كيف نجح اليهود في استهداف الفريضة الجامعة عن طريق آل سعود بعدة طرق؟

||صحافة||

في أُمَّـةٍ يبلغ تعدادها ملياري مسلم، بيد أن المحظوظين منهم في الوصول إلى الحج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، قليل جِـدًّا، ليس لعدم تعظيمهم لهذه الشعيرة وإنما؛ بسَببِ آل سعود الذين نصبوا كُـلّ الكمائن القذرة لاستهداف الحج وتخويف الناس منه.

وما من عام إلا وله ضحاياه من الحجاج الأبرياء والشاهد على ذلك مذبحة تنومة التي مجدّدًا وبعد قرن من الزمن تعود لتطرق أبواب التاريخ لتروي لنا حادثة قتل أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني في منطقة تنومة وسدوان وهم في طريقهم لتلبية أذان ربهم بالحج على أيدي جنود عبدالعزيز بن سعود في رسائلَ سياسية وأسباب اقتصادية ودينية أَيْـضاً أهمها الصد عن بيت الله الحرام تنفيذاً لأوامر اليهود الذين يتخوفون من الحج كونه المؤتمر الإسلامي الأكبر الذي يعلن فيه المسلمين البراءة منهم.

وعمل آل سعود بعد ذلك على مواراة هذه الجريمة الثرى تربوياً وأكاديمياً وسياسيًّا، ولكن التاريخ لا يموت، فها هي أحداث هذه المذبحة تعود للذاكرة لتبين للعالم أن حقد آل سعود ليس وليد اللحظة، بل كانت العدوان الأول على يمن الإيمَـان والحكمة.

وتقول الناشطة الإعلامية دينا الرميمة: إن من يشاهد الحرم المكي، وهو خالياً من الوافدين يشعر بألم يحز في نفسه خَاصَّة في أَيَّـام الحج الذي يحاول اليهود القضاء عليه كونه المؤتمر الأكبر الموحد للمسلمين، والذي فيه يعلنون البراءة منهم ومن المشركين، لذا فهم يعملون على تعطيله بمساعدة آل سعود الذين يجعلون منه فريضة لا يقوى على أدائها إلا من له قلب لا يخشى الموت، حَيثُ فيه يتم استهداف الحجاج وبشكل متعمد ولنا في مذبحة تنومه خير دليل وشاهد.

وتضيف الرميمة: “ها هو التاريخ اليوم وبعد قرن من الزمن يفتح سراديبه المغلقة على جريمة للنظام السعوديّ استهدفت ثلاثة آلاف حاج يمني في منطقة تنومة قبل مائة عام بعد أن أعطاهم العلم بأمن الطريق كونه المسؤول عن تأمين حياة الحجيج وقائماً على الحج، لكنه أرسل أياديه الوهَّـابية إلى منطقة تنومة، وكان الحجيج حينها قد توقفوا هناك للصلاة وللغداء، وما أن أنهوا غداءهم حتى انهالت عليهم رصاصاتُ الجنود السعوديّين وقضت عليهم وأوقعتهم في بحرٍ من الدماء، ومن ثم نزلوا إليهم للتأكّـد من هلاكهم جميعاً وقاموا بذبح من لا يزال حياً بسكاكينهم بطريقة داعشية بشعة، وأما من نجا منهم فهم من تظاهروا بالموت والصمت وسط بركة الدماء وعددهم خمسمِائة حاج يمني، كما ذكر المؤرخون.

وتوضح الرميمة في سياق حديثها أن أسباب تلك المذبحة قد تناولها المؤرخون من ثلاثة جهات (سياسية وعقائدية ومادية)، فمن الناحية السياسيّة كانت بمثابة رسالة تهديد من بن سعود إلى الإمام يحيى بن حميد الدين الذي كان لا يزال يعتبر منطقة عسير هي منطقة يمنية بعد أن كان النظام السعوديّ قد ضمها بقوة السلاح إلى مملكته، بينما الإمام يحيى كان متمسكاً بها كيمنية لذلك كانت هذه الرسـالة بمثابة تهديـد وإجبار للإمـام يحيـى بإقرار الوضع الحالي كما هو عليه وبدون ادِّعاءات.

وتواصل الرميمة: “أما من الناحية العقائدية فقد كان للوهَّـابية دور كبير فيها أولاً؛ بسَببِ تكفير الوهَّـابيين لكل من يخالفهم رأيهم ومعتقداتهم ولذا فهم كانوا يعتبرون الحجاج مشركين ولا بُـدَّ من قتلهم، أَيْـضاً تأتي من باب الصد عن بيت الله الحرام ومنع إقامة فريضة الحج الذي وإلى اليوم لا تزال تمارس جرائم قتل للحجاج في كُـلّ عام كنوع من التخويف منه حتى وصلوا إلى منع الحج بحجّـة وباء كورونا.

وأما من الناحية المادية فتقول الرميمة: إن ما كان يحمله الحجاج من أموال وبضائع تعد مبالغ كثيرة جعلت لعاب أُولئك المجرمين يسيل فعمدوا إلى اعتراض قافلتهم، حَيثُ قدر ما كان في جعبة هذه القافلة بـ “أربعمِئة الف” ريال فرنسي وهي تعد مبالغَ كبيرةً قاموا بنهبها ونهب كُـلّ ما في القافلة حتى لم يتورعوا عن سرقة الملابس التي كان يرتديها هؤلاء الضحايا، منوّهةً إلى أن آل سعود كُـلّ أفعالهم تؤكّـد على أنهم يحاولون الصد عن بيت الله الحرام تنفيذاً لأوامر اليهود الذين يخشون من توحد المسلمين في البراءة منهم في هذا المؤتمر الذي يعد الأكبر وفيه يعلنون البراءة من المشركين واليهود.

وترى دينا الرميمة أن آل سعود في حين يتفاخرون بدور الترفيه والأعداد الهائلة الوافدة إليها والتي بلغ عدادها أكثر من ثلاثة عشر مليون هم يمنعون الحج ويقلصون أعداد الحجيج إلى مليون حاج بحجّـة فيروس كورونا الذي نأى بنفسه عن دور الترفيه والابتذال التي يراها بن سلمان نوعاً من الحضارة التي بها يحاول إرضاء أربابه عنه.

وفي ختام حديثها تقول الرميمة: إن تقليص عدد الحجيج إلى هذا العدد هو قرار فردي اتخذه آل سعود بمنع الحج، ودون اعتبار للمسلمين الذين نراهم يبلعون ألسنتهم ولا يندّدون بما يفعله هؤلاء الهمج الرعاع بدينهم ومقدساتهم التي ربما سيأتي اليوم وتفتح أبوابها أمام الصهاينة ليبثوا صورهم من داخل الحرم المكي إذَا ما تم السكوت على هذه الجريمة والتي تدل على عدم أهليتهم لإدارة الحرمين الشرفين وعليها يتوجب انتزاع مهمة الإشراف على الحج من أيديهم وجعلها مشتركة بين كُـلّ الدول الإسلامية وإلا سيصبح الحج يوماً ما جرماً وبدعة كما في الكثير من العبادات التي بدعها المذهب الوهَّـابي السعوديّ.

 

اليهود وعلاقتهم باستهداف الحج

بدورها، ترى الناشطة الثقافية شيماء الوجيه أنه في مثل هذه الأيّام قبل حوالي 100 سنة حدثت مجزرة رهيبة للحجاج اليمنيين الآمنين المسافرين بأمان الله في طريقهم لأداء فريضة الحج، موضحة أن عدد الحجاج كان حوالي “3000” حاج قُتلوا غدراً وذبحوا ظلماً عندما هاجمهم جنود آل سعود الوهَّـابيون، فقتلوا غدراً لتوجيه رسالة لليمنين بأن جيشهم جبار لا يقهر في حال حاولوا استعادة منطقة عسير التي استحوذ عليها آل سعود بقوة السلاح.

وتضيف الوجيه: وفي هذا دلالة على أن الحقد على اليمن هو حقد دفين كون اليمن شعب متمسك بكتاب الله وسنة رسوله؛ ولأن نفس الرحمن من اليمن، كما قال الرسول محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، مشيرةً إلى أن تعمد آل سعود تغييب هذه الجريمة الشنيعة كي لا ينفضح العملاء من بني سعود المتولين لليهود وكي لا تنكشف حقيقتهم السيئة للعالم الذي يعتبرهم خدام بيت الله الحرام بينما هم من يصدون عنه، كذلك كي لا تنكشف نفسياتهم السيئة التي تكن الحقد والبغض لكل المسلمين (خَاصَّة اليمنيين).

وترى الوجيه أنه من الواجب النزول بقوة للمجتمع وتوعيته بخطر الوهَّـابيين ونشر قصة مأساة تنومة ليعرف الناس جرائم آل سعود، وكذلك الدعوة إلى محاكمتهم؛ بسَببِ هذه الجريمة إلى جانب العدوان الهمجي على اليمن، والدعوة كذلك للتحشيد للجبهات ورفدها بالمال والرجال.

وعن استهداف اليهود للحج تقول شيماء الوجيه: إن اليهود نجحوا في استهداف الحج عن طريق آل سعود الذين اتخذوا عدة طرق منها رفع تكاليفه، وكذلك جعله مغامرة بعد استهداف الحجيج عاماً بعد آخر أثناء تأدية مناسك الحج كما في حادثة ميناء والرافعة في الحرم المكي، وأخيرًا عن طريق اختراع أمراض وأوبئة التي (كما يزعمون) لا تأتي إلا في الحرم، بينما غابت في قاعات الترفيه التي أصبحت تتفاخر فيها المملكة وتراها نوع من التحضر والانفتاح على العالم.

وتختتم شيماء الوجيه حديثها بالقول إنه من واجبنا اليوم كمسلمين قتال اليهود ومن تولاهم والبراءة منهم ومن أفعالهم والإعداد لكل أسباب القوة لمواجهتهم ومقاطعة منتجاتهم؛ لأَنَّها أقوى وأسهل سلاح لضربهم في عقر دارهم.

من جهتها، تؤكّـد الإعلامية أفنان السلطان أن اليهود يحاولون بشتى الطرق استهداف شعيرة الحج التي فيها يلبي المسلمون نداء ربهم بالبراءة من اليهود والمشركين.

وتقول أفنان: إن المجرمين المعتدين من آل سعود أصبحوا لعبة بيد اليهود يحركونهم على ما يتناسب مع مخطّطاتهم وفعلًا نجحوا في ذلك ومنها على وجه الخصوص استهداف الحج؛ لأَنَّه يعتبر الفريضة التي تجمع المسلمين بلباسٍ واحد وفي مكانٍ واحد لتلبية الله ويستجيبوا له سبحانه وتعالى، حَيثُ إن اليهود استهدفوا هذه الفريضة بخطوات كالشيطان تماماً وآل سعود ينفذوها بالحرف الواحد، موضحةً أن أول خطة من خطط اليهود هي التقليص من عدد الحجاج، وفعلًا تناقص العدد من عام إلى العام الذي يليه إلى أن وصلوا إلى منعه تماماً بعذر كوفيد، ولم يكن كورونا إلا ذريعة لتنفيذ المخطّط الصهيوني الذي يهدف ويُريد أن يموت الحج في أنفسنا، وأن تُلغى قيمةُ الحج وتعم حال الغفلة عند المسلمين عن قيمته التي تقلق اليهود، لافتةً إلى أن استهداف الحجاج أنفسهم كان أَيْـضاً أحد وسائل آل سعود لتخويف الناس من الحج فما من عام إلا وتحدث فيه جريمة يستهدف فيها الحجاج، بدءاً من مذبحة تنومة.

وتقول أفنان: إن مجزرة تنومة هي الذكرى الأليمة والمأساوية التي كشفها التأريخ وأثبت قباحة وإجرام آل سعود وأن إجرامهم ليس وليد اللحظة بل حقدٌ دفين تأصل في تاريخهم الأسود وجذوره التي نبتت على دماء الحُجاج الأبرياء الذين كانوا يقصدون بيت الله الحرام ليؤدوا ما استطاعوا إليه سبيلا من مناسك فريضة الحج المباركة، لكن خبث وعنجهية آل سعود كانت تترصدهم وأودت بحياتهم إلى الموت بعد قتلهم وتعذيبهم.

وتبين السلطان أن وراء هذه المذبحة أسباب سياسية دفعت آل سعود لارتكابها فَـإنَّ الكتب تؤكّـد على أن التمسك التاريخي لليمنيين ببعض أجزاء من الأراضي اليمنية التي كان آل سعود قد أخذوها منهم كان أحد الدوافع لارتكاب هذه الجريمة لتهديد الحكم في تلك الفترة وإرهابهم على حساب الدين وانتهاك حرمات الله بكل عنجهية ولا مبالاة.

وتقول أفنان: إن هناك أَيْـضاً أسباباً دينية، حَيثُ قامت الوهَّـابية بتكفير اليمنيين والتحريض عليهم بالقتل باسم الطوائف الدينية بأنهم زيود وكانت مجزرة تنومة هي بداية ظهور لحقدهم ومفعول هذا المرض والداء الذي صنعوه بتنفيذ بريطاني، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم لم يتوقفوا عن استهداف اليمن بل وامتد ليشمل نشاطهم خدمة مشاريع اليهود في العالم الإسلامي.

وتواصل أفنان: “على أن آل سعود قد عملوا على تغييب هذه الجريمة لطمس الحقيقة وإخفاء آثارهم الدموية وحتى لا يحمل الشعب اليمني روح الثأر لهذه الجريمة اللاإنسانية”، مستدركة بالقول: “لكن زمن كشف الحقائق أتى وكشف ما كان خلف الستار فالواجبُ علينا تجاه مرتكبي هذه المذبحة الدموية أن نُعرف الأجيال بها ليبقى آل سعود عبرة للأجيال أبد الدهر وكذلك وهو الأهم إيقاظ الروحية الجهادية للأخذ بالثأر منهم وهذا حقٌ مشروع من الله”.

وتؤكّـد السلطان على أنه من قام بهذه المذبحة هو نفسه من يقوم اليوم بقصفِ البيوت وصالات العزاء والأعراس والأطفال والنساء والشيوخ، وَهو من يهدم ويُدمّـر ويقتل الشعب اليمني على مدار ثماني سنوات.

وتختم أفنان السلطان حديثها بالتأكيد على أن واجب الأُمَّــة الإسلامية تجاه أفعال آل سعود بالحج أن يتحَرّكوا لمواجهتهم ويقفون كالبنيان المرصوص ليفشلوا مخطّطاتهم ويعيدوا للحج قيمته وأصالتهُ الإسلامية.

 

صحيفة المسيرة- المركز الإعلامي بالهيئة النسائية في الأمانة

 

قد يعجبك ايضا