أكاذيب وأبواق ومرتزقة.. قرصنة سفن المشتقات جريمة العدوان المضاعفة بالأكاذيب والتضليل الرخيص

||صحافة||

على نحو متزامن، ترافق إعلان المرتزقة عن إطلاق عدد من سفن المشتقات النفطية المخطوفة من قبل بحرية تحالف العدوان الأمريكي السعودي، مع تصريحات مضللة ومبتذلة صدرت من مستويات عديدة لعل أفضحها تصريح صدر عن السفير الأمريكي المعين سفيرا لدى اليمن والذي يقيم في الرياض.

في البدء أعلن المرتزقة على لسان المرتزق رشاد العليمي، بأنهم لم يحتجزوا أي سفينة مشتقات نفطية، جاء إعلانه ذلك في حديثه مع المبعوث الأممي لليمن هانس بروندبرغ، لكنه بعد يوم واحد فقط أعلن المرتزق العليمي أنهم سمحوا لعدد من السفن بالدخول إلى ميناء الحديدة استجابة للطلب الأممي.

يوم الخميس ورد في الخبر “أعلنت الحكومة، الموافقة الاستثنائية على طلب أممي للسماح بدخول عدد من سفن الوقود إلى موانئ الحديدة”، وأكدت في الخبر نفسه عدم وجود أي قيود من جانبها على السفن، وهو كذب يتناقض أوله مع آخره، فكيف تسمح بدخول السفن وتنفي أنك لا تضع قيودا عليها، وفي كل حال لا يمارس المرتزقة لا هذا ولا ذاك بل يتحدثون باسم تحالف العدوان كأبواق وبيادق رخيصة.

تناقض لا يكشف التضليل الذي يمارسه مرتزقة العدوان فحسب، بل ويكشف مهمتهم كناطقين لتحالف العدوان يكذبون كل يوم ألف مرة وبدون خجل، فمن الناحية الظاهرية يتعمد المرتزقة والعملاء إظهار أنهم مسؤولون وأصحاب قرار يقررون حجز السفن ويقررون السماح بدخولها، والحقيقة غير ذلك، فمن الناحية العملية حين يقرر تحالف العدوان حجز سفن المشتقات وقرصنتها يوكل لأدواته من المرتزقة التضليل على الشعب اليمني بتبرير أو نفي العلاقة بالجريمة التي تصنف كجريمة قرصنة وإرهاب وإبادة جماعية، وحين يقرر السماح بإطلاقها يوكل لهم الإعلان عن الخطوة ليحملوا تبعة التضليل والجريمة في آن.

ومع إعلان المرتزق العليمي بإطلاق عدد محدود من السفن المحتجزة من البحرية الأمريكية والسعودية، حرص الناطقون والسفراء وأبرزهم السفير الأمريكي فاجن على وضع خطوة العدوان في سياق مواز لادعاءات المرتزق العليمي، فبارك ما وصفه بالقرار الشهم والحكيم بتسهيل دخول السفن، لكنه في الوقت نفسه ادعى بأن من أسماهم (الحوثيين) منعوا السفن من الدخول، وهو كذب مضاعف، إذ لا علاقة للمرتزق العليمي لا بالحجز ولا بالإطلاق، فالبحرية الأمريكية والسعودية – التي لا يملك العليمي قرارا بتوجيهها – هي من تمارس القرصنة والحجز، أما العليمي فهو مجرد بوق رخيص لتحالف العدوان.

وأسهب السفير الأمريكي في تصريحه أمس حول فضائل المرتزق العليمي في إطلاق سفن النفط، لكنه أعاد الاستدارة ليُحمَّل السلطة الوطنية في صنعاء حجز السفن ويقول إن صنعاء هي من احتجزت السفن.

التناقض الصارخ وسيل الأكاذيب التي زامن حجز سفن المشتقات ثم إطلاق بعضها من قبل بحرية تحالف العدوان الأمريكي السعودي، تكشف ما وراء الجريمة، فقد حاول تحالف العدوان إيجاد إرباك واحتقان شعبي حول الهدنة الأممية المؤقتة وسخطا حاولت توجيهه باتجاه الدولة الوطنية في صنعاء، فعمد إلى دفع مرتزقته لتحميل صنعاء مسؤولية الحجز ونفي مسؤوليته عن الجريمة، لكن الوقت لم يسعفه فاستدار ليعلن إطلاق بعض السفن بعد يوم واحد.

تحالف العدوان لا يمتلك ترف الوقت لتبديده، فالهدنة المؤقتة على أبواب انتهاء أجلها، فيما كان ثمن المغامرة بحجز سفن المشتقات واضحا في اللحظة الأولى وهو إعادة التصعيد العسكري الذي يخشاه تحالف العدوان وعلى وجه أخص الإدارة الأمريكية.

انسداد أفق المغامرات وحروب الوكالة مع محاولة إعادة العدوان عسكرة الملف الإنساني والمعيشي، حشر العدوان في مأزق الوقت والمناورة، وهما المحرك لاستدارة العدوان السريعة حول الاحتجاز ونفي المسؤولية ثم الإطلاق المتناقض، وفي خلفية استدارة تحالف العدوان من حجز السفن إلى إطلاقها تحتل الهدنة أهميتها في ذلك، فهو يحرص على هدنة تضمن له أمن النفط، ولا توفر للشعب اليمني حقوقه المعيشية والإنسانية، وتلك معادلة مرفوضة ولا يمكن أن تستمر.

 

صحيفة الثورة

قد يعجبك ايضا