تفوُّقٌ يمني دفاعي وهجومي وفشلٌ أمريكي على الصعيدين.. دولُ العدوان تشتري الوهم!

|| صحافة ||

مع كُـلِّ عمليات الرد والردع اليمنية تزدادُ مظاهرُ الفشل الأمريكي، وترتفعُ معه وتيرةُ التخبط السعوديّ الإماراتي المليئة بالإفلاس الظاهر، من خلال لجوء دول العدوان إلى الاستعانة لمزيد من الحماية الأمريكية الوهمية، واستقدام الدفاعات الجوية العاجزة عن فعل شيء أمام سلاح الجو والقوة الصاروخية اليمنية، وقد برهنت عشرات العمليات النوعية والكبرى في عمق دول العدوان، كُـلّ ذلك.

ومع تقاطر المسؤولين الأمريكيين إلى الإمارات على أعقاب الأعاصير اليمنية المدمّـرة، لرفع معنويات النظام الإماراتي، وسلبه المزيد من الأموال مقابل أنظمة دفاعية لا تسمن ولا تغني من جوع، ما يزال القلق الأمريكي يخيِّمُ على المشهد، مصحوباً بإفلاس في الخيارات وزوال الحلول الدفاعية، لا سيَّما بعد تمكّن الأسلحة اليمنية من اختراق الدفاعات الأمريكية الحديثة والمتطورة ومنها بطاريات الباتريوت وصواريخ ثاد وغيرها من الأنظمة التي أينما حلت، هزمتها المسيَّراتُ اليمنية، وأخيرًا العراقية، وما تشهدُه الإماراتُ خلال هذه الفترة من عمليات استهدافٍ متواصلةٍ متعددة المصادر الظاهرة والخفية، خير دليل على أن دول العدوان ورعاتها من الأمريكيين باتوا لا يملكون خياراً سوى الفشار الإعلامي والإعلان عن المزيد من الصفقات المشابهة لسابقاتها.

 

الدفاعُ اليمني “يقارعُ” الهجومَ الأمريكي:

وعلى العكس من ذلك، تثبت الدفاعات الجوية اليمنية نجاعتها يوماً بعد آخر، وتظهر ملامح تصاعد قدراتها من خلال التصدي للطائرات المعادية المتطورة، وقد تمكّنت، أمس الأول، من إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة تابعة لسلاح الجو السعوديّ.

وأوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن “الدفاعات الجوية اليمنية تمكّنت بفضل الله من إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة نوع (CH4) تابعة لسلاح الجو السعوديّ”، مُشيراً إلى أنه “تم إسقاط الطائرة أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء مديرية حرض بمحافظة حجّـة”.

وأوضح متحدث القوات المسلحة أن عملية إسقاط الطائرة تمت “بصاروخ أرض جو لم يتم الإعلان عنه بعد” وهي رسالة أُخرى توحي بأن الدفاعات الجوية اليمنية ماضية في تطوير قدراتها ومواكبة التسليح الجوي الأمريكي الأُورُوبي الصيني المعادي المتواجد بغزارة لدى دول العدوان، وُصُـولاً إلى حماية الأجواء اليمنية بشكل كامل.

وتعتبر الطائرة الصينية (CH4) الأخيرة التي تم إسقاطها هي الرابعة التي يتم إسقاطها منذ بداية العام الجاري، بعد إسقاط طائرتين صينيتين طراز “وينغ لونغ2” في الـ 5 والـ 11 من يناير المنصرم، خلال ممارستها أعمالاً عدائية في سماء شبوة، وكذا اصطياد الطائرة التجسسية الأمريكية “سكان إيغل” في الـ 30 من الشهر ذاته، خلال تحليقها في سماء مأرب وممارستها الأعمال العدائية المعهودة.

كما أن عملية الإسقاط الأخيرة تؤكّـد أن الأسلحة الجوية المتطورة الصينية والأمريكية لم تعد بمنأى عن الدفاعات الجوية اليمنية، لا سيَّما أن الطائرات الأربع تعد من الطائرات الحديثة، التي تنتجها واشنطن وبكين، خُصُوصاً الطائرة (CH4) الصينية التي تعتبر نسخة من الطائرة الأمريكية المتطورة “MQ9” –وهي الأُخرى تم إسقاطها عدة مرات– ورغم أن المقاتلة التجسسية الصينية تمتلك قدرات عالية في التحليق والمدى الذي يصل إلى 5 آلاف كيلومتر وإطلاق الصواريخ من مسافات عالية للغاية، إلا أن الدفاعات الجوية تمكّنت من اصطيادها عدة مرات طيلة سنوات العدوان والحصار، وهي من الطائرات التي تستخدمها قوى العدوان بكثافة نظراً لإمْكَانياتها الكبيرة مقارنة بالطائرات “الدرونز” متعددة الطرازات التي تستخدمها دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، لتثبت الدفاعات الجوية اليمنية فشل الخيارات العدائية التجسسية لدول العدوان.

 

الهجومُ اليمني يجدد هزيمة الدفاع الأمريكي:

ووسط استمرار التفوق العسكري اليمني الدفاعي بوجه التسليح الجوي الأمريكي التجسسي العدائي، تعود الأسلحة اليمنية الهجومية بوجهيها “الصاروخية والجوية المسيَّرة” لتثبيت معادلة الفشل الأمريكي السعوديّ الإماراتي الدفاعية، وهي معادلة تكرس وبشكل كبير حالة الفشل والإفلاس في صفوف دول العدوان، حَيثُ شنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، هجومًا جديدًا على العمق السعوديّ، في عملية تعتبر الخامسة من نوعها منذ بداية العام من ناحية العميات المعلنة، فضلاً عن العمليات العديدة غير المعلنة والتي تطال باستمرار عواصم دول العدوان.

وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، أمس، أن سلاحَ الجو المسيَّر تمكّن من استهداف موقعٍ عسكري هام في العُمق السعوديّ، في عملية خاطفة لها دلالاتها وأبعادها وتداعياتها.

وأوضح العميد سريع أن العملية التي نفذتها القوات المسلحة عبر جناحها الجوي المسيَّر استهدفت موقعاً عسكريًّا هاماً في مطار أبها، عبر طائرة نوع قاصف2K، مؤكّـداً أن عملية الاستهداف حقّقت الإصابة الدقيقة المرجوة.

وأشَارَ سريع إلى أن مطار أبها من المطارات التي تستخدم للأعمال العسكرية ضد اليمن، في رسالةٍ توحي بحالة الرصد المُستمرّة والاختراق المخابراتي اليمني للعمق السعوديّ والقواعد المعادية المستخدمة في العدوان على اليمن.

وفي رسالةٍ أُخرى توحي بمزيد من العمليات اليمنية النوعية والخاطفة في عمق دول العدوان، جَدَّد العميد سريع تحذير القوات المسلحة اليمنية للمقيمين في عواصم المعتدين بالابتعاد عن المواقع العسكرية التي قد تطالها المسيَّرات والصواريخ اليمنية في أية لحظة، وذلك بعد أن حذّرهم ونصحهم بالابتعاد عن المواقع الحيوية الاقتصادية التي تعتمد عليها دول العدوان في تمويل ممارساتهم الإجرامية والعدائية بحق اليمن ومقدراته وأبنائه.

 

اعترافٌ أمريكي بالفشل المشهود:

وبعد ساعات من العمليتين اليمنيتين الأخيرتين على الصعيدين الدفاعي والهجومي، جددت الولايات المتحدة تعبيرها عن حالة القلق الكبيرة والإفلاس في مواجهة التطورات التي طرأت على مسار الرد والردع.

وفي تصريحات انهزامية تؤكّـد أن زيارته للإمارات كانت بغرض بيع الوهم وتسويق الفشل بوجه مخادع مقابل البترودولار، أكّـد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي، استمرار حالة الفشل والتخبط الأمريكية.

وقال ماكنزي في تصريحات لوكالة رويترز: إن “الولايات المتحدة تعاني من محدودية قدرات الاستطلاع (آي. إس. آر) فوق اليمن”، وهي تصريحات توحي بفشل الأعمال التجسسية العدائية فوق اليمن جراء التطور الدفاعي، وهو ما يجبر دول العدوان –باستمرار– على معاودة قصف المقصوف وارتكاب الجرائم؛ كون ذلك هي الأهداف الموجودة في بنك قوى العدوان التي لم تتمكّن من رصد أي مواقع تستخدمها القوات المسلحة اليمنية في عمليات الرد والردع، ولعل تصريحات ماكنزي والتصعيد المتواصل على صنعاء البارع في قصف الركام وقتل الأبرياء، هي من تترجم حالتي الفشل والإفلاس.

وحاول ماكنزي تبرير الفشل الأمريكي والتغطية عليه بقوله “اليمن بلد كبير الحجم ويتعين علينا اتِّخاذ قرارات حسب الأولويات”، في إشارة إلى انعدام إمْكَانية الرصد والاختراق وممارسة الأعمال التجسسية العدائية المرجوة.

ولم يخفِ الجنرال الأمريكي قناعة واشنطن بفشل كُـلّ أسلحتها الدفاعية المتواجدة على امتداد الرقعة الجغرافية لدول العدوان، حَيثُ تابع حديثه لرويترز بالقول “سنساعد في تجديد الصواريخ الاعتراضية، وسنفعل كُـلّ ما في وسعنا لمساعدة الإمارات في الدفاع عن نفسها”، وهي كلمات توحي بأن الوضعَ الدفاعي الحالي في العمقين الإماراتي والسعوديّ غيرُ كافٍ للتصدي للعمليات النوعية اليمنية، مفنِّداً بذلك كُـلّ دعايات الرياض وأبوظبي التي تتحدث عن اعتراض صواريخ ومسيَّرات يمنية.

 

أبوظبي تنسف “دعايات” اعتراض الأسلحة اليمنية:

وفي مظهر آخر من مظاهر الفشل المتخبط عاودت الرياض وأبوظبي نسفَ دعايات التصدي للأسلحة اليمنية، وذلك بعد إعلان الأخيرة عبر وكالة رويترز أنها “طالبت بشكل خاص من الولايات المتحدة تجديد أنظمة الدفاعات الصاروخية الاعتراضية ومنها نظاما ثاد وباتريوت”، في إشارة إلى فشل كُـلّ دفاعاتها أمام الأعاصير السابقة المعلنة وما تلاها من ضربات غير معلنة، تحدثت عنها ردود الفعل الإماراتية المتخبطة وتبريراتها الزائفة.

ويأتي الطلب الإماراتي بأنظمة جديدة، في ظل الترويج المتواصل عبر إعلام أبوظبي لاعتراض الصواريخ والمسيَّرات التي تقصف باستمرار العاصمة الإمارتية، وتطال أهدافاً حيوية في عمليات غير معلَنة، وهي متناقضات تزيد من انكشاف الحالة التي تعيشها أبوظبي وشقيقتها الرياض.

ومع استمرار الغطرسة الأمريكية الصهيونية في المنطقة عبر أدواتها العميلة، تتفشى روائحُ الفشل في صفوفها في التصدي لردود الفعل الدفاعية التي تنفذها القوى المقاومة، سواء في عمق دول العدوان أَو العمق الصهيوني –الذي هو الآخر يشكو من الوجع الذي تتألم منه أنظمة دول العدوان– حَيثُ تعرضت الأراضي الفلسطينية المحتلّة لعمليات خاطفة اخترقت الأنظمة الدفاعية الصهيونية، وهو صدى راجع للإمارات التي تلهث وراء الحصول على دفاعات إسرائيلية فشلت في التصدي للصواريخ والمقذوفات البدائية الفلسطينية، ليتأكّـد للجميع أن النظامين الإماراتي والسعوديّ يعيشان حالتي هستيريا وفشل كبيرتين ستدفعهما إلى الانغماس في الخيانة رغم علمهما بفراغية الجدوائية منها، ومؤشرات ذلك قد لاحت في الأُفُق.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا