حملةُ “إعصار اليمن” ستكونُ الضربةَ القاصمةَ للعدوان والمرتزِقة ولتحقيقِ ذلك لا بد من تحَرّك مجتمعي كبير
برلمانيون وأعضاء في مجلس الشورى:
|| صحافة ||
نهايةَ الأسبوع الماضي، أعلن رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، مهدي المشاط، تدشينَ حملة “إعصار اليمن” للتحشيد والاستنفار لمواجهة العدوان، مؤكّـداً على أهميّة الصمود الشعبي خلال هذه المرحلة وضرورة أن تقوم مؤسّسات الدولة بدورها بشكل فاعل في الحشد والاستنفار على كافة المستويات لمواجهة العدوان، لتشمل المستويات الرسمية والشعبيّة والنخبوية، وأن على أبناء الشعب اليمني التفاعل الجاد مع التحشيد والاستنفار لإسناد الجيش واللجان الشعبيّة في معركة التصدي للعدوان الغاشم.
الرئيس المشاط ذكر أن العدوان الأمريكي السعوديّ سعى منذ اللحظة الأولى ولا يزال لتدمير المنشآت الخدمية للشعب اليمني، وأن ما يقوم به هذا التحالف من استهداف للمؤسّسات المدنية يعبر عن حالة فشل وإفلاس وصل إليها المُعتدِي، يزيد من رصيد إجرامه، في حين يبدو واضحًا للعيان بتصرفاته وطيشه وإمعانه في قتل اليمنيين وتدمير مقدراتهم.. إنه بعيد عن السلام، وإن ما يتحدث به يتناقض مع التصعيد والحصار واستهداف المنشآت المدنية والخدمية، ما يجعل الشعب اليمني في موقف أقوى وهو يدرك إفلاس العدوّ والحاجة إلى الرد على استهتاره بأرواح ومقدرات هذا الشعب الذي لن يقف مكتوف الأيدي، ليرد على هذه الجرائم بكل الوسائل المتاحة فيما بشائر النصر تلوح في الأفق.
من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب، إلى أن ما عرضه الإعلام الحربي من مشاهد لإطلاق الطائرات المسيَّرة من مختلف التضاريس، يكشف زيف ما يدعيه العدوان حول إطلاق الطائرات المسيَّرة من الأحياء المدنية، موضحًا أن رئاسة مجلس النواب، وجهت أعضاء المجلس بالنزول الميداني إلى دوائرهم للمساهمة في الحشد والتعبئة ضد العدوان الأمريكي الغاشم وجرائمه المُستمرّة بحق هذا الشعب العظيم.
بدوره أكّـد رئيس مجلس الشورى، أن المجلس يقوم بدور كبير في التحشيد والنزول الميداني للمحافظات كجزء من واجبه الوطني في معركة التحرّر والاستقلال.
وقال رئيس مجلس القضاء الأعلى: إن ما نمتلك من قوة المسؤولية وقوة الاندفاع يجعلنا قادرين على مواجهة العدوان بكل ما نستطيع، ولا بدَّ أن يكون لنا في كُـلّ المؤسّسات دور بارز في التحشيد ومواجهة التحديات.
تصعيد وتحشيد
ويقول عضو مجلس النواب الدكتور علي الزنم -رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين بالمجلس-: إن دعوة الرئيس مهدي المشاط في هذا التوقيت بالذات له دلالات وأبعاد وأهداف كلها تخدم المرحلة الاستثنائية التي يمر بها اليمن من خلال إعلانه تدشين حملة (إعصار اليمن) للتحشيد والاستنفار لمواجهة العدوان.
ويضيف الزنم أنه وَمنذ بداية العدوان والتحشيد مُستمرّ لكن هذه المرة الرئيس المشاط، يشير إلى جزئية مهمة وهي الاستنفار، بما يشير جليًّا إلى أن العدوان وبعد سبع سنوات يستهدف كُـلّ شيء في الوطن، إضافة إلى الحصار الشامل البري والبحري والجوي؛ بهَدفِ تركيع اليمنيين وسلب سيادتهم على وطنهم، وبالتالي عندما وجد نفسه عاجزاً عن تحقيق أي من أهدافه الدنيئة اتجه اليوم لاستهداف الأعيان المدنية، ومنها الوزارات والمصالح والمؤسّسات الخدمية التي تقدم خدمة للمواطن وليست لها أية علاقة بالجانب العسكري، وبالرغم من أن استهدافها مخالف للقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك والأعراف الدولية التي تؤكّـد على حماية المواطنين المدنيين ومصالحهم أثناء النزاعات والحروب، كُـلّ ذلك يرتكب من قبل دول العدوان بقيادة رأس التآمر العالمي أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة كالسعوديّة والإمارات.
ويواصل الزنم قائلاً: هذا التصعيد الخطير كان لا بُـدَّ له من رد وتوجّـه يشحذ الهمم ويحفز الطاقات والجهود لدى الجانبين الرسمي والشعبي لمواصلة الدعم بالمال والرجال وتسخير كُـلّ ما هو ممكن لصالح الجيش واللجان الشعبيّة ورجال القبائل لتحقيق أهداف عملية إعصار اليمن لعلها تكون الضربة القاصمة للعدوان ومرتزِقته وإلحاق الهزيمة التي تمكّن كُـلّ اليمنيين الشرفاء من استكمال النصر ومشروع التحرّر لوطن الأحرار من صعدة حتى المهرة، ولن يتأتى ذلك إلا بتأييد من الله تعالى، ثم بالسير في طريق إعداد عوامل النصر وأسبابه ثم التوكل على الله، وهي دعوة لكل أبناء اليمن بأن مشروعكم الذي بدأتم به اقترب لأن يكتمل، فرجال الرجال هم اليوم عنوان النصر والتضحية والفداء ووقوفكم مع صناع النصر هو نصر لكم أولاً ولوطنكم ولتاريخكم وحضارتكم وقيمكم ودينكم وحفاظاً على الكرامة والسيادة التي يجب صونها في حدقات العيون.
ويرى أن علينا كجانب رسمي وشعبي أن نفهم الرسالة جيِّدًا -من خلال اجتماع الرئيس المشاط الذي ضم رؤساء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وكذا الاستشارية -بمعنى أدق وهي أن المرحلة تعني الجميع بدون استثناء وأن المعركة معركة وطن وليست معركة حزب أَو طائفة أَو مكون أَو منطقة فكل اليمنيين مدعوون للمشاركة في معركة الفصل بين الحق والباطل.
وعلى صعيد متصل، يؤكّـد عضو مجلس الشورى عبدالواحد الشرفي، أن المعركة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني، منذ أكثر من سبع سنوات هي معركة تحرّر واستقلال، وقبل ذلك هي معركة في سبيل الله ومن أجل نصرة دين الله والمستضعفين في مواجهة المستكبرين أمريكا وإسرائيل وأذنابهم من النظامين السعوديّ والإماراتي.
ويشير الشرفي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن الدعوة التي وجهها فخامة المشير مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- مؤخّراً تأتي في إطار تعزيز جبهة مواجهة العدوان واستكمال النصر على قوى البغي والعدوان وإتمام عملية تحرير الأرض اليمنية وترابها من دنس الاحتلال والارتزاق.
وقال الشرفي: إن “معركة التحرّر هي معركة الشعب اليمني بكل فئاته وقواه الحية ومؤسّساته والمشايخ والوجاهات الاجتماعية، والقيادات هم جزء من هذا الشعب الصامد والمقاوم والعديد منهم من السباقين للمواجهة والتحشيد وتعزيز جبهة الصمود وتتنوع تلك الجهود بحسب القدرات والمواقع، فمنهم من كان في خطوط المواجهة وآخرين في إطار التعبئة والتحشيد والتوعية وهو ما يجب أن تعزز تلك الجهود المثمرة والطيبة والتي كان لها الفضل في تحقيق الانتصارات المتوالية، كما يجب أن يكون لقيادات الدولة بسلطاتها دور فاعل في الإسهام في حملة “إعصار اليمن” بالحشد وَالتعبئة وَالتوعية بحسب تنوع القدرات والإمْكَانات، وأن تصب الجهود المجتمعية والرسمية والشعبيّة في تعزيز جبهات العزة والشرف والصمود، لكسر شوكة قوى البغي والعدوان والتي تُمنى بانكسارات وهزائم متلاحقة عسكرية وسياسية وأخلاقية، وهذا يدل على عظمة صمود الشعب اليمني وتضحياته في سبيل العزة والكرامة والاستقلال فضلاً عن وعيه بضرورة التصدي للعدوان ومواجهة مؤامراته أكثر من أي وقت مضى.
وفي السياق ذاته، يشدّد عضو مجلس الشورى نائف حيدان، على أهميّة زخم المواجهة، قائلاً: إن المؤشر اليوم ونحن نطل على العام الثامن منذ إعلان العدوان على اليمن أن باب الحوار مغلق، وحتى وإن فتح، فالعدوّ يريد فتحَه بالطريقة التي يحقّق فيها أهدافَه عبر الطاولة بعد أن عجز عن تحقيقها بالحرب وعلى مدى سبع سنوات مضت.
ويواصل حيدان بقوله: ولأن التوجّـه العدائي هكذا، كان على القيادة الاستعداد والتجهيز لحرب طويلة تستكمل فيها أهداف ثورة ٢١ سبتمبر والمتمثلة في تحقيق الاستقلال وَالسيادة الكاملة لليمن والحياة الحرة والكريمة للشعب اليمني، وَاستباقاً لتصعيد أكبر من قبل العدوّ، رأت القيادة أن يكون هناك استعداد تام لمواجهة التصعيد بتصعيد وتجهيز أكبر، ومثلما صدم العدوّ بمواجهته من قبل ودحره في جبهات عديدة، فلا بدَّ من مواصلة دحره وتوجيه الصدمات الكبيرة له حتى يتحرّر كُـلّ شبر من الأراضي اليمنية.
ويزيد حيدان: ولتحقيق هذه الأهداف فلا بدَّ من تحَرّك مجتمعي كبير يشمل تحَرّك المحايدين أَو المنكفئين على أنفسهم بتحديد موقف من الأحداث فسبع سنوات كافية لتتضح لهذا المحايد الصورة الكاملة والأهداف الحقيقية من وراء هذا العدوان على اليمن.. فلا استعادة شرعية ولا إنقاذ للشعب اليمني وَلا وجود لنظام جمهوري يأتي من دولة ملكية فكلها أعذار وحجج أصبحت مكشوفة ومفضوحة، ولنا في جزيرة سقطرى والمهرة عنوان لأطماع العدوّ.
ويضيف: توجيه الرئيس مهدي المشاط في اجتماعه الأخير بسلطات الدولة (إطلاق حملة إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار لمواجهة قوى العدوان) لا بُـدَّ أن يتبعه تحَرّك جاد وفعلي وتكون نتائجه على أرض الواقع لا مُجَـرّد أخبار تذاع هنا وهناك وبدون مضمون فعلي..
فالتقارير التضليلية والمبالغ فيها تؤدي إلى نتائج سلبية بكل تأكيد وهذا ما كانت تعتمد عليه الأنظمة السابقة وتسير عليه حتى وصل بها الأمر إلى النتائج التي نعرفها جميعاً من انهيار للبلاد ووقتها لم يكن هناك عدوان خارجي.
أما اليوم وفي ظل القيادة الثورية والسياسية، استطعنا أن نتغلب على كُـلّ المؤامرات ونصد التآمر الداخلي والخارجي معاً ونحقّق انتصارات أذهلت العالمَ حتى أن كُـلَّ الدول التي تشارك بالعدوان على اليمن وصلت لنتيجة أن لا حَـلّ عسكريًّا في اليمن وأن لا حَـلَّ إلا بالحوار السياسي، وهذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل التضحيات الكبيرة والصمود الأُسطوري والعمل الإداري الناجح والصادق عبر كوادر مخلصة وصادقة لا هم لها إلا انتصار اليمن، ولا تعتمد في عملها على الوهم والتضليل، بل دقة بالمعلومة وصدق بالطرح، ولهذا يجب أن تنطلق هذه الدعوة الحاسمة بنفس الروح وبنفس المصداقية وبنفس العزيمة لنصل لمرحلة النصر الكبير بتحرير كُـلّ شبر باليمن ليبقى اليمن الواحد الموحد وتحت قيادة وراية واحدة.
قراءاتٌ متعددة
ويقدم عضو مجلس الشورى أحمد الأشول، قراءة في دعوة الرئيس المشاط للتحشيد وأبعادها في سياق استمرار المواجهة واكتمال فصول النصر قائلاً: قد يفهم البعض أن إعلان الرئيس المشاط عن تدشين حملة “إعصار اليمن” للتحشيد والاستنفار لمواجهة العدوان جاء متأخرًا غير أن المتابعين والمراقبين النابهين يفقهون بأن الأمر به من العمق والدلائل ما لا يخفى على دول تحالف العدوان الكبرى -أمريكا، بريطانيا، فرنسا، الكيان الصهيوني-، ناهيكم عن دويلات الذيل من الأعراب أَو العربان الـ (أشد كفرًا ونفاقًا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله)، مُضيفاً أن التدشين للإعصار والتحشيد له -أي للإعصار- لا لمُجَـرّد التحشيد للمواجهة فحسب، فهذا ممتد إلى الوراء مُذْ بدأ تحالف الشر شن عدوانه على بلادنا، فالإعصار الجارف لغطرسة دول التحالف جرى إعلان تدشينه بالأمس القريب أي قبل حوالي 38 يوماً من اكتمال العام السابع للعدوان.
ويزيد الأشول: لو كان الشهر غير فبراير لتم 40 يوماً، ولعل هذَا يندرج تحت لافتة الصبر الاستراتيجي، الذي كان مفتتحُه أربعين يوماً قبل بدء ردنا على العدوان.. فهل الأربعون المتبقية على إتمام العام السابع، هي بمثابة الفسحة أَو الفرصة للأعداء في جعل المجابهة على ذات الوتيرة السالفة، لمنحهم التفكير في وقف عدوانهم ورفع حصارهم وأذاهم عن بلادنا، ما لم فالإعصار مع منتهى العام السابع ومستهل الثامن لا محالة قادم.
ويضيف المستشار الأشول قراءةً ثانيةً بالقول: هناك قراءة على فهم مَن لا يفرق بين هذا وذاك -وفق الذاكرة الشعبيّة- وهي بالتأكيد سليمة على حدها.. وتكمن في أن الحرب الحقيقية ستبدأ والتدشين لها أعلنه الرئيس المشاط في اللقاء الذي جمعه برؤساء المجالس الأربعة “الوزراء، الشورى، النواب، القضاء”، وهذا لا شك ينسجم ويتماشى مع مزاج أولي البأس الشديد من رجال الله الميامين، وكذا هو ترجمة موائِمة لما ورد في الزامل الجميل الذي عنوانه ومطلعه يقول “هاتوا الحرب الحقيقية، يا صليات أطلقي”.
ويتابع “قراءة أُخرى تتماشى مع التدرج الوارد في كتاب الله عز وجل، مؤداها أن دويّ الإعصار يحتاج له حشود كبيرة على كافة المستويات، فأمْره تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ” معناه: ابعث المؤمنين ورغبهم فيه بسائر أسباب التحريض والترغيب من الثواب الموعود على القتال وبيان ما وعد الله لهم من النصر والظفر”.
ويقول: كذلك إن التحشيد للإعصار اليمني، لا شك أن من شأنه اقتضاء التخفيف عن المجاهدين المرابطين الذين كان الواحد منهم يواجه ليس عشرة بل في أحيان كثيرة العشرات، فقد آن الأوان للتخفيف عنهم، فالله يقول: (الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ)؛ كون التخفيف لا يجيئ سوى بعد التكليف، وقد كان الأمر في الظروف الأصعب كغزوة بدر، أن العشرين الصابرين يغلبوا مئتين، والمِئة يغلبوا ألفًا من الكافرين والمرتزِقة.
وقراءة بين القراءتين أَو القراءات -وبها مربط الفَرس- أن تدشين الإعصار والتحشيد له، من شأنه أن يثير الزوابع وسط صفوف المعتدين والهلع والذعر قبل أن يبدأ بجرفهم، وكأني بلسان حالهم وهو يعبر عن نوازعهم ويختلج بما مؤداه: إذَا كان الجيش اليمني واللجان الشعبيّة بقيادة الأنصار ولمَّا يتضخم عددهم وتنمو عدتهم قد نكلوا بنا أشد مما كنا نتصوره، فماذا عساهم فاعلين ويفعلون بنا وقد أتونا من كُـلّ فج عميق.
ويضيف: ويمكن القول إن شعبًا حباه الله بقيادة ربانية كالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لن يُذل ولن يُخذل.. وما استراتيجية الصبر الاستراتيجي التي أعلنها منذ بدَأ تحالف الشر الماسوني الصهيو أمريكي الصليبي الأعرابي الهمجي عدوانه الغادر بليل.. إلا إلهام رباني يسير بإزاء السنن الإلهية، التي أَلِفُ بائها وأبجدُها قولُه تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
صحيفة المسيرة