أمريكا عدوة الشعوب المتحرّرة
موقع أنصار الله || مقالات ||منار عامر
في مثل هذه الأيّام من تاريخ ١/فبراير إلى ١١/ فبراير من عام ١٩٧٩م انتصرت الثورةُ الإسلامية في إيران التي كانت بين جماهير الشعب المظلوم والشاه الظالم، بعد النضال الكبير من الشعب لأجل التخلص من الفساد والعبث بأموال الحكومة من ناحية نظام الشاه ورجال الدولة المؤيدين له واللاهثين وراء مصالحهم بعيدًا عن مصلحة البلاد فقد وصل بهم الحال إلى أن يقوموا بتهريب الأموال وسبايك الذهب التي هي من حق الشعب إلى خارج البلاد لتكون في حوزتهم فقط.
في ظلِّ تلك الأوضاع المليئة بالفساد من نظام الشاه واللامبالاة بما يؤولُ إليه مصيرَ الشعب، قامت الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني لكن الإمام تعرض للمحاربة بوسائل كثيرة، فقد نُفي إلى خارج إيران وظلّ في أكثر من بلدٍ متنقلًا بينهم، إلى أن استقر في فرنسا وبالكاد استطاع أن يواصل مسيرته الجهادية وإيصال صوت الشعب وحمل قضية الأُمَّــة التي لا بُـدَّ من استعادة مجدها وإرجاع حقها وإثبات هُــوِيَّتها الإسلامية.
إن التاريخ يتكرّر باختلاف القصص والشعوب، ففي كُـلّ بلدٍ عربي أَو إسلامي لا يمكن ألّا يكون في تاريخهِ ثوراتٍ مجيدة تُحقّق الفخر والاعتزاز بها.
وها هنا اليمن هي منبع الثورات، ومحقّقة الانتصارات على كُـلّ من أراد أن يعبث بها سواءٌ أكان من الداخل أَو الخارج والتاريخ يشهد لها بأنها مقبرة الغزاة.
فقد قام الشعب بثورة ضد حكومة الفساد وأبى العيش في ظلمٍ وهوان حتى حقّق النصر الكبير في ثورة ٢١ سبتمبر تحت قيادة السيد عبدالملك يحفظه الله، وهرب كُـلّ من كان يعيثُ في الأرض الفساد هروبًا مخزيًا متسترين جبناء، أذلاء وصاغرين لمن قاموا بالهروب إليهم وطلبوا عونِهم، فلم تمضِ فترةٌ إلا وقد قامت السعوديّة بشنِّ حربٍ ظالمة على اليمن بذرائع واهية وسخيفة وهذا ما فعلتهُ العراق بقيادة صدام حسين سابقًا بإيران عند انتصار ثورتها الإسلامية.
ولنكنْ على علمٍ فَـإنَّ هذه الدول هي مُجَـرّد أدوات لأمريكا لتنفيذ ما تريده وهذا ما أثبتته الأيّام، فأمريكا وإسرائيل _بعد أن أصبحت علنيةً بخلاف السابق_ لا يريدون استقلال وحرية الشعوب العربية بل لا يريدون تمسكهم ورجوعهم إلى عقيدتهم الإسلامية الصحيحة، فهم يحاولون إغواءَ جميع الشعوب العربية الإسلامية بمزاعم كاذبة، وإفهام العقول الخاوية بأن التقدم والثقافة والرقي متناقِضُ مع الدين والإسلام، وتقوم بالعدوان وشنِّ الحروب على كُـلّ من يعارضها أَو يبدي كلمة حق على خلاف رأيها، فهي تخاف جِـدًّا من تداعيات هذه الأمور.
مضت ثماني سنوات على عدوانهم الظالم العدوان الصهيوأمريكي السعوديّ الإماراتي، وبفضل الله وبفصل صمود أبناء الشعب الشرفاء ثبتنا واستمررنا في دفاعنا عن أنفسنا، فقد قاموا بارتكاب مجازر كبيرة وكثيرة بحق المدنيين والعزل، في صمتٍ مخيفٍ من العالم وكأن الدماء التي تُسفك مشروعة لهم، وكأن دموعَ الأطفال والنساء لا علاقة لهم بها، وكأن معاناة شعبٍ كامل هم غير مسؤولين عنها
هنا اليمن من بدمائِها الزكية سطّرت أعظم البطولات، من ثبتت وقاومت وصنعت واكتفت بفضل الله تعالى، فمن كان في موقفِ حقٍّ لن يتركَه الله مهما تكالب عليه العالم، فاليمن تخوض معركة حاسمة وهامة في تاريخها العريق، فصمودنا كُـلّ هذا الوقت الطويل إنما هو بتأييد من الله تعالى وسيثمر وقد أثمَر إلى الآن.
لقد عرَف العدوان من نحن ولقد واجهنا التصعيد بالتصعيد، فهذه رسالة لهم، إن لم يُوقفوا عدوانهم فسنواصل الدفاع عن أنفسنا وسنقوم بقصف منشآتهم العسكرية ومطاراتهم الدولية كما فعلنا من قبلُ، الحل أمامهم وهو إيقافُ عدوانهم، فإن كانوا يريدون السلام فلا يُحدِّثونا عن الاستسلام.