يومُ القدس العالمي والحضورُ اليمني
موقع أنصار الله || مقالات ||مرتضى الجرموزي
زَخَـمٌ جماهيري وأمواجٌ من الشعب اليمني تتلاطم همةً وحضوراً وفعَّالاً في كُـلّ قضايا الأُمَّــة العربية والإسلامية بما فيها وأهمها ومركزيتها القضية الفلسطينية.
وهكذا هو الشعب اليمني، إلى جانب مقاومة فلسطين، لا يتقاعس عن مناصرة القضية الأهم، بات يتناسى الجراح ويتحدى الحرب والحصار ويقف بمسؤولية مع المقاومة الفلسطينية وكامل الأراضي المحتلّة.
ويؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة من حربٌ ظالمة وحصار خانق وارتفاع في الأسعار الغذاء منها والدواء والمشتقات النفطية وكل سُبل الحياة، تجده السبَّاق في المناسبات التي يتمحور حضورها عن القضية الفلسطينية المغلوبة على أمرها؛ بسَببِ أنظمة التطبيع.
حضور فاق التوقعات في مختلف الساحات والمحافظات وبصوت واحد: لبيك يا قدس لبيك يا أقصى.. وحضور كبير على مستويات القيادة الثورية والسياسية والنخب الوطنية والعسكرية الصادعة بالحق في مواجهة الظالمين والمعتدين.
ولا ننسى الحضور والمشاركة الميدانية الذي يقوم بها رجال الجيش واللجان الشعبيّة من يخوضون الحربَ دفاعاً عن القدس وعن الأرض والإنسان الفلسطيني والعربي نراهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وبشعار البراءة من أعداء الله، يصولون ويجولون ويعرقلون مساعيَ الأنظمة العربية المنحطة في الولاء والتطبيع مع الصهاينة.
القدس هي القضية التي جعلت شرفاء اليمن يتحاملون على الجراح ويتعالون على الآلام التي سببها العدوان السعوديّ الأمريكي ليحيوا يوم القدس العالمي بكل عنفوان يماني ذات قيم عربية أصيلة تجرد عنها الكثير من الأنظمة والشعوب العربية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي اللقيط.
ويأتي تحَرّك وهيجان الشعب اليمني ومحور المقاومة في هذه الاحتفالية الكبيرة إحياءً للقضية التي أراد البعض وأدها حتى لا تقومَ لها قائمة لتبقى إسرائيل على حساب دولة وتراث ومقدسات فلسطين؛ ليؤكّـدَ أحرار اليمن أن فلسطين والقدس قضية مهمة لا يعيقها بُعد المسافة وتكالب الأعداء وانطواء المنافقين في صفهم فلن يغيَّر من القاموس والعقيدة اليمنية في شيء.
وسيسعى شرفاء اليمن وبالتعاون مع شعوب محور المقاومة لتحرير الأرض والمقدسات الفلسطينية وسيتم بعون الله دحر الصهاينة وإخراجهم منها صاغرين مهما كانت مساهمة الأنظمة العربية في تلميع هذا الكيان المتعربد واللقيط والذي تنتظره حسابات معقدة ستجعله يعيشُ التيه والضياع كما عاشه أسلافه من قبل، فحتماً أن المصير هو ذاته الذي ينتظرهم.