حملة “إعصار اليمن”.. خطةٌ طموحةٌ لزيادة صلابة الواقع اليمني

|| صحافة ||

تستنفرُ جميعُ قطاعات الدولة جهودَها لنجاح حملة “إعصار اليمن”، والتي أعلن عنها رئيسُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء المشير الركن مهدي المشاط منذ أَيَّـام.

وتهدفُ الحملةُ إلى التحشيد والاستنفار لمواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ على كافة المستويات والمسارات المختلفة والتي تتطلب المشاركة المجتمعية من جميع اليمنيين دون استثناء، إضافة إلى الاستمرار في مواجهة هذا العدوان والتصدي له مهما كانت قوته فلا مكان للخوف، أَو الإذعان في قاموس الشعب اليمني الذي لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له من غارات وقتل وحصار، بل أنه قرّر أن يمضي بخياراته نحو تحقيق النصر الكامل والمبين مهما كلفه ذلك من تضحيات.

ويؤكّـد عددٌ من الكُتاب والسياسيين والعسكريين على أهميّة تدشين حملة “إعصار اليمن” التي دعا لها رئيس الجمهورية المشير مهدي المشاط، مؤكّـدين على ضرورة المواجهة والتصدي لهذا العدوان وشحذ الطاقات وحشد كُـلّ الوسائل الممكنة وتجميعها بمشاركة مجتمعية ضمن مشروع وطني في مقدمته قوة ردع عسكرية وتعبئة مجتمعية في كافة الأصعدة.

ويقول الكاتب الصحفي صقر أبو حسن: إن حملة “إعصار اليمن” والتي تهدف إلى مواجهة قوى العدوان وأدواتها تأتي استكمالاً لمشروع “يد تبني ويد تحمي”، لتقوية الحضور اليمني في مختلف المجالات العسكرية والتنموية وتعزيز أدوات الصمود المجتمعي.

ويشير أبو حسن في تصريحه لصحيفة “المسيرة” إلى أن مشروع “يد تبني ويد تحمي” والذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد دفع بمشاريعَ عملاقة غيرت المفهوم العام للتنمية والقوة وخلقت أفاقاً كبيرة في مختلف المجالات الحيوية، وَفي مقدمتها القوة العسكرية وأدوات الردع اليمنية، موضحًا أن حملة “إعصار اليمن”، تحمل في مضامينها خطة طموحة لزيادة صلابة الواقع اليمني ومناهضة الظروف التي سببها العدوان وتحويل التحديات إلى مجال مفتوح للفرص.

ويرى أن اليمن يمضي بثبات نحو نزع أدوات التغيير من يد الآخرين وامتلاك زمام المبادرة والتحول من قوة استهلاكية ضعيفة وهشة من الداخل إلى بلد يمتلك أدوات التغيير ويدير دفة الحضور في مختلف المستويات والمجالات، فضلاً عن وجودها كقوة صاعدة يمكن لها أن تغيّر وجه الخريطة الإقليمية في حال توقف العدوان، وانتهت أسباب محاولات إضعاف اليمن ومحاولات تركعيه، مؤكّـداً بقوله: “نحن نثق بالقيادة وثقتنا تنبع من قدرتها على فهم المتغيرات والتعامل مع الواقع بنصح ووعي وقدرة على تقوية عوامل الصمود”.

من جانبه، يقول الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان: مما لا شك فيه أن الشعب اليمني قد استطاع بصموده وثباته والتفافه الكبير حول قيادته الحكيمة أن يحقّق خلال السنوات المنقضية من عمر العدوان انتصارات كبرى على تحالف العدوان أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أشبه بالمعجزات؛ نظراً لحجم التحديات وقلة الإمْكَانيات التي لا يمكن مقارنتها بأية حال من الأحوال بما يمتلكه تحالف العدوان.

ويشير العقيد شمسان في تصريح له لصحيفة “المسيرة” إلى أن ذلك تجلى من خلال الأحداث والوقائع التي خاضها الشعب اليمني في مواجهة العدوان ومدى قدرة القيادة وحنكتها في مراكمة عناصر القوة وتوسيع دائرة المشاركة الشعبيّة، وُصُـولاً إلى هذه المرحلة التي بات فيها العدوّ فاقداً للخيارات أمام الإرادَة الصلبة للقيادة في مواصلة المسار لتحرير كافة الأراضي اليمنية وردع كُـلّ المعتدين.

ويواصل: وفي هذا السياق جاءت رسالةُ القيادة والمجلس السياسي الأعلى بتدشين حملة إعصار اليمن لمواجهة العدوان في كافة المجالات وتعبئة المزيد من الطاقات والجهود الشعبيّة، منوِّهًا إلى أن المجتمع كان ولا يزال هو الرافعة الأَسَاسية التي تحقّق من خلالها كُـلّ الثورات التحرّرية أهدافها، موضحًا أن اسم الحملة “إعصار اليمن” قد جاءت بعد تنفيذ القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر لعمليات نوعية داخل العمقين السعوديّ والإماراتي حملت نفس الاسم، وَفي ذلك إشارة واضحة بالانتقال إلى مرحلة تالية في مواجهة العدوان وتحرير المناطق التي لا تزال تحت الاحتلال الإماراتي.

ويكمل بقوله: وكما كان للالتفاف الشعبي حول القيادة ودعمه ومساندته للجبهات بالمال والرجال الدور الكبير في إنجاز المرحلة السابقة من معركة التحرّر الوطني في مواجهة العدوان فَـإنَّه سيكون أَيْـضاً لهذا الشعب الصامد الدور الأكبر والمعول عليه في إنجاز المرحلة التالية، لافتاً إلى أن المجتمع كان ولا يزال رافعة الانتصار الأَسَاسية بصموده وثباته ودعمه بالمال والرجال، وبوعيه أَيْـضاً في مواجهة الحرب الناعمة بكل وسائلها وأساليبها، فبعد أن عجز العدوان في الميدان عن تحقيق أي انتصار يذكر لا شك أنه سيلجأ إلى استهداف تماسك الجبهة الداخلية.

وينهي كلامه بالقول: “وهنا ينبغي على المجتمع أن يستفيد من الدروس الماضية والوعي الذي راكمه خلال السنوات السابقة في مواجهة الحرب الناعمة التي لا شك أن العدوّ سيلجأ إليها وبشكل كبير خلال المرحلة القادمة”.

 

عمليةٌ واسعة

ويستهل الكاتبُ والمُحلِّلُ السياسي الدكتور أنيس الأصبحي حديثَه بالاستشهاد بكلام الله سبحانه وتعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، هو حَثٌّ صريح، وأمر بالاستعداد والتحشيد في جميع مؤسّسات الدولة والاستنفار كونها ستشمل جميع المستويات الرسمية والشعبيّة والنخبوية والتوحد ضد العدوان الأمريكي الصهيو سعوديّ الإماراتي وإفشال لكل مخطّطاته وجرائمه وتعبئة الطاقات والموارد ورفد الجبهات

ويؤكّـد الأصبحي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” على أهميّة واضطلاع الجميع بالمسؤولية في ظل الظروف الراهنة لتجاوز التحديات وتحريك عجلة التنمية وتعزيز جهود التحشيد ورفد الجبهات بالرجال والمال، وأهميّة مواصلة الصمود ودعم التصنيع العسكري لتطوير القدرات الصاروخية والطيران المسيّر، وبما يسهمُ في التعجيل بحسم المعركة وتحقيق النصر.

ويوضح أن “حملة إعصار اليمن هي عملية واسعة المدى تشمل كُـلّ ما يمنح الدولة القدرة على ردع العدوان في أية لحظة، وتحقيق النصر في أقل وقت ممكن، والصمود للحرب طويلة الأمد، والتقليل من الخسائر التي تسببها ضربات العدوّ والمحافظة على مستوًى عالٍ من الروح المعنوية، وعلى إرادَة القتال والصمود لدى الشعب”.

ويشير إلى أن الدولةَ كيانٌ سياسي له مقومات ثلاث: أرض، وشعب، وسلطة. وتُعرف الدولة بأنها: هي الكيان السياسي، والإطار التنظيمي، والقوة الاجتماعية المنظمة، والتي لها وحدها السيادة داخل المجتمع، وعلى أي فرد من أفراده، وتعلو إرادتها على كُـلّ الإرادات، وتمتلك وحدَها سلطةَ إصدار القوانين، وسلطةَ تنفيذها، ولها وحدَها من دون سائر التنظيمات الأُخرى حقُّ الطاعة. وهي شخصيةٌ قانونية موحَّدة.

ويبين أن معنى إعداد الدولة لمواجهة الخصم (العدو)، يأتي من خلال تطوير واستخدام كافة القدرات والإمْكَانيات المتيسرة للدولة، في كافة جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والبشرية (وهي ما تعرف بقوى الدولة الشاملة)، لتحقيق الأهداف والغايات الوطنية والأمن الوطني للدولة، وسلامة أراضيها.

وينهي حديثه بالتأكيد على أن هذا المفهوم يعبر عن الاتساع اللانهائي، لإعدادِ الدولة للدفاع، فمن أجل تحقيق النصر في الحرب، والدفاع عن كيان الدولة، يتم الإعدادُ لذلك في كُـلّ مكان ومجال، وفي كُـلّ وقت وزمن، وفي كُـلّ أوجه النشاط الإنساني. ويعني ذلك استمرارَ الإعداد المتواصل، وهو ما يعني، ضمناً، ضرورةَ التطوير لِما سبق إعداده، كلما تغيّرت المعطيات، أَو استجدت المؤثرات، وهو أمرٌ لا بد منه؛ لأَنَّ التغيير والتجديد من قوانين الكون الأزلية، التي يجب مراعاتها دائماً عند التخطيط.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا