الإرهاب الأمريكي لن يحقق أهدافه
موقع أنصار الله ||مقالات ||بقلم / محمد المنصور
تحول العدوان الأمريكي على اليمن من عدوان مقنع ضمن قوات التحالف الاجرامي السعودي إلى عدوان سافر وصريح فيما قامت به صواريخه (اليوم) من هجوم على مواقع للقوة البحرية اليمنية في الحديدة ، استنادا إلى مبررات واهية ، ومزاعم كاذبة .
هذا العدوان الأمريكي الأرعن لن يزيد اليمنيين إلا إصرارا على الصبر والثبات والصمود ، ومزيدا من التكاتف والتلاحم والاندفاع صوب الجبهات في الداخل ، وفي العمق الحدودي المحتل حيث يحاول العدوان الأمريكي السافر تخفيف الضغط عن مرتزقته وعملائه الذين يتم سحقهم منذ أكثر من عام في نهم وصرواح وميدي والبيضاء وشبوة وغيرها من الجبهات رغم كل محاولاتهم وحشوداتهم وزحوفاتهم الضخمة وبغطاء لطيران العدوان لم يتوقف .
العدوان الأمريكي جاء في توقيته للضغط على المجلس السياسي والفريق الوطني المفاوض للقبول بمبادرة كيري ، وتقديم التنازلات لإنقاذ ماء وجه السعودية ومرتزقتها على طاولة التفاوض .
ولا يمكن بحال فصل هذه التطورات الخطيرة عن مساعي إدارة أوباما للايحاء بتعرض الملاحة الدولية للخطر ، وهي النغمة التي سمعناها تتردد في أوساط تحالف العدوان السياسية والإعلامية عقب استهداف السفينة الإماراتية الحربية سويفت الاسبوع الماضي ، وعبر بيان صادر عن مجلس الأمن عن ذلك التوجه العدواني المبيت ضد اليمن .
العدوان الأمريكي جاء أيضا لتعزيز دائرة الحصار الاقتصادي حول اليمن والحديدة بالذات للحيلولة دون وصول أية مواد غذائية أو نفطية اتساقا مع قرار الفار هادي بنقل البنك المركزي إلى عدن ، الذي أحدث ارباكا في الواقع المالي للدولة وفي القطاع المصرفي اليمني بشكل عام.
العدوان العسكري الأمريكي المدان والمرفوض وغير المبرر على السواحل اليمنية يأتي لتبرير الاحتلال المباشر للسواحل والجزر اليمنية في محاولة لتحقيق ماعجز عنه عدوان تحالفه السعودي المجرم طيلة عام وثمانية أشهر جربوا فيه واستخدموا كل أنواع أسلحة الفتك والإجرام المحرمة بحسب تشريعاتهم وقوانينهم ، وحاولوا تركيع الشعب اليمني الأبي واخضاعه بالحصار وبارتكاب أفظع أنواع الجرائم والمجازر وحروب الإبادة والحصار مما لاسابقة له في التاريخ .
لقد أفشل الشعب اليمني العظيم بصبره وصموده وتضحياته الكبيرة وقبل ذلك بالتوكل على الله العدوان وأهدافه ، واستطاع أن يمرغ أنفه في التراب ، وفضح مراميه ومخططاته الإجرامية ، وباتت السعودية ومن ورائها امريكا وبريطانيا في قائمة الدول المتهمة بانتهاك حقوق الإنسان في أوساط منظمات حقوق الإنسان والإعلام الدولي ، وعن قريب سيقدم مجرمو الحرب والسفاحين المتهمين بقتل أبناء الشعب اليمني إلى المحاكم في الشرق والغرب .
وفي ظل ما تشهده المنطقة من تجاذبات روسية أمريكية في الساحة السورية ، وصراع محاور واضح في سورية والعراق وغيرها فإن الإدارة الأمريكية تحاول من خلال عدوانها المباشر على اليمن تحقيق ما فشلت فيه في مناطق أخرى في المنطقة، وهي بعدوانها على اليمن تعرض فعليا الملاحة الدولية للخطر الذي ظل بعيدا عنها منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي التحالفي على اليمن ، بفعل الشعور بالمسؤولية الذي تتمتع به ثورة 21سبتمبر واللجنة الثورية العليا والمؤتمر الشعبي العام ومن ثم المجلس السياسي الأعلى في إدارة الأزمة والتصدي للعدوان ، ملتزمين بالقوانين الدولية والإنسانية ، تحدوهم الرغبة في السلام ووقف العدوان وحل المشكلات العالقة بين اليمنيين بالحوار والطرق السلمية .
لقد عودتنا السياسة الأمريكية المعادية للعرب والمسلمين على ارتكاب مثل هذه الجرائم للتدخل وتبرير الغزو والاحتلال ، ونشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، والدعم المطلق للكيان الصهيوني والأنظمة القمعية كالنظام السعودي المجرم كما هو الحال في عدوانه على اليمن، ونشر الإرهاب والفوضى المدمرة في المنطقة كما هو جار اليوم في سورية والعراق وليبيا وغيرها .
نحن اليوم أمام مرحلة حاسمة من التصدي للعدوان الأمريكي التحالفي تستدعي من كل أبناء اليمن الشرفاء بذل المزيد من الجهود وعلى كل المستويات للتصدي للعدوان وإفشال مخططاته ومآربه الشريرة، وكما أثبت العدوان السعودي الأمريكي التحالفي المجرم فالشعب اليمني وحاضره ومستقبله هو المستهدف بهذه الوحشية والمجازر وحرب الإبادة والتدمير الشامل وليس فئة أو جماعة أو منطقة أو حزب أو فرد بعينه .
العدوان الأمريكي المباشر على وطننا مفضوح وغير مبرر، يدفع بآخر أوراقه التي ستفشل كسابقاتها اعتمادا على الله ، وعلى وعي أبناء الشعب اليمني الأحرار ، وستثبت الأيام أن العدوان العسكري الأمريكي لم يكن غير حماقة لن تجني منها إدارة أوباما مكسبا انتخابيا في السباق الرئاسي الأمريكي ، كما لن يحقق منها التحالف السعودي ومرتزقته سوى الهزيمة والعار بإذن الله.