأخبار بهذه الطريقة، فالولاياتُ المتحدة على سبيل المثال قد حذرت من السفر إلى الإمارات؛ بسَببِ الهجمات.

ويتابع: “قبل أن تسوِّدَ الصواريخُ سماءَ شهر يناير، كان الإماراتيون يعتمدون على الارتفاع المفاجئ في عدد الوافدين المرتبط بمعرض إكسبو 2020 في دبي، لكن ربما يكون الحوثيون قد أنهوا آمالَ الإمارات في العودة إلى العمل كالمعتاد”.

ما سبق كان جزءًا بسيطًا مما تتناوله وسائل الإعلام الأجنبية بشكل متواصل منذ عملية “إعصار اليمن الأولى”، حَيثُ تكشفُ تلك التناولاتُ الكثيرَ مما يحاولُ النظامُ الإماراتي إخفاءَه، وهو ما يعني أن الرسالةَ اليمنية التي تحملُ عنوانَ “الإمارات غير آمنة” قد وصلت إلى جميع المعنيين، وعلى رأسِهم الشركاتُ الأجنبية والمستثمرون، وبالنظر إلى أن مسار الردع ضد الإمارات ما زال في بداياته، فَـإنَّ الوقتَ ليس في صالح “أبو ظبي”؛ لأَنَّ الآثارَ السلبيةَ ستتراكمُ بشكل سريع؛ بسَببِ الطبيعةِ الهَشَّةِ للبلد.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا