حروب صعدة واغتيالُ شهيد القرآن.. النظامُ السابق “جندي” عميل وأمريكا القائدُ المباشر والمستفيدُ الأول

سلسلةُ وثائق سرية تكشفُ الدورَ الأمريكي المباشر في الحروب على صعدة واغتيال الشهيد القائد:

|| صحافة ||

يستمرُّ الشعبُ اليمنيُّ في خوضِ معركة التحرّر والاستقلال ورفع الوَصاية وقَطْعِ أذرع المؤامرات الأمريكية الصهيونية، ومع تقدُّمِ المعركة لا تكاد تخلو خطواتُ أمريكا الموازية المعادية، التي بدأت منذُ البواكيرِ الأولى لثورة القرآن التي أطلقها مؤسّس المسيرة القرآنية والقائد الأول لثورة المستضعفَين بوجه قوى الاستكبار الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- الذي تعود ذكراه إلى الواجهة من جديد، كاشفةً معها خبايا الماضي المليء بالمؤامرات الأمريكية والتكالب المسعور من قِبَلِ كُـلّ قوى الشر والطغيان، ومع أن الذكرى السنوية للشهيد القائد تعودُ بنا إلى فجر مرحلةٍ من النضال والجهاد والعطاء، فَـإنَّ ثمة خبايا –مكشوفةً سابقًا– تخرُجُ إلى الواجهة بأدلةٍ دامغةٍ تؤكّـدُ أن العِداءَ الأمريكيَّ لليمن لم يكن إلَّا نتاجَ التحَرُّكِ الشعبي القرآني الرافِضِ لمؤامرات واشنطن، في حين تكشفُ أن محاولاتِ وأد المشروع القرآني وما حملته من جرائمَ مروَّعة إبَّان سَتِّ حروبٍ على صعدة واغتيال الشهيد القائد، ليست إلا قرابين قدّمها النظامُ السابقُ بقيادة الخائن عفاش، لخدمة واشنطن ودول الاستكبار العالمي.

وفي سلسلة جديدة من الوثائق الدامغةِ نشرها المركَزُ الإعلاميُّ لأنصار الله، أمس الأول، يتضح جليًّا الدورُ الأمريكي المباشرُ في هندسة كُـلّ المعارك التي استهدفت المشروعَ القرآني في كُـلّ مراحله، انطلاقاً من الحرب الأولى واغتيال الشهيد القائد، مُرورًا إلى التقسيم وفرض الهيمنة، وُصُـولاً إلى شن العدوان المباشر على اليمن ككل بقيادة أمريكا وأدواتها، والغرضُ هو ذاتُه لم يتغير، أَلَا وهو فرضُ السيطرة الأمريكية على اليمن، والقضاءُ على المشرع القرآني الواعِدِ المناهِضِ لقوى الشر والاستكبار.

وقد كشفت الوثائقُ السريةُ التي نشرها المركَزُ الإعلامي لأنصار الله على مرحلتين، عن التحضيرات والمشاركة العسكرية المباشرة لأمريكا في الحرب على الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، والحروب الظالمة على محافظة صعدة، بدءًا من يونيو 2004م، موضحةً مدى التنسيقِ بين القوات العسكرية الأمريكية والقادة العسكريين الأمريكيين، وبينَ النظام السابق بقيادة الخائن علي عبدالله صالح، ومدى توغُّل واشنطن في مفاصِلِ الدولة الإدارية والسياسية والعسكرية والأمنية.

 

هندسةٌ أمريكية للحرب على صعدة واغتيال الشهيد القائد

تؤكّـدُ الوثائقُ المنشورةُ مؤخّراً إلى جانب الوثائق السابقة التي كشفت عنها ويكيلكس، أن أمريكا قادت الحربَ على الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ففي الـ 18 من يونيو 2004م، بدأ علي صالح شَنَّ الحرب الأولى على صعدة التي استهدفت الشهيد القائد وبمشاركة الطيران والدبابات والمدفعية وعشرات الألوية العسكرية والآلاف من المقاتلين البشمركة “مجندين من خارج الجيش”، وقد تمَّت التحضيراتُ للحرب في واشنطن بين الرئيسَين “بوش، والخائن علي عبدالله صالح”، خلال زيارةٍ لافتةٍ قام بها الأخيرُ إلى أمريكا والتقى الرئيسَ الأمريكي “جورج بوش ونائبَه ديك تشيني”، وكولن بأول وزير الخارجية ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع والمسئولين في الـ سي أي إيه أَو الـ إف بي آي، وبعد عودته في 13 يونيو من العام 2004م، بدأ الخائنُ علي صالح بشن الحرب على الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي “الحرب الأولى على صعدة” التي بدأت يوم 19 يونيو 2004، أي بعد ستةِ أَيَّـام من عودته من أمريكا، وهو ما يؤكّـدُ أن زيارتَه كانت لغرضِ وضع اللمسات الأخيرة للحرب على صعدة؛ بهَدفِ وأد المشروع القرآني.

 

السلسلةُ الأولى.. أمريكا المالِكةُ للقرار ومحرِّكةُ حروب صعدة وقاتلةُ الشهيد القائد، والنظام “جندي”

في السلسلة الأولى من الوثائق، تتضمَّنُ 4 وثائق وتضُمُّ (1- وثيقة سرية من دائرة الاستخبارات العسكرية في تاريخ 11/8/2004م، 2- وثيقة وزارة الدفاع مركز القيادة والسيطرة.. محضر اجتماع بتاريخ 16/8/2004م، 3- وثيقة محضر لقاء وزير الخارجية اليمنية بالسفير الإيطالي بتاريخ 6/7/2004م، 4 – رسالة شُكر من قائد القيادة المركزية الأمريكية لعلي عبدالله صالح بتاريخ 10/9/2004م)، لتؤكّـدَ أن السيطرةَ الأمريكية كانت على كُـلّ المؤسّسات السيادية اليمنية منها الدفاع والأمن والخارجية ورئاسة الوزراء، وتجنيد كُـلِّ الجهود الأمريكية والخضوع المدوي للنظام السابق في مواجهة المشروع القرآني واغتيال مؤسّسة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي.

وتكشفُ الوثيقة السرية الأولى وهي صادرةٌ عن دائرة الاستخبارات العسكرية في صنعاء أن الجنرالَ أبو زيد -قائد القوات المركزية الأمريكية- قام بزيارة غير معلَنة لقيادة القرن الإفريقي بتاريخ 9/8 / 2004م، وغادرها بنفس اليوم إلى جهة غير معلنة، كما تكشف الوثيقةُ نفسُها بأن الجنرال سمويل هالن -قائد القوات الأمريكية في منطقة القرن الإفريقي- سيقومُ بزيارة إلى اليمن خلال الفترة 21-22 / 8 / 2004م سيلتقي فيها قياداتِ وزارة الدفاع ووزارة الداخلية بالعاصمة صنعاء، وهي زياراتٌ اتضح من خلال التداعيات الصادرة عنها كانت بغرضِ تعزيز جهود الحرب على صعدة وتعزيز الدور الأمريكي فيها بعد تأخر حسم المعركة من قبل النظام السابق.

فيما تؤكّـد الوثيقة الثانية حرصَ النظام السابق على إحداث تغيير حاسم في المعركة قبل قدوم الأمريكيين، فقبل تلك الزيارة وحرصاً من النظام على تحقيق انتصار قبل وصول القائد الأمريكي، كشفت الوثيقة الثانية الصادرة عن وزارة الدفاع مركز القيادة والسيطرة بتاريخ 16/8/2004م ورقم (501257) تحتَ عنوان سري جِـدًّا، تتضمن محضرَ اجتماع للجنة الأمنية العليا لمناقشة نتائج اللقاء مع قائد المنطقة العسكرية الشمالية ومحافظ صعدة، وبعد نقاش أكّـدوا على استكمال ما أسموه تنفيذ مهمة تصفية الجيوب المتبقية للمتمردين خلال 72 ساعة في المناطق سلمان / قرعين/ الجِنِي / الجميمة / كنية وكذلك إرسال سرية من مكافحة الإرهاب في صعدة مع طائرات هيل لتنفيذ أية مهمة طارئة وبالنظر إلى تاريخ الاجتماع يوم 15/8/2004م وتاريخ وصول قائد القوات المركزية الأمريكية يوم 21 – 22 /8/2004م، فَـإنَّ النظامَ السابِقَ حاول تقديمَ أيِّ قُربان على أرضِ المعركةِ كضيافةٍ للأمريكيين الوافدين للاطلاع والإشراف على المعركة بعد فشل العملاء في الحصول على أيٍّ من المكاسب المرسومة أمريكياً، حَيثُ في بداية الأمر اعتقد الأمريكيون بأن علي عبدالله صالح قادرٌ على حسم المعركة والقضاء على الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي في غضون أسابيع، فظلوا بمنأًى عن إظهار أي دور أمريكي في المعركة، مما دفع بالأمريكيين إلى التدخل المباشر، وبعد شهرَين من شن الحرب وصل قائد القيادة المركزية الأمريكية إلى العاصمة صنعاء؛ بهَدفِ مساعَدةِ النظام العميل على حسم المعركة، وهو ما تؤكّـدُه الوثيقةُ المذكورة.

وفي سياق البحث المتواصل لسُبُلِ حسم المعركة رغم دخول الأمريكي المباشر خَطَّ المعركة، لجأت سلطاتُ النظام السابق بقيادة الخائن علي عفاش إلى البحث عن دعم دولي آخر، حَيثُ تكشف الوثيقةُ السرية الثالثة وهي وثيقة أُخرى تتضمن محضر لقاء بين وزير الخارجية اليمني السابق أبوبكر القربي، والسفير الإيطالي بتاريخ 6/7/2004م وتتضمن طلبَ دعم إيطالي للحرب على السيد حسين، وقد دعا القربي حينها إيطاليا لتحذوَ حذوَ فرنسا وأمريكا في الدعم، فيما تقول الوثيقة: “وأشَارَ الأخ الوزير… إلى أنه يتقدم إلى الحكومة الإيطالية للحصولِ على سترات واقية ضد الرصاص لحماية الجنود، مُشيراً إلى أن الحكومةَ اليمنية تلقت الدعمَ من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبعضِ الدول العربية”.

وبعد فترة وجيزة من التكالب وحشد قوى الاستكبار والطغيان إلى المعركة، استشهد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رضوانُ اللهِ عليه – وما هي إلَّا ساعاتٌ حتى رجع الصدى الكاشف عن هُــوِيَّة القاتل والمدبر والمخطّط، أَلَا وهو الجانبُ الأمريكي، حَيثُ تكشفُ الوثيقةُ السريةُ الرابعةُ عن شُكر أمريكي لعلي صالح على قتل الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ليدلِّلَ على ولائه وإنجازه للمهمة التي كُلِّف بها، حَيثُ وجّه قائد القوات المركزية الأمريكية، جون أبي زيد، شكرَه لعلي عبدالله صالح على قتل السيد حسين بدر الدين الحوثي، وتهنئته بما قال إنه انتصار، وقال في الرسالة الموجهة بتاريخ 10 سبتمبر 2004م: “من جون أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية إلى العزيز صاحب الفخامة علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية.. أهنئُكم وأهنئ قواتِكم على انتصاركم على المتمرد الحوثي.. إن القيادةَ المركَزيةَ الأمريكية تتطلع إلى استمرار التعاون المشترك بيننا؛ لأَنَّكم تساعدون على إحلال الاستقرار في المنطقة مع أسمى آيات التقدير والاعتبار”، وهي وثيقة تؤكّـد أن المستفيد الأول من الحرب واغتيال الشهيد القائد هي واشنطن، إضافة إلى أنها المدبِّرُ والمهندس والمخطّط للعملية، ليتأكّـد مجدّدًا للجميع أن النظام السابق لم يكن إلَّا جندياً مطيعاً بيد أمريكا، وهي حقيقة أثبتتها الأيّام وتكشفها الوثائق وما أكثرها.

 

السلسلةُ الثانيةُ من الوثائق:

أمريكا وعميلُها “عفاش”.. حشد متواصل لدول الاستكبار وجهود حثيثة للقضاء على المشروع القرآني

وبعد استشهاد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، واصل المجاهدون الأوفياء المخلصون الطريقَ على خُطَى المشروع القرآني الذي خطه الشهيد القائد بدمه، لتدخل أمريكا وأدواتها وعملاء النظام السابق مرحلة جديدة من المعركة، ضمت معها المشاركات الأمريكية المباشرة في الحروب على صعدة، حَيثُ كشفت السلسلة الثانية من الوثائق السرية عن دور أمريكا المباشر في قيادة الحرب صعدة، وفي هذا الجزء من سلسلة الوثائق السرية التي تؤكّـد الدور الأمريكي في المشاركة الجوية من خلال طائرات الاستطلاع والرصد التي شاركت في الحرب الأولى على السيد حسين بدر الدين الحوثي، ثم استمرت وزادت كثافتها خلال الحروب الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة على صعدة.

وتضم السلسلة الثانية ثلاثَ وثائق وتضم (1- الخرائط المسلمة من الجانب الأمريكي حول محافظة صعدة في تاريخ 31 /10/2004م، 2- محضر لقاء وزير الدفاع اليمني مع قائد القيادة المركزية الأمريكية 8 /2/2005م، 3- محضر لقاء نائب رئيس الوزراء اليمني مع السفير الألماني في تاريخ 6/7/2009م).

وفي الوثيقة السرية الأولى والتي تحمل رقم (750) وتاريخ 31/10/2004م المرفوعة من دائرة الدفاع والأمن بمكتب رئاسة الجمهورية إلى مدير المكتب تحت عنوان “التعاون العسكري اليمني الأمريكي”، وتذكر تفاصيلَ تسليم أمريكا خرائطَ جوية لصعدة.

ورد في الوثيقة تحتَ عنوان الخرائط المسلَّمة من الجانب الأمريكي “في يوم 25 /10/ 2004م، قام مساعدُ الملحق العسكري الأمريكي لدى بلادنا بإيصال الخرائط التي طلبها الأخ/ رئيس هيئة الأركان العامة الخَاصَّة بمنطقة صعدة إلى دائرة الاستخبارات العسكرية العامة وعددها (19) خريطة خَاصَّة ببعض مناطق م/ صعدة”.

وتضيفُ الوثيقةُ بأن “الولاياتِ المتحدة ترغَبُ في مساعدة وزارة الدفاع اليمنية بتصوير المناطق الجديدة التي ترغب بتصويرها باستخدام طائرة الاستطلاع الأمريكية نوع (يو-2)، وأن الصور الجديدة ستكون أوضح وذات مقياس رسم أكبر، وطلب تحديد أكثر من مِئتي منطقة؛ لأَنَّ ذلك سيكون أفضلَ من ناحية التكاليف عند القيام بتصويرها مرة واحدة (على أن يكون الرد في أقرب وقت ممكن)”، ليتأكّـدَ أن أمريكا مشاركةٌ بشكل مباشر منذ الحرب الأولى واغتيال الشهيد القائد.

أما الوثيقةُ السرية الثانية برقم (102) وتاريخ 8/2/2005م تتضمن ملخَّصاً لأهم ما جاء في محضر لقاء وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة اليمني مع قائد القيادة المركَزية الأمريكية، جون أبي زيد، حول تدريب القوات اليمنية وطلب الجانب اليمني إعادة تصوير مناطق صعدة بطائرات الاستطلاع الأمريكي، حَيثُ جاء في الوثيقة، أنه بتاريخ 31/1/2005م رفع الأخ رئيس هيئة الأركان العامة برسالة إلى المكتب أرفق بها صورة من محضر لقائه والأخ وزير الدفاع مع الجنرال جون أبي زيد –قائد القيادة المركزية الأمريكية- يوم 4 يناير 2005م، وكان من أهم ما طرحه القائد الأمريكي في اللقاء عدة ملفات عسكرية منها (بخصوص طلب بلادنا للقيام باستطلاع جوي أمريكي إبان مشكلة الحوثي، فَـإنَّه أفاد بأنه قد تحدث شخصيًّا مع الرئيس بوش بشأن ذلك وحصل على الموافقة بذلك).

ثم تحدث “وزير الدفاع اليمني حينها بقوله: “إن الجانب اليمني لا يزال يريد أن يتم هذا الأمر بالنسبة لوضع الخرائط لبعض المناطق، وسيحدّد المناطق التي يريد وضع خرائط لها”.

ويضيفُ رئيسُ هيئة الأركان العامة حينها “بأنه جرى تصويرُ عدد من المناطق بنوعَين من الطائرات خَاصَّة منها المناطق الخَطِرة”، متبعاً: “قد تسلّمنا من الملحق العسكري خرائطَ لصعدة وديسكات غير أننا لم نستطعْ تحويلَها إلى خرائط، لذلك فنحن نحتاجُ إلى الخرائط مع صورها”، وهو الأمر الذي يؤكّـدُ الارتباطَ المتواصلَ للنظام السابق بالجانب الأمريكي، وأن النظامَ لم يكن إلَّا جُندياً ميدانيًّا ينفّذُ ما يُملَى عليه من غُرفة العمليات التي تديرُها واشنطن وتحَرّك بها طائراتها ودباباتها وتوزع من خلالها عملائها على الأرض.

وعلى غرار الحشد الأمريكي المتواصل لجهود دول الاستكبار والطغيان إبان الحرب الأولى، أسفرت الحروبُ الستُّ عن استدعاءٍ متواصِلٍ للقوى الغربية، حَيثُ تكشفُ الوثيقةُ الثالثةُ التحضيرَ للحربِ السادسة عبرَ استدعاء ألمانيا التي دخلت إلى جانب أمريكا في المَسْحِ الجوي وتصويرِ الخرائط؛ بذريعة اختطافِ الألمان الذي اتضح فيما بعدُ أنها كانت مُجَـرّدَ ذريعة لشن الحرب السادسة.

وفي الوثيقة الثالثة الصادرة بتاريخ 6 /7/2009م تحت عنوان “محضرُ لقاء بنائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية مع السفير الألماني” تحدث فيها نائبُ رئيس الوزراء بأنه طلب المساعدة من الجانب الألماني وقامت الطائرة الألمانية بالتصويرِ، ويتساءل: “هل سلمت النتائج للفريق الأمني للاستفادة منها؟”، فيجيب السفير الألماني “نعم سلّمت قبلَ عشرة أَيَّـام للأمن القومي ووزير الداخلية”، ثم يتحدث نائبُ رئيس الوزراء حينذاك بقوله: “هناك طائرةٌ أمريكية سوف تصل لتنفيذِ بعضِ المهامِّ المتعلقة بالموضوع، وهذا ربما يساعد في كثيرٍ من الأشياء التي تقوم بها، والوضع يستدعي وجودَ تعاون إضافي من الجانب الألماني”، لتكونَ هذه الوثيقةُ دليلاً دامغاً إلى مشاركة واشنطن المباشرة والمتواصلة طيلة الست الحروب على صعدة واغتيال الشهيد القائد.

 

وثائقُ سابقةٌ تؤكّـدُ التورُّطَ الأمريكي في حروب صعدة واغتيال الشهيد القائد:

على اعتبارِ أن الحربَ على صعدة كانت مِن أجلِ الولايات المتحدة ولم تكن لليمن أية مشكلة، كما تكشف وثيقة ويكليكس، فقد كان لواشنطن السعيُ الأكبرُ والهدفُ المنشودُ لخوض الحروب وقتل الشهيد القائد، وفي وثيقة لويكليكس عام 2014 وتعودُ إلى سبتمبر 2004م، تكشفُ الوثيقة التي أرسلها السفيرُ الأمريكي توماس كراجيسكي إلى الخارجية الأمريكية، أن نظام صالح قَلَّلَ من الدور الأمريكي في قتل من أسماهم “الحوثيين”، رغم المساعَدةِ المباشرة التي قدمتها أمريكا لتنفيذ العملية، ويقولُ السفير في الرسالة: “قاد فريقُ مكافحة الإرهاب المدرَّب من قبل حكومة الولايات المتحدة العملية، مما أسفر عن مقتلِ الحوثي وإطلاقِ النار على عضوٍ واحدٍ من وحدة مكافحة الإرهاب، واثنين من أفراد قوات الأمن المركَزي العادية، وبعد التعرُّف على جثة الحوثي من قبل أفراد الأسرة، تم نقلُ جثة الحوثي إلى منشأةٍ طبية غير معلَنة للجيش في صنعاء”.

وتحت عنوانِ “التقليل من دور مساعدة حكومة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب” يقولُ السفير الأمريكي: صرَّحَ وزيرُ الداخلية العليمي لـ نائبِ رئيس البعثة الأمريكية في اليمن أن القادةَ الميدانيين نسبوا الانتصارَ مباشرةً إلى التدريب الأمريكي، وذلك بقولهم “لولا تدريبُكم لوحدةِ الأمن المركزي التي اقتحمت الكهف، لكنا خسرنا أكثرَ من أربعين ضحية”.

ومع ذلك، في مساء يوم 11 سبتمبر، تمَّت زيارةُ الملحق العسكري للولايات المتحدة في منزله من قبل ممثل دائرة المخابرات العسكرية الذي طلب “أن يذهبَ الفضلُ العام لإنهاء الصراع الدموي الطويل إلى وزارة الدفاع وليس إلى وزارة الداخلية” حسب ما أوردت الوثيقة، في حين تورد وثائقُ أُخرى في أرشيف وثائق ويكليكس أن الحروبَ على صعدة لم تكن كما قدمها صالح من خلال وسائل الإعلام لمواجَهة ما أسماه بـ”التمرد الحوثي”، وإنما مِن أجلِ الولايات المتحدة.

وتتضمن الوثيقة التي نشرها موقعُ ويكليكس عام 2017م ويعود تاريخها إلى 2007 رسالة من علي عبدالله صالح إلى الرئيس الأمريكي بوش يطلب فيها دعماً عسكرياً بقيمة مليار دولار، تحت عنوان “حاجةُ اليمن الماسَّةُ لهذا الدعم، في إطار محاربة الحوثيين والإرهاب”.

ويقول الخائن علي صالح في الرسالة: “نواجِهُ آخرَ هذه المواجهات منذ العام 2004 من عناصر متطرفة وإرهابية تكرّر شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.. هذه العناصرُ مدعومةٌ من قبل القوات المتطرفة المناوئة للولايات المتحدة، وخَاصَّة من ينتمون إلى طائفة الاثني عشرية التي تسعَى إلى تصفية حساباتٍ قديمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، سواءً في العراق أَو جنوب لبنان، أَو اليمن وفي جميع المناطق التي يخلقون فيها المشاكل والفتن؛ مِن أجلِ الإضرار بمصالح الولايات المتحدة والأمن القومي”.

ويضيف الخائنُ عفاش: “لقد زادت المواجهاتُ مع هذه العناصر الإرهابية التي لا مشكلة لليمنِ معهم إلا في عداوتهم للولايات المتحدة الأمريكية ومساعيهم للإضرار بالمصالح الأمريكية والعلاقات اليمنية الأمريكية، من الأعباء على بلدنا، التي تعاني من مواردَ اقتصادية محدودة، انطلاقاً من علاقاتِ الصداقة والشراكة القوية والمتطورة، ونتيجة لظروفنا الاقتصادية الصعبة، نتطلعُ إلى مساعدتكم سواء مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية أَو من خلال إقناع أصدقائها وخَاصَّة الدول الخليجية المجاورة، وتحديداً المملكة العربية السعوديّة والإمارات العربية المتحدة وقَطر.. نحن بحاجة ماسة إلى 600 عربة مدرَّعة وَ200 دبابة وأسلحة ومعدات عسكرية أُخرى تكلِّفُ حوالي مليار دولار أمريكي”، وهو جانبٌ يكشفُ أن الخائنَ عفاش سعى لتقديم الخدمةِ من خلال الحرب على صعدة، لعدة أطرافٍ دولية، ظناً منه أن ذلك سيساعدُه في تحقيقِ المكاسِبِ وتثبيت سلطته وبقائه أطولَ فترةٍ ممكنة على سُدَّةِ الحكم على اليمنيين، وجندياً مخلِصاً لأمريكا وأدواتها.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا