سيد شهداء المسيرة القرآنية.. القائد الذي غير وجه المنطقة

|| صحافة ||

شكّلت الانطلاقة القرآنية للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي _رضوان الله عليه_ حالة من الاتقاد الثوري الذي أضاء النفوس وألهب الحماس التحرري، ليتسع المدى ويتعاظم المشروع النهضوي عاماً يتلوه آخر، وتتصاعد وتيرة مسيرته الجهادية وتتوج بانتصارات أثلجت صدور ميادين المواجهة مع قوى الاستكبار، وألهمت اليمنيين التحدي والصمود، في معركة السنوات التي تشهد وقائعها، بعظَمة المشروع القرآني الذي جسد مشروعيته قائده الشهيد حسين بدرالدين الحوثي _رضوان الله عليه_ بدمه الطاهر بعد انطلاقته، ليبقى ويبقى مشروع الحق الذي حلّق بشعار الحرية مستمراً في المسير إلى القدس.

 

شهيدُ القرآن

الأشجع في زمن الاستسلام والذل، والأوفى في عصر التنكر والخذلان، والأجرأ في عهد الصمت والانقياد، والأمضى قولاً وفعلاً في زمن الخيانة والنفاق، الحاضر الذي لا يعرف الغياب، الكرار المجاهد في كل الميادين، والقائد الملهم لنفوس المجاهدين، هو سيد شهداء المسيرة القرآنية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي _رضوان الله عليه_.

الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي _رضوان الله عليه_ تميّز بصفات وقيم إيمانية تحدّث عنها السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي في خطاباته بمناسبة ذكرى الشهيد القائد، وهي الخوف من الله، والرحمة والإحساس الحي، والعزة الإيمانية، والإحسان إلى الناس.

كما إنه كان يمتلك وعيا واسع الأفق ونظرة عالمية، فلم ينحصر في محيطه المذهبي أو الجغرافي أو العشائري، بالإضافة إلى أنه كان رجل مسؤولية، يعي مسؤولية هذه الأمة من حوله تجاه هذا الواقع المرير والمرحلة الخطيرة.

 

مرحلة حرجة

في مرحلة حسّاسة وحرجة وصلت إليها الأمة، ووضع مخزٍ ومتردٍ للغاية، جرّاء تبني بعض أبناء الأمة موقف الطاعة لأمريكا ومن خلفها “إسرائيل”، والتزم البعض الآخر حالة الصمت والإذعان، انطلق الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي _رضوان الله عليه_ مستشعراً المسؤولية من وحي الآيات القرآنية الكريمة، بهدف انتشال الأمة من وضعها السdV، ومواجهة الطغيان الأمريكي والصهيوني.

مشروع الهيمنة والاستكبار الأمريكي كان قد بدأ بتدشين مرحلة جديدة مستغلاً أحداث 11 سبتمبر 2001، وقد كشفت الأحداث التي تلت حقيقة الأطماع الأمريكية بالسيطرة على الأمة باحتلال بلدان إسلامية ومنها العراق وأفغانستان.

في السياق، أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد العام الماضي، بأن المشروع القرآني لم يكن عبثياً، ولا بدافع مصلحي نفعي شخصي أو فئوي، كما هو حال الكثير من المشاريع الموجودة في الساحة الإسلامية، ومنها في اليمن.

السيد القائد أشار في خطابه العام الماضي إلى أن المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد _رضوان الله عليه_ جاء لنتاج إيماني بمقتضى الواقع ومتطلباته بما فيه من تحديات، منوهاً أنه مشروع إنقاذي في مرحلة من أخطر المراحل على الأمة، في ظل استهداف شامل من جانب أعدائها، ووضعية داخلية مطمعة لهم.

 

مشروع قرآني

المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي _رضوان الله عليه_ هو المشروع النهضوي التصحيحي البنّاء، كما أثبت الواقع وورد في خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي أكّد أن من أهم معالم هذا المشروع تعزيز الثقة بالله وإحياء الشعور بالمسؤولية، والروح الجهادية، والمفاهيم الإيمانية الواعية.

من أهم معالم المشروع القرآني أيضا كما جاء في خطابات السيد القائد في الذكرى السنوية للشهيد القائد، علاوة على شعار الصرخة كسلاح وموقف، مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، حيث قدّم شعار المقاطعة ليواجه به مشروع التدجين وفرض حالة الولاء لأمريكا و “إسرائيل”، بالإضافة إلى أنه جاء ليصحح المفاهيم المغلوطة، برؤية استباقية للأحداث.

التحرك عملياً ضمن الوظيفة الأساسية للقرآن الكريم وإرساء قاعدة حاكميته وهيمنته الثقافية، وربطه بقيومية الله الحي القيوم، من أهم ما تميز به المشروع القرآني، الذي اتسم بأنه مشروع تصحيحي، وتنويري، واخلاقي وقيمي، ونهضوي، وحضاري، وواقعي ومرحلي، جاء ليرتقي بالأمة وفقا لمقتضيات كل مرحلة وما يناسبها.

تحطيم جدار الصمت، وكسر حاجز الخوف، وإعادة الأمل والثقة بالله في مرحلة عصية، من أهم انجازات المشروع القرآني كما أشار إليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاباته، بالإضافة إلى تأصيل الهوية الجامعة للأمة الإسلامية وهي الإسلام، وذلك من خلال التحرك في قضية عادلة وصحيحة وسليمة لاستنهاض الأمة بالقرآن الكريم للقيام بمسؤولياتها في مواجهة الخطر والشر الذي يستهدفها.

 

نفس الشمولية

في وقت لم يجرؤ فيه أحد على الكلام عن أمريكا فضلا عن الوقوف بوجهها، وقف الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي بشجاعة لا نظير لها، واثقاً بنصر الله وتأييده، ومؤمناً بمصاديق الآيات المباركة، غير مبال بالتحديات التي سيواجهها مشروعه التحرري من قبل النظام العميل لأمريكا وأمريكا نفسها.

حينما أطلق الشهيد القائد المشروع القرآني بإعلان البراءة من أعداء الله، وتحديداً من مدرسة الإمام الهادي في مران بصعدة، كان يثق بأن مشروعه سيتسع ليعم أرجاء واسعة من اليمن والعالم، ليقينه بمشروعيته وانطلاقه من وحي التوجيهات الإلهية.

في سياق مواجهة الهجمة الأمريكية الشرسة على الأمة، والاحتلال الأمريكي للبلدان، أشار الشهيد القائد _رضوان الله عليه_ في ملزمة مديح القرآن الدرس الأول، إلى أن هجمة العدو هجمة عامة متسائلاً “أليست هجمة هذا العدو هجمة عامة على الإسلام والمسلمين؟، مؤكداً أنه لا يواجه هذه الهجمة إلا نظرة تحمل نفس العمومية، نفس الشمولية لصد العدو، “أي: حركة إسلام، مسلمين، حركة تؤهل نفسها لتواجه مشروع العدو في طرحه”.

 

حروب صعدة

في الحرب الظالمة الأولى على مران بصعدة استمر مرتزقة النظام الخائن في حصار مران وشن هجماتهم العسكرية لثلاثة أشهر، مع العلم أن النظام حشد ١٢ لواء غير المرتزقة، مقابل ثلة من المجاهدين بأسلحتهم الشخصية، لم يتوانوا في مواجهة ظلم وجبروت السلطة واستبسلوا، وفي مقدمتهم قائد المشروع القرآني، السيد حسين بدرالدين الحوثي _رضوان الله عليه_ الذي ارتقى في الحرب الأولى شهيداً عظيماً، مفتدياً المشروع بدمه الطاهر.

لأن الشهيد القائد _رضوان الله عليه_ تحرك من خلال النص القرآني، وانطلق وفقه وفي أفقه غير مكبلاً بقيود طائفية أو مذهبية أو جغرافية، لأنه كذلك؛ لم ينطفئ نور المشروع القرآني، رغم أن السلطة الظالمة ومن ورائها أمريكا، أخفت جثمان الشهيد القائد، ما يثبت أنه أرعبهم حيا وأرعبهم شهيداً، وما زال يخيفهم حتى اللحظة.

تلك هي الأولى فقط، ولم تكتف السلطة الظالمة بها، حيث شنت خمس حروب على صعدة باءت كلها بالفشل، السادسة منها شاركت فيها السعودية رسمياً بتوجيه وإشراف أمريكي نتيجة فشل السلطة في تحقيق أي إنجاز، وأثبتت الأحداث فيما بعد كيف أصبح دم الشهيد القائد بركانا يجرف عروش الظالمين والطغاة.

وضع من يصرخ ضمن قائمة المطلوبين، وملاحقتهم وسجنهم وتعذيبهم والتنكيل بهم، وفصل الموظفين من وظائفهم، وفصل الطلاب من مدارسهم، واعتبار الصرخة بشعار البراءة جريمة لا تغتفر تهدد أمن البلد، كل هذه إجراءات اتخذتها السلطة وأكثر منها في مواجهة المشروع القرآني، الذي لا يضر السلطة ولا يعاديها، إنما لأنها تدين بالولاء والطاعة للأمريكيين.

 

دور أمريكي

الشهيد القائد _رضوان الله عليه_ حينما تحرّك بالمشروع القرآني، تحرّك بـأبسط الإمكانيات، واثقاً بالله وعونه ونصره وتأييده، ومع الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها أمريكا، إلا أنه لم يكن يراها إلا قشّة أمام قوة الله، وما ذلك إلا شذرة من شذرات معرفة الله والثقة به ووعده ووعيده، والشعار سلاح وموقف، والصرخة في وجه المستكبرين، والموالاة والمعاداة، ومن نحن ومن هم؟

الحروب الظالمة على صعدة، لم يشنها النظام الأسبق بإرادته، بل كانت برعاية وإشراف وتوجيه من أمريكا، وهو ما أثبتته وقائع الأحداث، والوثائق التي نشرتها “ويكيليكس”، والوثائق السرية الأخيرة التي جرى الكشف عنها مؤخراً.

محتوى الوثائق يؤكد أن أمريكا كانت تعطي التوجيهات للنظام الأسبق، وتتابع تحركاته خطوة بخطوة، ويكشف محتواها أيضاً عن زيارات لقائد القيادة المركزية الأمريكية لليمن، والتهنئة التي أعقبتها للنظام الأسبق لما وصفوه “بالانتصار في صعدة”، ومع ذلك فإن البصمة الأمريكية في الحروب على صعدة حاضرة وجلية للجميع.

الوثائق السرية الأخيرة كشفت أيضاً عن حقيقة الدعم الأمريكي للسلطة في حروب صعدة، عبر مشاركة طيران الاستطلاع الأمريكي، وإحدى الوثائق أكدّت موافقة بوش الرئيس الأمريكي حينها على العمليات، وما العدوان الأمريكي الأخير على اليمن إلا فصل من فصول الحقد الدفين والهلع المتزايد من عودة اليمنيين إلى القرآن الكريم.

 

مسيرة قرآنية

استمر المشروع القرآني، وتعالت صرخات المكبرين، بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي المشروع القرآني الذي تعاظم إلى مسيرة قرآنية ثورية التحق بها الشعب اليمني، واندلعت من فوهاتها شرارات ثورة وطنية خالصة، بعد أن التف الإصلاح على الثورة الشبابية في ١١ فبراير التي شارك فيها أنصار الله.

مع تعاظم الزخم الثوري لثورة ٢١ سبتمبر المباركة، ولأن الأمريكيين أول من قض المشروع القرآني مضاجعهم، فرت أمريكا من اليمن صاغرة بعد أن كانت هي الآمر والناهي في اليمن، وذلك قبل وصول الثوّار إلى صنعاء، ولكنها رحلت بحقدها وغيظها الذي لم يهدأ منذ الانطلاقة الأولى للمشروع القرآني.

تفرّدت ثورة ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤؛ ببتر يد الوصاية الخارجية على اليمن، وخلّصت اليمنيين من هوامير الطغيان والعمالة من الأنظمة الخائنة التابعة للخارج، وانتزعت الحرية والاستقلال من العيون الطامعة في الهيمنة على اليمن، ولم تقص أحداً، حيث شارك فيها الشعب والجيش، إلا أن شرا أمريكياً كان يتربص بالبلد، ظهر جلياً بعد شهور قليلة من انتصار ثورة الشعب، وهي ثمرة من ثمار المشروع القرآني، الذي تجلت انتصاراته بفعل التأييد الإلهي المستمر.

 

عدوان غاشم

منذ عقود واليمن خاضع للوصاية الخارجية، لدرجة أن يحكم الدولة بأكملها السفير الأمريكي أو السعودي، وعلى الفور من استعادة ثوّار ٢١ سبتمبر للسيادة والقرار اليمني، وبدأت مؤامرات أمريكا وأذنابها تحاك، إلى أن وصلت ذروتها في ٢٦ مارس ٢٠١٥، بإعلان السعودية العدوان على اليمن من واشنطن، ومنذ تلك الليلة حتى الآن وأمريكا وأدواتها تقصف وتدمّر في اليمن وتحاصر الملايين، لمعاقبتهم على استعادة قرارهم وسيادتهم.

خلال سبع سنوات من العدوان السعودي الأمريكي، تجلت الانتصارات تلو الانتصارات للشعب اليمني، في مواجهة أعتى طغاة الأرض بعدتهم وعتادهم، ورغم إمعان التحالف العدواني في ارتكاب المجازر، لم يكل الشعب اليمني أو يمل، بل سطّر أبناءه الملاحم البطولية، في خط القرآن وخطى شهيد القرآن المقدّس رضوان الله عليه.

عمليات عسكرية عديدة برية وبحرية وجوية نفّذها أبطال الجيش واللجان الشعبية، ولعل اللافت هو المشاهد التي يبثها الإعلام الحربي بين الفينة والأخرى، التي يظهر فيها المجاهدون يرددون الصرخة وشعار الحق يعتلي الدبّابات الأمريكية وفخر الصناعات العسكرية العالمية، في إشارة إلى اتساع وتعاظم المشروع القرآني.

 

رغم التحديات

كثير من المنعطفات والتحديات مر بها المشروع القرآني، تكالبت عليه القوى الظالمة وسخرت كل إمكانياتها لكبح جماحه، بيد أنها لم تنجح، لكونه مرتبط بالقرآن وبالتوجيهات الإلهية، لا بالشخوص والأزمنة والأماكن، وتحديداً العدوان على اليمن، الذي لم يُشَن إلا حينما شعرت قوى الاستكبار بأن اليمن سيخرج من عباءة وصايتها.

السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أكّد في خطابه بذكرى الشهيد القائد العام الماضي أن من الدلائل الواضحة على جدوائية المشروع القرآني ونجاحه صموده وبقائه ونمائه بالرغم من التحديات الرهيبة، والحروب الشديدة، والاستهداف الشامل من الداخل والخارج له.

وأضاف السيد القائد أن المشروع القرآني ساهم في إفشال مساعي الأعداء إلى حد كبير في كل المجالات، وحافظ على موقع متقدم للشعب اليمني في قضايا الأمة، فضلاً عن إسهامه اليوم بشكل أساسي في التصدي لمحاولات الأعداء فرض الوصاية الخارجية والسيطرة الأجنبية على البلد، وفي التصدي للعدوان.

في الوقت الذي تتجه فيه أغلب الدول للتطبيع مع كيان العدو يقف اليمن منتهجاً النهج القرآني الذي يحرم موالاة أعداء الله ويصرخ اليمنيون بالموت لإسرائيل والعرب يسارعون في مودة الكيان الغاصب، وهنا يقف اليمن موقف الأحرار والشرفاء ويقدم التضحيات ويدفع ضريبة موقفه من دماء أبناءه في ميادين العزة والكرامة.

 

“وأعدوا لهم”

العام الماضي بالتزامن مع ذكرى الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي _رضوان الله عليه_، افتتحت القيادة السياسية والعسكرية معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية، وأُزيح الستار عن خطوط إنتاج حربي محلية الصنع ثبتت فاعليتها في الميدان، بدءاً من الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيّرة بمختلف المهام والمدَيَات.

معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية لم يقتصر على تلك المنظومات فقط، بل قدّم نماذج من الأسلحة الحربية وأسلحة ضد الدروع، وأسلحة المشاة والمدفعية والقناصة، بعد أن كانت اليمن تفتقر إلى أبسط إمكانيات الدفاع وإن كانت وجدت فقد عملت الأنظمة العميلة السابقة على تدميرها.

إن مما يجدر ذكره والإشارة إليه فيما يتعلق بمعرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية، هو حضور القدس كما كانت حاضرة في وجدان الشهيد القائد منذ انطلاق المشروع القرآني، حيث شهد المعرض إزاحة الستار عن صاروخ قدس٢، الذي صرحت القيادات العسكرية أنه يجري العمل على تطويره ليصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما تشير إليه تسمية الصاروخ، ناهيك عن طائرة وعيد المسيّرة التي تحلّق بمدى ٢٥٠٠ كم ما يعني أنها تستطيع الوصول إلى عمق العدو الصهيوني.

 

الموت لإسرائيل

من خلال تتبع حركة المشروع القرآني منذ انطلاقته حتى اللحظة، نلاحظ كيف ساهمت الرؤية القرآنية للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي في تغيير وجه المنطقة، والصمود الأسطوري للمجاهدين في حروب صعدة، والصمود في مواجهة العدوان منذ سبعة أعوام شاهد على ذلك.

تكشف تصريحات قيادات العدو الصهيوني المستمرة منذ انتصار ثورة ٢١ سبتمبر حتى اليوم، حالة الهلع والرعب الشديد الذي بدا واضحاً ومتسارعاً إبّان العمليات الأخيرة “إعصار اليمن” الأولى والثانية بقصف الإمارات، التي سارعت مؤخراً للتطبيع مع كيان العدوان الصهيوني.

“عملية إعصار اليمن الثانية” جرى تنفيذها بدقة في توقيت مهم بالتزامن مع زيارة رئيس كيان العدو الصهيوني للإمارات، في رسالة أوضح ما تكون فهمها الإسرائيلي نفسه، وهذا الهلع إنما يأتي لأن الصهاينة يعلمون أن اليمن اليوم غير يمن الأمس وأن القيادة اليمنية إذا هددت نفّذت، والسعودية والإمارات تشهدان بذلك.

 

صرخة شعب

منذ انطلاق المشروع القرآني في 2001 حتى اليوم، والحقائق تتوارد والأقنعة تتساقط، وتظل الرؤية القرآنية للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، هي الملهم والرافد، ويتعاظم مسير المشروع القرآني ليتجاوز المتغيرات والأزمنة.

من أول صرخة له في وجه المستكبرين، كان عل يقين بنصر الله وتأييده، وثقة بتعاظم المشروع القرآني، واتساعه ليعم مناطق واسعة، حيث خاطب رضوان الله عليه أوائل المكبّرين، متسائلاً “أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد -بإذن الله- ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم -إن شاء الله- في مناطق أخرى.

يشهد الواقع بأن العزة والكرامة التي يعيشها اليمنيون، إنما هي ثمرة من ثمار المشروع القرآني العظيم، حيث أصبحت اليمن لاعب رئيسي في المنطقة، وقوة كبيرة ضمن محور المقاومة، يحسب لها الأمريكي والإسرائيلي ألف حساب، وما انقلاب موازين المواجهة مع قوى العدوان على اليمن لصالح اليمنيين، إلا شاهد على ذلك، ليصبح الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي _رضوان الله عليه_ هو القائد الذي غيّر وجه المنطقة، بعد أن كانت حظيرة للأمريكي، وما يزال التغيير مستمر.

 

صحيفة الثورة / عبد الجليل الموشكي

قد يعجبك ايضا